السبت، 19 أكتوبر 2013

أنا و جدي و ذكريات من الليل



و جَدِّي لم يكنْ حتى مُريحاً و هو يسعُلُ في ليالي البردِ

يحملُني الى قَفْلِ النوافذِ باكراً و إضاءَةُ الكازِ الضعيفةُ

غير كافيةٍ و تجعلُ من هواءِ البيتِ قبرا ساخناً و أَقَمْتُ معه

و جدَّتي عامين ألعبُ فيهما النَّرْدَ المُمِلَّ لكي أسلِّي جدِّي

 الممدودَ كالشبحِ الطويلِ على سريرٍ قيلَ أنَّ عليه نامتْ خالتي

و صغارُها في الحرْبِ جدِّي نائمٌ دوماً و أسمعهُ يتمتمُ ربَّما 

ذمَّا بزوجتهِ التي ترَكَتْهُ و هو بحاجةٍ للشايِ يأبى أنْ أُعِدَّ له

فطوراً كي يكفَّ عن التَّذَمُّرِ داخلَ البيتِ الكبيرِ و لم يكنْ

 حتى جميلا: أجردٌ و مزاجهُ كشفاههِ لا تخرجُ الكلماتُ 

منها و هي واضحةٌ و يكسبُ دائماً في النَّرْدِ لا أدري

أضعفٌ في أدائي أم مهارتُهُ تفوقُ الآخرينَ و كانَ يُخفي

رأيهُ في الناسِ زُهْداً في الحياةِ و لا يبالي للعلاقاتِ التي

فَترتْ فنوباتٌ من الرَّبْوٍ الشديدةِ أفقَدَتْهُ بَقِيَّةَ النَّفَسِ الأخيرِ

و هكذا ترك الحياةَ مُهادِناً رغباتِهِ في أنْ يموتَ بلا قلقْ .

الأحد ٢٠/١٠/٢٠١٣   

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...