الخميس، 24 أكتوبر 2013

مُنْقَرِضونَ في صُوَرٍ كثيرة




صورٌ لِمُنْقَرِضينَ تملأُ نصفَ ألبومٍ و تبتلعُ الفراغَ على

جوانبِ معظمِ الصورِ التي رتبتُها من قَبْلِ عامٍ هؤلاء الراحلونَ

الى فضاءٍ آخرٍ يتزاحمونَ أمامَ عيني دونَ تبريرٍ لنظراتٍ تفتِّشُ

في عيونِيَ عنْ معاني الاندهاشِ لما أراهُ الآنَ في صورٍ تآكلَ بعضُها

حتى أنا أبدو بدائياً قديماً هارباً من مُتْحَفِ الزمنِ البعيدِ بجانبي 

يقفُ الكثيرُ من الَّذِينَ تشتتوا في الموتِ أو في آخرِ المنفى أرى

رجلاً طويلاً أسوداً و بشارِبَين تمكَّنا من وَجْهِهِ و على يميني طِفْلةٌ

لا شكَّ أني الان أجهلُ كيف تبدو مَيْتَةٌ أو حيَّةٌ صورٌ لِمَوْقوفينَ في

 زنزانةِ الماضي و أروقةِ الغيابِ يُعَذَّبونَ الآنَ داخلَ صورةٍ سَكَبَتْ

على ألوانِها وَجَعَ الوقوفِ و في النهايةِ يكبُرُ الماضي و يكبُرُ هؤلاءُ

العالقونَ على بياضِ الصورةِ الجرداءِ أخشى أنَّ لوني لنْ يقاومَ

حُرْقَةَ الحمْضِ الذي أعطى له لونَ الحياةِ و قَدْ يذوبُ كما الإطارُ

و كلُّ عامٍ أفتحُ الصورَ القديمةَ تاركاً للضَّوْءِ أجملَ ما لديَّ منَ

الاطاراتِ الجديدةِ و البراويزِ التي تُهْدَى لِمُنْقَرِضينَ في صورٍ.

الجمعة :٢٥/١٠/٢٠١٣    

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...