قديماً في حكاياتِ الشعوبِ و في أماكنَ لمْ تَصِلْها
الحربُ يُحْكى أنَّ سِعْلاةً لها كهفٌ تُبَدِّلُ فيه كُلَّ ثيابِها
تُغْوي رجالا عابرين و عائدينَ إلى قراهم و البيوتِ و بعدها
سُرْعانَ ما تقضي عليهم ربَّما خَنْقاً و حُبَّاً زائفاً لم ينْجُ
منهم غير راعٍ في جبالِ العُشْبِ فرَّ قُبَيْلَ أنْ تُسْقِيهِ ماءَ
شفاهِها و رحيقَ كأسٍ من فواكِهَ قيلَ أنَّ ثمارَها أثْداءُ
نِصْفِ عجائزِ يَسْكُنَّ بين قبورِ مَنْ ماتوا و أشلاءِ
الضحايا فرَّ مختفياً بأصوافِ الخِرافـ و صارَ يلهثُ
باحثاً عن أيِّ بيتٍ للمكوثِ إلى الصباحِ و من بعيدٍ لاحَ
ضوءُ نوافذٍ مفتوحةٍ و استقْبَلَتْهُ هناكَ إمرأةٌ بشَعْرٍ فاحمٍ
لمْ ينتبِهْ مِنْ خوفِهِ لخزانةٍ مملوءةٍ خرزاً و أصدافاً و رأساً
كاملاً لمحاربٍ جاءتَ لهُ بِشرابِها و تراقَصْتْ في عينِهِ ألوانُ
شفَتَيْها و أدركَ أنهُ في بيتِها و الموتُ أصبحَ واقعاً هذي
السعالي لا تراعي الطيبينَ و خوفَهَمْ مِنْ أنْ يموتوا هكذا.
الأربعاء ١٦/١٠/٢٠١٣
السعالي حيوانات خرافية يقال انها كانت تخرج للناس و تغويهم
و تقتلهم بعد ذلك و تغير من شكلها و ألوانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق