الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

من ذكريات البحر و الملْح



لم أنتبِهْ للشمسِ و هي تغيبُ و اختفتِ النوارسُ و الغيومُ

و صارَ وجهُ البحرِ مرآةَ السماءِ و ضاعَ من وجهي الكثيرُ

من اندهاشاتِ الشتاءِ و رغبتي في الاقترابِ من الشواطئِ ربما

للبحرِ ما للبرتقالِ من اتساعٍ لمْ تصِلْهُ الريحُ أمشي وقتما أحتاجُ

تحتَ ستائرِ المطرِ المليئةِ ما يُبَشِّرُ باقترابِ البَرْقِ و الورقِ الأخيرِ

على غصونِ الاسكَدِنيا و الشتاءُ هنا مكانُ الاعترافاتِ القديمةِ بين

عشاقٍ لهم في كلِّ مقهىً مقعدٌ و الاغنياتُ تمرُّ من ضَوْءِ النوافذِ

شِبْهَ دافئةٍ هناكَ و شبهَ باردةٍ على وجهِ الرسائلِ  في الصباحِ هنا

شوارعُ أرْهَقَتْها عَتْمةُ الليلِ الطويلِ و طعمُ سَرْدينِ الظهيرةِ و هي

ترعدُ يفتحُ الماضي و ذاكرةَ الموانئِ كلُّ من ماتوا قريباً أو بعيداً 

لا تزالُ لهم بقايا في حكاياتِ المساءِ و مرَّةً أمْسَكْتُ رغوةَ موجةٍ

و عَرَفْتُ أنَّ بها هواءَ شواطئٍ أخرى و لونَ الريشِ و الصدفِ

العتيقِ و بعدما أخذَ الهواءُ هواءَهُ منها تسرَّبَ من يدي مِلْحُ 

البدايةِ فوقَ عُشْبٍ هاربٍ مِنْ قلبِ بحرٍ أخْضَرٍ.

الخميس ٣/١٠/٢٠١٣     


ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...