و بعدَ دقائقٍ ستقولُ أني لا أناسبُها و ترجعُ بعدَها لتقولَ
أني حبُّها و الليلُ يكتبُ ما يُقالُ على هواءٍ ساكنٍ و يطولُ
مِنْها اللومُ ساعاتٍ و تُدرِكُ بعدها أنَّ التفاسيرَ الكثيرةَ
غيرُ مُجْدِيةٍ فما في القلبِ لا الأهواءُ تحكُمُهُ و لا عَقْلٌ
و هذا ما جرى للعاشقينَ على ضفافِ الدُّونِ في راستوفَ
و النيلِ الطويلِ و آخرِ الفولغا و لستُ أنا الذي سَنَّ الرسائلَ
و هي تحملُ أمنياتِ الحالمين و لوعةَ القلبِ الصغيرِ عشيَّةَ
المطرِ الذي أغوى السماءَ لتُمْهِلَ السَّهرَ انتظارا خانقاً خلفَ
الستائرِ و الزجاجِ كثيرةٌ هي موجعاتُ النَّفْسِ أقساها الفراقُ
و أنتَ تنظرُ من بعيدٍ كيف تُقْنِعُ خافقاتِ القلبِ أنَّ الأمرَ يوماً
ما سيحدثُ شِئْتَ أو أحْرَقْتَ عُمْرَكَ رافضاً هي هكذا الدنيا
بها ما ليسَ يُفْهَمُ فاغتَنِمْ ما طابَ منها سوفَ تترُكُنا كما فعلتْ
بأوَّلِ مَنْ توقَّعَ مِنْ مفاتِنِها البقاءَ فخابَ و انتهتِ الحياةُ بهِ بأنْ
تَرَكَتْهُ يُنْشِدُ في قصائدِهِ غرورَ العيشِ منتظراً و منتظراً.
السبت ٥/١٠/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق