و جَدِّي لم يكنْ حتى مُريحاً و هو يسعُلُ في ليالي البردِ
يحملُني الى قَفْلِ النوافذِ باكراً و إضاءَةُ الكازِ الضعيفةُ
غير كافيةٍ و تجعلُ من هواءِ البيتِ قبرا ساخناً و أَقَمْتُ معه
و جدَّتي عامين ألعبُ فيهما النَّرْدَ المُمِلَّ لكي أسلِّي جدِّي
الممدودَ كالشبحِ الطويلِ على سريرٍ قيلَ أنَّ عليه نامتْ خالتي
و صغارُها في الحرْبِ جدِّي نائمٌ دوماً و أسمعهُ يتمتمُ ربَّما
ذمَّا بزوجتهِ التي ترَكَتْهُ و هو بحاجةٍ للشايِ يأبى أنْ أُعِدَّ له
فطوراً كي يكفَّ عن التَّذَمُّرِ داخلَ البيتِ الكبيرِ و لم يكنْ
حتى جميلا: أجردٌ و مزاجهُ كشفاههِ لا تخرجُ الكلماتُ
منها و هي واضحةٌ و يكسبُ دائماً في النَّرْدِ لا أدري
أضعفٌ في أدائي أم مهارتُهُ تفوقُ الآخرينَ و كانَ يُخفي
رأيهُ في الناسِ زُهْداً في الحياةِ و لا يبالي للعلاقاتِ التي
فَترتْ فنوباتٌ من الرَّبْوٍ الشديدةِ أفقَدَتْهُ بَقِيَّةَ النَّفَسِ الأخيرِ
و هكذا ترك الحياةَ مُهادِناً رغباتِهِ في أنْ يموتَ بلا قلقْ .
الأحد ٢٠/١٠/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق