لم أنتبِهْ للشمسِ و هي تغيبُ و اختفتِ النوارسُ و الغيومُ
و صارَ وجهُ البحرِ مرآةَ السماءِ و ضاعَ من وجهي الكثيرُ
من اندهاشاتِ الشتاءِ و رغبتي في الاقترابِ من الشواطئِ ربما
للبحرِ ما للبرتقالِ من اتساعٍ لمْ تصِلْهُ الريحُ أمشي وقتما أحتاجُ
تحتَ ستائرِ المطرِ المليئةِ ما يُبَشِّرُ باقترابِ البَرْقِ و الورقِ الأخيرِ
على غصونِ الاسكَدِنيا و الشتاءُ هنا مكانُ الاعترافاتِ القديمةِ بين
عشاقٍ لهم في كلِّ مقهىً مقعدٌ و الاغنياتُ تمرُّ من ضَوْءِ النوافذِ
شِبْهَ دافئةٍ هناكَ و شبهَ باردةٍ على وجهِ الرسائلِ في الصباحِ هنا
شوارعُ أرْهَقَتْها عَتْمةُ الليلِ الطويلِ و طعمُ سَرْدينِ الظهيرةِ و هي
ترعدُ يفتحُ الماضي و ذاكرةَ الموانئِ كلُّ من ماتوا قريباً أو بعيداً
لا تزالُ لهم بقايا في حكاياتِ المساءِ و مرَّةً أمْسَكْتُ رغوةَ موجةٍ
و عَرَفْتُ أنَّ بها هواءَ شواطئٍ أخرى و لونَ الريشِ و الصدفِ
العتيقِ و بعدما أخذَ الهواءُ هواءَهُ منها تسرَّبَ من يدي مِلْحُ
البدايةِ فوقَ عُشْبٍ هاربٍ مِنْ قلبِ بحرٍ أخْضَرٍ.
الخميس ٣/١٠/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق