الصبَّارةُ الشيخ
شعر: علاء نعيم الغول
و لكنْ سوَّلَتْ نفسي لهُ ألا ينامَ فظلَّ يسقطُ دائماً: قلبي أنا
و ندمتُ أكثرَ حينَ لم أمنعْهُ من تحطيم نافذةِ الهروبِ و ظلَّ مرهوناً
و قُلْتُ لِيستَجِبْ للحبِّ فانبجستْ عيونٌ موجعاتٌ فيهِ و هو الآنَ متَّهَمٌ
قريباً قد يلملمُ نفسَهُ ليعودَ لي مُتَحِّيناً فرصاً تجيءُ لأيِّ حبٍّ واعدٍ
و نسيتُ أني مَنْ تسببَ في تشردهِ هنا و هناكَ في أيدي الذينَ
تبادلوهُ بنيةٍ معوجَّةٍ و تسببوا في جعلهِ أشلاءَ حبٍّ منهَكٍ مستسلمٍ
أبدَعْتُ في تجميلهِ فجعلتُهُ كفراشةٍ و أمِنْتُ مكرَ العابثينَ فأربكوا
دقاتِهِ عمداً و حاولتُ الكثيرَ لكي يقاومَ مثلَ صبَّارٍ قديمٍ فانتهيتُ
بوخزةٍ ملأى بآلامِ الظنونِ و خيبةٍ لا بدَّ منها كي يفيقَ من السباتِ
مشوَّهَاً متشظياً كزجاجةٍ سقطتْ على الاسفلتِ أبدو الآنَ مضطراً
لكشفِ الأدعياءِ و كيفَ أخذوا الماءَ قبل سقوطهِ في الرمل فازدادَ
الهواءُ سخونةً و ازدادَتِ الصبارةُ الآنَ اشتياقا للطيورِ تُظِلُّها
بالوهمِ و المطرِ القريبِ و سوَّلتْ نفسي لقلبي أنْ يبادرَ دائماً
فاستقبلوهُ بما يليقُ بساذَجٍ و بطيِّبٍ و بما يزيدُ الشوكَ رغباتٍ
ليبدو موجِعَاً.
الاثنين ١٦/١١/٢٠١٥
من مجموعة الشوكُ ماءٌ لا يسيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق