الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

بداية عام جديد



بدايةُ عامٍ جديد


عامٌ مضى و العامُ يومٌ واحدٌ و بدايةٌ لا تنتهي

و كما وعَدْتُكَ أيها الساري معي سيكونُ بين الليلِ

و القمرِ اتهاماتٌ على مرأى من العُشاقِ تحتَ مِظَلةِ

القشِّ الكثيفةِ حولَ مَنْ أوحى لأولِ شاعرٍ بالبَّوحِ و اتخذَ

الدموعَ مفاتِحاً للقلبِ و الشكوى من السَّهَرِ اعترافاً باحتراقِ

العُمْرِ أوراقاً و عَزْفاً تحت شُرْفَتِها تعالَ معي لتعرفَ كيفَ

صار الحبُّ أوَّلَ غٌربةٍ و نهايةَ الكلماتِ في حَلْقِ الغزالةِ و هي

تجري في أعالي النَّهْرِ تحتَ الشمسِ كانت أمنياتُ الباحثينَ

عن الشواطىءِ تنتهي بالموجِ تنثرُ فوق رملِ الصيفِ وَجْهَ 

الأقحوانةِ كان لي في شارعِ السروِ الطويلِ الغيمُ محمولاً

على كتفِ الهواءِ و برتقالٍِ فاحَ في نَيْسانَ منهُ العِطْرُ مراتٍ

و كُنتُ أقولُ عن أسماءِ هذا الصيفِ أشياءً لها في القلبِ

ما في الماءِ من سرٍّ و يبقى العُمْرُ بوصلةً بلا جهةٍ كطيرٍ

لا يرى غير الفراغِ و قمةً في البعدِ لا يدري متى سينالُها.

الاربعاء ١/١/٢٠١٤  

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

نوافذ السَّهَرِ الاخيرة



نوافذُ السَّهَرِ الاخيرة


في الليلِ ينسحبُ الضجيجُ الى الوراءِ و لا يُرى غير الذي

نحتاجُهُ لنكونَ نحنُ و نحنُ نعرفُ كم سهِرنا هاربينَ إلى مرايا

نلتقي فيها جديداً مع ملامِحِنا القديمةِ و هي ممسكةٌ بنا كالضوءِ

أنتِ هناكَ في بلدٍ بعيدٍ خلفَ بحرٍ يابسٍ و أنا هنا لا أشتهي وجعَ

المسافةِ بيننا و وجدتُ شيئاً آخراً في علبةِ الورقِ الصغيرةِ هارباً

من وردةٍ حمراء جفَّتْ بين كلماتِ القصيدةِ و انتزَعتُ الوقتَ من 

صوتٍ تفككَ من ثنايا ورقةٍ مطويةٍ وقَّعتُ أحرفَنا عليها يومَ كانَ 

لنا الزمانُ و ما اقترفْنا من خطايا الانتظارِ على محطاتِ البنفسجِ

تارِكَيْنِ هناكَ أجملَ أغنياتِ الريحِ في تشرينَ أسمعُ صوتَكِ المائيَّ

يجري في عروقِ الفلِّ يملأ لونَ هذا الفجرِ أدعيةً و دفئاً يحملُ

الدوريَّ صوبَ نوافذِ السَّهَرِ الأخيرةِ عادةً أستوقفُ الشمسَ 

الصغيرةَ عند منعطفٍ و أُسْأَلُ عن شوارعَ أتقنتْ لغةَ التنكرِ

للخُطى و لدي أسئلةٌ كما للطيرِ أجنحةٌ أطيرُ بها وراءَ القلبِ

حين أكون وحدي غارقاً في الليلِ أبحثُ عن مرايا واضحةْ.

الثلاثاء ٣١/١٢/٢٠١٣

عشب و صَدف



عشبٌ و صَدَف


أنامُ و فجأةً أصحو و أسحبُ من خيوطِ النومِ أحلاماً تلائمُ

آخرَ الليلِ الخفيفِ و فجأةً تتزاحمُ الصورُ القديمةُ كي تمرَّ

بدون ترتيبٍ و ليس لديَّ أسئلةٌ لما يجري فكم من مرَّةٍ رتَّبتُ

نفسي فاتُّهِمْتُ بأنني متآمرٌ شيئاً على ضعفي و ذاكرةٍ مِنَ

الصَّدَفِ الملونِ في رسائلَ لا تزالُ على الرفوفِ و لا أزالُ كما

أنا أقتاتُ من سلوى الخريفِ و قهوةٍ في كوخِ شَيْخٍ كانتِ

النارُ المضيئةُ تكشفُ البحرَ الكبيرَ هناكَ أهربُ من ضجيجِ

شوارعٍ مفتوحةٍ للشَرِّ أكتبُ عن هدوءِ الرملِ تحتَ سماءِ كانونَ

القصيرِ و بين ذاكرتي و هذا البحرِ ما يكفي من العُشْبِ 

المبللِ بالهواءِ و بالحكاياتِ الطويلةِ عن مكانٍ كان فيه الحبُّ

فاتحةَ الحياةِ و لافتاتٍ للطريقِ و ذكرياتٍ كلها من غير سوءٍ

أيها البحرُ الذي لم يعترفْ بالشوقِ ناراً و المدينةِ فرصةً و كما

أنا لا زلتُ أحملُ كلَّ أسماءِ الفراشِ و زهرَ عامٍ بيننا بالامسِ

هذي الاعترافاتُ السريعةُ دائماً محفورةٌ في القلبِ و السَّوسَنْ.

الاثنين ٣٠/١٢/٢٠١٣

الأحد، 29 ديسمبر 2013

قمر و بحيرةٌ و زنبقة



قمرٌ و بحيرةٌ و زنبقة


ماذا تريدُ هي البدايةُ و النهايةُ شارعانِ تقاطعا

و على يمينِكَ شجرةٌ خضراءُ تُسْقِطُ كلَّ يومٍ ورْقةً و على

يسارِكَ نَبْعَةٌ تجري بعيداً عنكَ يا طَيْرَ الشتاءِ لِمَ اشتَهَيْتَ

سطوحَ قريتِنا الصغيرةِ ربما في العُمْرِ متسعٌ لنقضيَ دِفْءَ

هذا الصيفِ دون ترددٍ و ننامَ في ظلِّ الكرومِ بلا مخاوفَ هكذا

سنعودُ أسرعَ من نوافذَ أرْهَقَتْها الشمسُ لا تأتي الحياةُ كما

نريدُ و نَسْرٍقُ الفرَحَ القصيرَ بما يناسبُ هالةَ القمرِ القريبِ منَ

البحيرةِ و استطعتُ الآنَ كشفَ متى عرفتُ علاقتي بالحبِّ و السَّهَرِ

الطويلِ و فوقَ تلك التلةِ الخضراءِ أوَّلُ أقحواناتِ الصباحِ و زنبقاتٌ

شِلْحُها لونُ السماءِ أنا و أنتِ تناثرتْ أحلامُنا زهراً بالوانِ الحقولِ

و ليت لي هذا الفراشُ على جدائلِكِ الطويلةِ و المكانُ حكايةٌ من صورتينِ

لنا بعيداً عن إساءاتِ المدينةِ و الهواءِ المرِّ في حَلْقِ المسافةِ بيننا و متى

سنكتبُ صفحتينِ من النشيدِ على غصونِ اللوزِ تحملُها ابتسامتُكِ

القديمةُ للبعيدِ من الشواطىءِ و القريبِ من الندى و فراشةٍ و جديلةٍ.

الاحد ٢٩/١٢/٢٠١٣

السبت، 28 ديسمبر 2013

على غصونِ الصمت



على غصونِ الصمت


عِقْدانِ مرَّا بل يزيدُ و لا أزالُ معلَّقاً ما بين وجهَكِ و انتظارِكِ

لم تُغَيِّرْني المسافةُ و اهتراءُ العُمْرِ تحتَ سنابِكِ الليلِ السريعةِ

كلما فتٌَشتُ عن نفسي أراها في صدى كلماتِكِ الأولى و ليس

معي من الماضي سوى الماضي عليه تساقطَ الورَقُ الخريفِيُّ 

الكثيفُ و تحتهُ دِفْءُ المقاعدِ لستُ أنسى كيف صِرْنا طائرينِ 

على غصونِ الصمتِ تدفعُنا المواسمُ كي نهاجرَ مُسْرِعَينٍ إلى

منافي الريحِ و الزمَنِ الشَّقِيِّ كم انتظرتُ و مُتْعَةُ السَّفَرِ انتظارٌ 

ليسَ يشفعُ دائماً و عَلَيْهِ أحبَبْتُ القراءةَ عن فراقِ العاشقينَ و كيفَ

لم يجدوا المحطةَ و الحقائبَ و اكتفوا برسائلٍ محروقةٍ بالدمعِ يحملُها

هواءٌ مَتْعَبٌ و عَلَيْهِ أمضيتُ السنينَ بما أُحبُّ معللاً نفسي بيومٍ قد

 يُقَرِّبُنا مسافةَ وردتينِ و شارعٍ سرْنا به مُتَخَيِّلَيْنِ العُمْرَ لحظاتٍ

تقرِّبُنا صباحاً آخراً و عَلَيْهِ صار لكلِّ حَرْفٍ أبجديَّته الطويلةُ

في قصائدَ أنكرتْ كم بِتُّ وحديَ أشتهي قمراً يضيءُ نوافذي

و حياضَ فُلٍّ تحتها و أنا هناكَ معي رسائلُ للمساءِ و قُبْلَةٌ.

السبت ٢٨/١٢/٢٠١٣


الجمعة، 27 ديسمبر 2013

مكانٌ ما



مكانٌ ما


مكانٌ ما و دَعْكَ من السؤالِ عن الزمانِ و لا تفكرْ

في الشخوصِ فقط مكانٌ ما تخيَّلْ ما تريدُ و لا تقارنْ

بين ما تحياهُ و الدنيا التي في عَيْنِ عقلِكَ لا مجالَ لأنْ 

توفِّقَ بينَ واقِعَكَ المُمِلِّ و بين متعةِ ما يجيءُ به بساطُ الريحِ

فاذهبْ ما استطعتَ الى البعيدِ من التخومِ و لا تخفْ غُرَفَ

الهواءِ  و أنتَ تُبْصِرُ من نوافِذِها النجومَ بطيئةً و امسحْ عيونَكَ

جيداً إنْ مرَّ جنبكَ ماردُ الفانوسِ سوفَ يُريكَ أبراجَ القصورِ و غيمةَ

الذهبِ التي تأتي صباحاً تمطرُ العُشْبَ الكثيفَ بكلِّ ما في الكَنْزِ

من حجَرٍ كريمٍ سوفَ تحملُكَ الفقاعةُ فوقَ أبوابِ الممالكِ و المحيطاتِ

المليئةِ رغوةً فضيةً نبتَتْ على أطرافِها شِعَبٌ من المَرجانِ و البَسْ حُلَّةً

مِنْ ضوءِ تلك الشمسِ و اترُكْ أغنياتِ النارِ تلحقُ بالفراشِ إلى مكانٍ

ما ستعرفُ أنَّ ما نحتاجُهُ نسعى إلى تحقيقهِ خلفَ الجبالِ و بين

غاباتِ الظهيرةِ في مكانٍ ما قريبٍ من عشوشِ الطيرِ و اللوزِ الطريِّ

و لا تحاولْ فهمَ كيف سينتهي حُلُمٌ أتَيْتَ بهِ لتهربَ من هنا لهناكْ.

الجمعة ٢٧/١٢/٢٠١٣

عند وادٍ و غيمةٍ



عند وادٍ و غيمةٍ


و ما أنْ أبلغَ الوادي القديمَ و أعبرَ الرملَ

الكثيفَ و أتركَ الأحراشَ خلفي في شتاءٍ باردٍ

حتى أرى شفقَ المغيبِ يردُّ عن وجهِ المدينةِ آخرَ الغيمِ

المغادرِ خلفَ بُرْدِ الليلِ أسمعُ وقتها صوتَ النوارسِ و هي

تبحثُ عن بقايا الريحِ عند شواطىءٍ مبلولةٍ بالماءِ أيتها السماءُ

تحيةٌ مني اليكِ و حين تمطرني غيومُكِ تصبحُ الدنيا مكاناً

واسعاً يكفي لعُمْرٍ آخرٍ و وجَدْتُ أني أعرفُ الطرقَ التي

لا تنتهي فيها المواسمُ بيدَ أني الان أحملُ كلَّ هذا الحبِّ

محترقاً بشوقي تارةً و برغبتي للسيرِ أبعدَ تارةً و هناكَ

في الاسماءِ ذاكرةٌ تحيِّرُني كثيراً كلما أمعَنتُ في تفسيرِ

معنى الانتظارِ و مَنْ تُحِبُّ توقَّفَتْ سُبُلُ الوصولِ اليهِ لا

جدوى من القلقِ الذي يبدو عميقاً غائراً و مفاجئاً في

    غيرِ موعدِهِ و يكبرُ كلَّما لاحتْ أخيراً فرصةٌ للإلتقاءِ

مُجدَّداً في ظُهْرِ آبَ و في صباحِ الأربعاءِ و شارعٍ.

الخميس ٢٦/١٢/٢٠١٣

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

في شقوق الظهيرة



في شقوقِ الظهيرة


هَدأَ الهواءُ و ليس غيري في المكانِ و من بعيدٍ رغوةُ البحرِ

الكثيفةُ لِحيةٌ في وجهِ شَيْخٍ حانقٍ و قطارسُ السفنِ القديمةِ

لا تزال تحومُ تحت الغيمِ ممسكةً بأطرافِ السماءِ و أولِ الليلِ

القريبِ من الحقولِ و من بعيدٍ قريةٌ ترَكْتَ على أبوابِها سَهَرَ

الشتاءِ أمرُّ عنها و هي نائمةٌ و أقفالُ النوافذِ حولها ورقٌ تبلَّلَ

من بقايا الماءِ فوق السَّطْحِ رائحةُ المدافئِ تجعلُ الأجواءَ أدفأَ

حيثُ طعمُ الكستناءِ يجيءُ بالقَصَصِ البعيدةِ و الحكاياتِ التي

ملأتْ شقوقَ الذكرياتِ طفولةً و توقعاتٍ غير خائفةٍ و أمشي هكذا

متسامحاً مع ما مضى مِنِّي ففي هذي المشاهدِ تحملُ الدنيا

الحقيقةَ حول أنَّا ريشةٌ في الريحِ أضعفُ من غبارِ الطَّلْعِ في

يومٍ أتَتْهُ نسائمُ الشرقِ الرَّقيقةُ من شقوقِ ظهيرةٍ متروكةٍ مثلي

هنا أنا دائماً أجدُ اقترابي من تفاصيلِ الطبيعةِ فرصةً للإحتماءِ

من الغرورِ و شرِّ نَفْسٍ لا تحبُّ الاعترافَ بضعفِها و اللهُ قد جعلَ

السماءَ كتابَنا الأزَليَّ نقرأهُ مشاهدَ لا تُجاملُ في مواقيتٍ مُرَتَّبَةٍ.

الاربعاء ٢٥/١٢/٢٠١٣

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

على الأسفلت



على الأسفلت


لشوارعِ الاسفلْتِ رائحةُ الدماءِ و نكهةُ البارودِ في مُدُنِ الخرابِ

و حينَ يعبثُ هؤلاء و هؤلاء لأجلِ كُرْسِيٍّ يدورُ يصيرُ معنى الموتِ

أكثرَ عُرْضَةً للاتهامِ و يحملُ القتلى جريرةَ مَنْ يرى في القتلِ تصفيةَ

الحساباتِ الثقيلةِ أيها اللونُ الذي أضفى على المنصورةِ الألمَ المٌريعَ

تريدُ مني الآنَ تصفيةَ الحسابِ و نزعَ لونِ الوردةِ الحمراء من وجهِ

الصباحِ و صوتِ من غنُّوا على عتَباتِهِ للعاشقينَ لأجلِ مَنْ يتساقطونَ

و يتركونَ وراءهم أحلامَهم و نساءهم من ذا الذي أعطاكَ حقَّ الانتفاعِ

بقتْلهم و تقولُ أنَّكَ في سبيلِ اللَّهِ تقتلُ أبرياءَ المسلمينِ بتوصياتٍ لا تُرَدُّ

منَ الذين تآمروا و وتبادلوا أغلى الهدايا من مصيرِ الأمةِ المرهونِ في أيدٍ

تلوِّحُ بالنقودِ و بالغلالِ و عارضاتِ الصدْرِ في جُزُرِ الباهاما و الفنادقِ

في أقاصي الأَرْضِ و الفقراءُ هم مَنْ يدفعُ الفاتورةَ الأولى و آخرَ درهمٍ

في صفقةِ الموتِ الكبيرةِ من محيطِ الأطلسي حتى الخليجِ و لا مكانَ

على الموائدِ للذينَ يدافعونَ عن الحياةِ و أغنياتِ الحبِّ في ورقِ الرسائلِ

و الهواءِ على حدودِ الوردِ و النَّارَنْجِ و الرملِ الرقيقِ على شواطئَ واسعةْ.

الثلاثاء ٢٤/١٢/٢٠١٣

المنصورة: مدينة المنصورة في مصر التي وقع فيها حادث الانفجار بالأمسِ

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

حياةٌ في اتجاهٍ واحدٍ



حياةٌ في اتجاهٍ واحدٍ


أحتاجُها جنبي لأرجعَ سيِّئاً،

من غيرِ قلبٍ، هكذا تحتاجُني قِطَعاً من الصَّلْدِ

الذي يفري الجلودَ ويطَحَنُ القمحَ القديمَ ،تُريدني

أَنْ أصحبَ الشيطانَ في قَدَمَيَّ أنتعلَ الشرورَ لانها

لا تقبلُ اليومَ الذي من غيرِ تغييرٍ و يبدو الخيرُ دَرباً

في اتجاهٍ واحدٍ و تقولُ لي أني مِمِلٌّ لافتِقاري للمشاكلَ

و المشاكلُ عندها ليست كتلكَ تحبُّ أجواءَ المقابرِ و التعلقَ

بالتفاصيلِ التي لا نفعَ فيها و البياناتُ الأخيرةُ عن حياتي

لا تفاجئُها و مراتٍ تفاجِئني برغبتها الشديدةِ في اتخاذِ

الليلِ وقتاً لاختبارِ مشاعري و انا أنامُ مبكِّراً و أضيعُ الفرصَ

التي تأتي بتعكيرٍ للحظاتِ الفراغِ و لا أحبُّ اللومَ و هي تحبُّهُ

و أغضُّ طَرْفيَ عن مدى أهوائِها و أنا أحاولُ أنْ أغيرَ في

علاقَتِها مع الدنيا و أفتحَ في نوافِذِها مكاناً تعبرُ الشمسُ

النقيةُ منه علَّ الوقت يجعلُ قلبَها يوماً طويلاً دافئاً.

الاثنين ٢٣/١٢/٢٠١٢


الأحد، 22 ديسمبر 2013

شعرتان من الذهب




شعرتانِ من الذهب


و تقولُ لي أنِّي تأخرتُ الكثيرَ و لم أعُدْ أهتمُّ و الأمرُ

المحيِّرُ أنني عدَّلْتُ في برنامجِ اليومِ المعقَّدِ كي أكونَ بجنبِها

وقتاً طويلاً و اختَرَقْتُ حواجزَ النارِ المحيطةَ بي لأنجو ما اسْتَطَعْتُ

بها و حاولتُ اكتسابَ ملامحٍ ليستْ بباهتةٍ لأبدو مُشْرِقاً في عَيْنِها

و نَزَلْتُ عن ظَهْرِ النجومِ لِهَمْسَةٍ منها سَرَتْ في غَيمةٍ كَسَتِ المكانَ

بمَلْمَسٍ كالريشِ ثمَّ نقَشْتُ في اليَشَمِ النقيِّ متى التقيْنا يومَ كُنَّا

نسرقُ الفرَحَ القليلَ من الهواءِ و أغنياتِ الليلِ صِرْتُ الآنَ أعرفُ

أنَّ ما عِشْناهُ مَنْفِيَّيْنِ خلفَ مسافةِ ليست لنا ممتدةٍ في البُعْدِ

تمنعنا الحدودُ من التعلُّقِ بالفراشةِ و هي ساكنةٌ على شَفَةِ

النسيمِ أنا أرى فيما أرى صورَ الطريقِ إلى ضفافِ الانتظارِ

و بعد لحظاتِ اللقاءِ تصيرُ أعوامُ الفراقِ وميضَ برقٍ شاردٍ

في الثلجِ و الدنيا منافسةٌ على أوراقِها جُلُّ الخسائرِ دونما

عدلٍ و فائدةٍ معي وقتٌ بما يكفي لفتحِ علاقةٍ مع شاطِئَيْنِ

و سُنْبلاتٍ تحتَ شمسٍ أسْدَلَتْ فوقَ المدينةِ شَعْرَتَيْنِ من الذهبْ.

الاحد ٢٢/١٢/٢٠١٣

السبت، 21 ديسمبر 2013

فتوحات غير آمنة



فتوحاتٌ غير آمِنة


الشمسُ روحُ الأَرْضِ دفءُ جذورِها و شواطئِ الآهاتِ و السَّفَرِ

المفاجىءِ كم تغيرتِ الحياةُ بسرعةٍ و على أغانيها القديمةِ قَدْ

تناثرتِ احتياجاتُ الرجوعِ إلى الوراءِ لبُرهةٍ كي يكشفَ الماضي

خباياهُ الأليمةَ في اعترافاتٍ كتبناها معاً في نَظْرَتَيْنِ على طريقِ

الوردةِ الأولى و آخرِ مقعدٍ في ساحةِ العشاقِ أذكرُ كيفَ صرتُ

أحبُّ منكِ وجودَكِ المحفورَ في لهبِ البنفسجِ و انْغِمارِ اللوزِ بالوهَجِ

الضبابيِّ المرصَّعِ بالنقوشِ على شفاهِ الصُّبْحِ أنتِ إعادةٌ للعُمْرِ 

يومَ يصيرُ آخرُهُ اقتباساتٍ مكررةً و فَتْحَاً غيرَ مأمونٍ لقَلْبِكَ بغتةً

و كما وجدتُ أنا اعتَقَدْتُ الأمرَ أبسطَ و اعتمدتُ على القليلِ مِنَ

ابتسامَتِكِ الرَّقيقةِ في التخلصِ من حكاياتِ التوترِ في أتونِ

الذكرياتِ و بينما و القلبُ ينبضُ عالقاً في عِطْرِ فُلٍّ لاحَ وجهُكِ

كالفراشةِ حاملاً قمرَ السماءِ و غيمةَ الصيفِ الجميلةَ و اسْتَعَدْتُ

بهِ الحياةَ بما تفاجئُنا بهِ مِنْ مغرياتٍ غير مُفْرِحةٍ و أجملُ ما أراهُ

الآنَ أني لم أُفَرِّطْ في قصاصاتٍ عليها مِنْ حروفُكِ أغنياتٌ ثانيةْ.

السبتْ ٢١/١٢/٢٠١٣  

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

محمد حسين بهنس



في رثاء محمد حسين بهنس


سيظلُّ مَيْتاً هكذا متجمَّداً فوق الرصيفِ كأنه لا يستحقُّ

يجوبُ أرصفةَ المدينةِ باحثاً عما يقيهِ الجوعَ و البردَ المميتَ

و ليسَ يشفعُ أنْ تكونَ مُمَيَّزاً لتعيشَ أفضلَ في بلادٍ أنكرَتْ 

أبناءها لكَ أن تراهُ مقرفِصاً يتلحفُ الانفاسَ ممن يعبرونَ عَلَيْهِ

منكفئاً على جسدٍ من العظمِ الذي نخرَتْهُ اعوامٌ من الفقرِ الطويلِ

بلا رفيقٍ أو صديقٍ أيها الموسومُ بالالقابِ قُلْ لراحيلَ أنْ تعطيكَ شيئاً

او لشعركَ أن يقيكَ ملوحةَ الليلِ المخيفِ فلا تخفْ فاليومَ سوفَ تُباعُ

رَسْمَتُكَ الأخيرةُ بالالوفِ و سوفَ يَثْرَى مَنْ له صلةٌ بنسلكَ في قرى

السودانِ سوفَ يُقالُ عنكَ الان أنَّكَ لم تمتْ بل سوفَ يرثيكَ الَّذِينَ تأفَّفوا

من لونِ وَجْهِكَ و هو يرسمُ بؤسَ من ترك الديارَ لفاقةٍ ما عاد يشفعُ

أنْ يسيرَ مع الجنازةِ موكبٌ مِنْ عَلْيةِ القومِ السمانِ إلى يمينٍ سفيرِ

بلدتِكَ الذي قد لا يكونُ قد استعدَّ لان يكون هناكَ عارٌ في جبينِ 

القائمينَ الى الصلاةِ يموتُ جوعاً بينهم، موؤدةً أخرى، على مرأى 

من الصحُفِ التي تغلي فقط من أجلِ ثوراتٍ و حفناتٍ من اليورو.

الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٣

محمد حسين بهنسيْ روائي و شاعر و فنان تشكيلي سوداني مات

متجمداً جائعا على إحدى أرصفة القاهرة .

راحيل: اسم رواية له  

رياحٌ غير صافية



رياحٌ غير صافية


ماذا أنا؟

 ماتَ الَّذِينَ أحبُّهم و تفرَّقَ الباقونَ،

وحدي دائماً أبكي لأغنيةٍ تذكرني بشيءٍ ما

و أعرفُ أنَّ ذاكرتي قد امتلأتْ و أحفظُها

من التلَفِ الذي ما عُدْتُ أدري كيفَ أحمي أوَّلَ

الأسماءِ في صفحاتِ قلبٍ حلَّقَتْ فيه الطيورُ

إلى أقاصي الابتسامةِ و الغمامةِ و القريبِ

من النوافذِ و المطارِحِ بيننا ما صارَ أوضحَ

هلْ تَرَيْنَ مٍنَ الذين نحبهم أحداً سوانا؟

أيُّ أحلامٍ تُرَى ستكون أصبرَ مرَّتينِ 

على اتهاماتٍ نبادلُ بعضَنا ما كان 

منها مؤلماً حقاً و أعرفُ كم أنا أحتاجُ

أن نبقى معاً مُتَعَلِّقَيْنِ بقشةِ الحبِّ 

الخفيفةِ في رياحٍ غير صافيةٍ.

الخميس ١٩/١٢/٢٠١٣


الخميس، 19 ديسمبر 2013

الناقة العَجفاء





الناقةُ العَجفاء


القائمونَ على المدينةِ ينظرون إلى الأهالي بازدراءٍ

لا لشيءٍ بل لأنَّ مطالبَ الفقراءِ مزعجةٌ و تؤلمُ في الضميرِ

و يهربُ المسؤولُ من وجهِ الطوابيرِ المريعةِ بابتسامتِهِ و وعدٍ

لا يُحَقَّقُ ثم يهربُ بعد وقتٍ حاملاً ذهبَ المدينةِ تاركاً عَجْزاً

يُحَمَّلُ فوق أكوامِ الديونِ و هذه الصورُ المُمِلَّةُ أصبحتْ مألوفةً

و مُغيطةً و تعيدُ أسئلةَ الجياعِ عن المعاناةِ التي لا تنتهي من

أولِ الدنيا و يبدو أنَّ فقرَ الآخرين غِنى لقومٍ و الغِنى مُتَوارَثٌ

و الفقرُ أيضاً و الشعوبُ ضحيةٌ و خسائرُ الحربِ المليئةِ

ما يبرِّرُ لافتعالِ كوارثٍ أخرى و هذي عجْلةُ التاريخِ مسرعةٌ

تدورُ بلا اتجاهٍ واضحٍ و القائمونَ على المدينةِ هكذا يتآمرونَ

بما يسَهِّلُ فتحَ ثغراتٍ لتأمينِ الهروبِ بلا مشاكلَ قد تعيقُ

فرارَهم و مدينتي كالناقةِ العجفاءِ مالَ سِنامُها و تصَحَّرتْ

فيها البساتينُ التي أضحتْ مِنَ الاسمنتِ لوناً كالحاً و القائمون

على المدينةِ لا تناسبُهم معيشةُ بَلدةٍ صارت أخيراً مرتعاً و نفايةً.

الاربعاء ١٨/١٢/٢٠١٣

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الغارقون في شارع النفق



الغارقون في شارعِ النفق


الغارقونَ الآن تحت الماءِ لا يجدون مأوىً كافياً

و عيونهم ملأى مشاعرَ لا يفسرُها التشتتُ و الخرابُ

و لا تعوضهم خطاباتُ الذين بيوتُهم لا صيفَ يحرقُها

و لا طوفانَ يبلعُها و هذي بلدةٌ قد غادرتها معظمُ القططِ

السمينةِ و الكلابُ و ظلَّ فيها أهلُها الضعفاءُ ينتظرونَ

قافلةَ الاعاناتِ السريعَةَ قبلَ بردِ الليلِ ثم وجدتُ أني بعد

أعوامٍ طوالٍ قد تَضَرَّرْتُ الكثيرَ من الحياةِ هنا و لستُ بآخرِ

الشجعانِ في بلدِ الهزائمِ و التراجعِ كل يومٍ يكبرُ الكذبُ

الملوَّنُ في عيونٍ لا يسرُّكَ أن تراهَا و هي تلمعُ من وراءِ زجاجِ

سياراتِهم ذاتِ الهواءِ الساخنِ الآنَ المدارسُ لا تزالُ ملاذَ

من غرقوا و تنقلُهُم قواربُ صيدِ أسماكٍ و لا أدري متى سيعودُ

مَنْ نَزَحوا مُعَطَّلَةٌ حياةُ الكادحينَ و لا تسيرُ على هوى أحلامِهم

فهنا كَبِرْنا و البكائياتُ أطولُ من أناشيدِ الحصادِ و ماتَ قبلي

كل من ماتوا و لم تتغيرِ الدنيا كما نرجو و هذي نقطةٌ في السَّطْرْ.

الثلاثاء ١٧/١٢/٢٠١٣

مشاكساتٌ سريعة



مشاكساتٌ سريعة


لسانُكِ مرةً عذبٌ و مراتٍ سليطٌ و الكلامُ الآن

يكثُرُ حولَ قلبَكِ كيف يقسو فجأةً و يغيرُ الكلماتِ

مُفتعلاً حوارتٍ لها طعمُ المشاكسةِ اللذيذُ و دٍفْءُ

لومِ العاشقينَ و نكهةُ النعناعِ في شاي الصباحِ

و رقةُ التفاحِ في غصنٍ تعلقَ في هواءِ الشمسِ يمنعني

التوددُ من معاندةِ الفراشةِ في شفاهكِ و اتهامِ الضوءٍ

في عَيْنَيْكِ لا أبدو سعيدا حين تتخذين مني موقفاً

لا ينبغي تشديدهُ فأنا غريبٌ ما بَعُدْتِ و تائهٌ ما ضاعَ

مني دربُكٍ المعروفُ من زمنِ التبادلِ للرسائلِ و انعتاقِ

الطيرِ من أسْرِ الفراغِ الى البعيدِ من السفوحِ و منذُ

أن كَتبَ النهارُ على الى السماءِ بغيمِهِ قصصَ اعترافاتِ

الفصولِ و عاشقاتِ الوردِ و الغارِ المُجدَّلِ للحروبِ على

حدودِ النارِ و الذهبِ النقيِّ و عِندَ أولِ تلةٍ في ساحلٍ

لم يعترفْ بالخوفِ في ليلٍ طويلٍ راحلٍ خلفَ النجومِ.

الأثنين ١٦/١٢/٢٠١٣

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

من بلاد الثلج و الغيم



من بلادِ الثلجِ و الغيم


ألِيكْسا أيها الآتي من المدنِ البعيدة من بلادِ الثلجِ

أوْجَعْتَ الأزقةَ لم تكنْ ضيفاً لطيفاً في شوارِعِنا الضعيفةِ

و ارْتَكَبْتَ بشاعةَ الغازينَ في بلدٍ غزاها الفقرُ قبلكَ مُحْدِثاً

في القلبِ فجواتٍ من الألمِ الذي لا أنتَ تعرفهُ و هذا الثلجُ

لونُ المُتْرَفينَ و آكِلي اللحمِ الطريِّ و حينَ تذهبُ تاركاً ما

نحنُ فِيهِ قُلِ الحقيقةَ للذينَ يصادفونكَ عن بلادٍ غير آمنةٍ

و ليستْ حِمْلَ أوجاعٍ بحجمِ الموتِ و الغرقِ المُهينِ لأهلِها

من ذاكَ ينقذُ غزةَ البحرِ الصغيرةَ من هشاشةِ عظمِها

و هي التي حمَتِ الشواطىءَ ما تشاءُ من القرونِ و ألفِ

عامٍ آخرٍ هذي مدينتي التي خَبَّأْتُهُا في ذكرياتي و الهواءِ

و بينَ قلبي و البنَفسجِ بين لونِ الظلِّ و الرملِ المعافى من

إساءاتِ البدايةِ و النهايةِ و التسولِ عند أبوابِ الممالكِ

و الشواطىءِ عند ساحاتِ الصباحِ و مطلعٍ الشمسِ التي

فاقتْ جمالَ الوردِ أوَّلَ ما يطلُّ الوردُ من بين الندى و الظلْ.

السبت ١٤/١٢/٢٩١٣

منخفض ألِيكْسا الذي ضرب المنطقة يوم الاربعاء ١١/١٢/٢٠١٣

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

مغامرٌ في مدينة بائسة.



مغامرٌ في مدينةٍ بائسة


تُرِكْنا هكذا مَنْ ذاك يعرفُ مَنْ يعاني بَرْدَ هذا الليلِ

يدركُ أنَّ أيامَ الضياعِ هنا تطولُ و لا يعوضُنا انتظارٌ

للذي سيجيىءُ بعد غدٍ حياةٌ كلها مرهونةٌ للوهمِ و الاملِ

القديمِ و رغبةٍ في أنْ نحلقَ عالياً يا عُمْريَ المدفونَ في ورقِ

الرسائلِ أنتَ قد ورَّطْتَني في أَنْ أُحِبَّ و أنْ أغامرَ تحتَ نافذةٍ

و ألهوَ في خيالاتٍ ألاحقُها بعيداً علَّني أجدُ الفضاءَ بلا حدودٍ

و السماءَ بلا غيومٍ غيرَ أنَّكِ يا مدينتيَ الصغيرةَ لا يراكِ القائمونَ

عليكِ إلا بقعةً لليأسِ من جدوى البقاءِ متى سننجو مِنْ حصارِ

الخوفِ مِنْ فزعِ الحروبِ بلا مقابلَ مِنْ خرابِ النَّفْسِ و الجَّشَعِ

الذي أودى بعاداتِ الجدودِ و بدَّلَ الأحراشَ بالإسْمَنْتِ كي

يَثْرَى دعاةُ الموتِ يا عمري الذي دوّْنْتُهُ في أغنياتٍ لا تفارقني

تعالَ معي قليلاً كي نرتِّبَ ما تبعثرَ من حروفِ الوردِ كي

نشتاقَ أكثرَ للذينَ تناثروا في البُعْدِ هذا ما أريدُ الآنَ

مِنْ أسمائكَ الأولى و آخرِ ذكرياتِ الحبِّ و الصيفِ البعيدْ.

السبت ١٤/١٢/٢٠١٣

الخميس، 12 ديسمبر 2013

قطعةُ الثلج



قطعةُ الثلج 


و ماذا بعدما أدركتُ أني الآنَ أحملُ وِزْرَ 

أحلامي العظيمةِ في بلادٍ لا تُجيزُ لكَ التنقلَ

بين نفسِكَ و الذي تبغيهِ أعرفُ كيفَ تفلتُ من أصابعنا

الحياةُ كقطعةِ الثلجِ الصغيرةِ أينَ أسمائي المُدانَةُ بالهروبِ

و أينَ ألوانُ البنفسجةِ الأخيرةِ في صباحٍ كُنتُ أحملهُ معي

للبحرِ كانَ البحرُ يعرفُ أنني أحتاجهُ للصيفِ و السفرِ البعيدِ

و هكذا أصبحتُ أكبرَ مرَّتينِ من الشواطىءِ و اكتفيتُ بأنْ

قذَفتُ زجاجةً في موجةٍ فيها اعترافاتي البسيطةُ و الشتاءُ

اليومَ أعنفُ حطمَ الأحواضَ و اقتلعَ القرنفلَ بينما الأبوابُ

مُغلَقةٌ يُجَرِّحُها صريرُ أظافرِ الريحِ الشديدةِ أيها القلبُ 

اسْتَعِدْ من بردِ هذا الليلِ دِفْءَ شفاهِها و دقائقَ الحُبِّ

القليلةَ كي تصادِقَنا المسافةُ من جديدٍ و انثُرِ الحَبَقَ

الطريَّ علو وسادَتِها و خُذْ منها المواعيدَ التي نحتاجها

لغدٍ فآخرُ قطعةِ الثلجِ الصغيرةِ قطرتانِ على رمالٍ ساخنةْ.

الجمعة ١٣/١٢/٢٠١٣  

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

مواطنٌ بتكلفة أقل



مواطنٌ بتكلفةٍ أقَلْ


مطرٌ و لا أنوارَ تكسرُ عتمَةَ الغرفِ التي لم تستطعْ

حملَ الهواء على التخلصِ من رطوبتِهِ و يبدو البردُ أسوأَ

دونَ نارٍ تُدفِىءُ الليلَ الطويلَ و لا تحاولْ أنْ تُبَيِّنَ قسوةَ العيشِ

المريرةَ كي تظلَّ مواطِناً بأقلّ تكْلُفةٍ و وحدي الآن في الطرقاتِ

أحصي ما عليَّ من الخُطى لمحطةِ المازوتِ أحملُ بضعَ لتراتٍ بربعِ

الراتبِ الشَّهريِّ نحنُ المُترَفونَ هنا لدينا كلُّ شيءٍ: لا تذمُّرَ حولَ أوضاعِ

البطالةِ و المعابرِ و العوانسِ و الأراملِ و الغريبُ الآنَ أنَّ الماءَ أغرقَ كلَّ

أرصفةِ المدينةِ و العبورُ لضفةٍ أخرى يبيِّنُ غربةً في بلدةٍ منهوكةٍ و التافذاتُ

تقولُ عن وجعِ الصغارِ النائمينَ على بلاطٍ دونَ أغطيةٍ و هذا الليلُ أكبرُ

مغرياتِ الريحِ في كانونَ يبتلعُ النوافذَ و هي نائمةٌ على قلقٍ و خوفٍ

أيها البحرُ احتملْ موجَ النوارسِ و ارتَقِبْ شمساً بلا ضوءٍ فغَزَّةُ 

لا تحبُّ شواطىءَ الشوكِ الطويلةَ و الطريقُ الى الصباحِ تمرُّ

مِنْ قَلْبِ السنونوةِ الصغيرةِ و الحكايةُ كلها أنَّا هنا منذُ البدايةِ

لا ننامُ بلا سراجٍ تعصفُ الريحُ العتِيَّةُ ثمَّ ننهضُ آمِنِينْ.

الخميس ١٢/١٢/٢٠١٣

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

منحوتة فنية



منحوتة فنية


صِفْني و قُلْ في ما لديَّ مِنَ المفاتِنِ و اسْتَبِحْ

لغةَ الشعورِ و لا تخفْ مِنْ أنْ تعاندَكَ التفاصيلُ

الخفِيَّةُ أنتَ أبرَعُ مَنْ يميِّزُ بينَ طعمِ الكَرْزِ و التوتِ

اقْتَرِبْ لترى رقيقَ الكُحْلِ في عَيْنَيَّ و الْمَسْ بشْرَتي

بيديكَ و احذرْ من شفاهِكَ أنْ تبادرَ باللقاءِ فقدْ أذوبُ

بعضَّةٍ في ملْحِ ريقِكَ دافئاً أنا حبَّةُ اللوبيا اللذيذةُ مرةً

أخرى تظنُّ و في خيالٍ آثمٍ أرسَلْتَ نفسَكَ هكذا و نعيشُ أكثرَ 

ما نعيشُ و نحنُ نركضُ خلفَ أحلامٍ نحققُ تارةً منها الكثيرَ

و تارةً تَلهو بنا عُمْراً و بعدَ مسافةٍ من وردةٍ بيضاءَ نرجعُ للوراءِ

هناكَ نذكرُ مَنْ نُحِبُّ و مَنْ لهم في القلبِ لافتةٌ من الضوءِ

البعيدِ هناكَ كُنتُ ألَملمُ الوقتَ المليءَ رسائلاً مِنْ دِفءِ هَمْسِكِ

كلُّ شيءٍ ينتهي و يظلُّ أيضاً طالما في الموجِ رغوتُهُ الغنيةُ

بالملوحةِ نحن نعرف أننا رهناءُ عُمْرٍ نازفٍ و على المحطاتِ

الكثيرةِ ما ترَكنا للتَّذَكُّرِ و الكتابةِ في دفاترَ مٍنْ ورقْ.

الأربعاء ١١/١٢/٢٠١٣

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

الضباب



الضباب


ضبابٌ أينما وجَّهتُ وجهيَ هل أنا في شارعٍ

أم غيمةٍ حتى الأماكنُ لم تعدْ مألوفةً لا ذكرياتَ مع

الضبابِ و لا أرى أني قدِ استَوفَيْتُ حقيَ تحتَ شمسٍ

تكشفُ الألوانَ و الطرقَ التي لا خوفَ فيها كلُّ شيءٍ باهتٌ

حتى أنا ماذا سيأتي بعدَ هذا الضِّيقِ كيفَ سينتهي هذا

التساؤلُ و المدينةُ فجأةً شاختْ و بانَ على مبانيها الشحوبُ

ترهَّلَتْ و أصابها موتٌ سريريٌّ فلا الاشياءُ قادرةٌ على فتحِ

النوافذِ للهواءِ و لا الهواءُ مُحَيَّدٌ و أراهُ أنقى في مكانٍ عن

مكانٍ كيفَ أفلِتُ من حصاركَ أيها الوقتُ البطيءُ و أتركُ

الضجرَ الذي افترسَ النهارَ هنا الحياةُ كإخطبوطٍ مدَّ

أذرعَهُ و شلَّ النَّبْضَ في طرقاتِنا مَنْ ذاك يعرفُ أنَّ لونَ

الموتِ أشبهَ بالضبابِ من البنفسجِ لا مكانَ لطامحٍ في

بلدةٍ مرهونةٍ للموتِ و الفقرِ الذي أكلَ الوجوهَ و لللصوصِ

هنا الضبابُ بلا عيونٍ جاثمٌ فوقَ الصدورِ و خانقٌ.

الثلاثاء ١٠/١٢/٢٠١٣

الأحد، 8 ديسمبر 2013

مقامرةٌ خاسرة



مقامرةٌ خاسرة


لو كان ينفعُ أنْ نفارقَ بعضَنا لكتبتُ أجملَ

ما يُقالُ من الوداعِ و ما احتَفَظتُ بكلِّ أوراقِ

الرسالاتِ القديمةِ لن يكونَ فراقُنا أمراً نقامرُ في

نتائجِهِ المريعةِ بالتحيةِ و المصافحةِ الأخيرةِ لن يفيدَ

الاحتماءُ وراءَ أبوابِ الغيابِ و نتركَ الماضي ندوسُ على

بقايا شوكِهِ أبداً حفاةً ما الذي نجنيهِ من وجعِ الفراقِ و أنتِ

تتَّهمينني بتعلقي بالذكرياتِ أنا و أنتِ أصابنا ما ليس

ننكرُهُ و لو صارَ الذي تبغينَهُ سنعودُ نبحثُ عن مسافاتٍ

لنا لم تكتملْ عِشْنا على أملٍ و نفقدُهُ لأنا خائفَيْنِ من الكلامِ

و من عيونِ القائلينَ بأنَّ بين الحبِّ و الدنيا خلافاً لا يجوزُ

العيشُ بينهما أنا ما مرةً آمنتُ بالتسليمِ و اليأسِ المُذَيَّلِ

في رداءٍِ لَفَّنا و العُمْرُ ساعاتٌ على دقاتِها مالتْ غصونُ

الوردِ باردةً و لا في نيَّتي طَرْقُ النوافذِ كي أودِّعَ هارباً

مما نُحِبُّ و لن يفيدَ البُعْدُ هذا ما عَرَفْتُ و ما أقولْ.

الاثنين ٩/١٢/٢٠١٣


السبت، 7 ديسمبر 2013

حين يأتي الليل



لقاءات

٣

حين يأتي الليل


تغيرتِ الوعودُ مع المواسمِ و انتهى عبثُ الشواطئِ

و اشتَكَيتُ أنا لنافذتي و يبدو أنَّ شكوى المُتْعَبينَ تضيعُ

أوَّلَ ما يجيءُ الليلُ منسدِلاً على وجعِ الستائرِ مرَّةً و أنا هناكَ

وجدتُ نفسيَ في مكانٍ لستُ أعرفُ وجهَها أو مَنْ تكونُ و حينَ

جاءتْ نحوَ مقعديَ انسَحَبْتُ إلى ظنوني بعدما صافَحْتُها مترددًا أَرْبَكْتُها

بتَجاهلي لعظيمِ لهفَتِها و قالتْ أنها كانت معي في مسرَحٍ و حَكَيتُ

معها لستُ أذكرُ أيَّ شيءٍ عندَها جامَلْتُها متَظاهراً أني تذكَّرتُ اللقاءَ

 و مرَّ وقتٌ بيننا من ساعَتَيْنِ و ظلِّ أشجارِ الصباحِ غريبةٌ هذي الحياةُ

و في المفاجأةِ الكثيرُ من التجدٌّدِ في الطِّباعِ كأنْ تحرِّكَ راكدَ الماءِ

القديمِ بطَرْفِ إصبَعِكَ انْتَبَهْتُ لساعَتي كانتْ تدقُّ كما يدقُّ القلبُ 

آخذةً منَ العُمْرِ الصفاءَ و جُلَّ أوقاتِ الفراغِ و ما أحبُّ منَ الهروبِ

إلى البعيدِ من الأماكنِ و الغريبِ من القُرى و أحبُّ أنْ أمشي وحيداً

تاركاً ظلِّي على عتباتِ أبنيةٍ و أسوارٍ بلا أهلٍ و حينَ أكونُ وحدي

أقْتفي أثري و أمسكُ بالتفاصيلِ الأخيرةِ حولَ نفسيَ و الحياةْ.

الاحد ٨/١٢/٢٠١٣  

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

أرصفةٌ و أدراجٌ كثيرة



لقاءات

٢

أرصفةّ و أدراجٌ كثيرة


لم أنتظرْ أحداً هناكَ و لمْ أُرِدْ وحدي سأبقى

أرقبُ الماشينَ ينتعلونَ أرصفةً و أدراجاً تدورُ بهم

و أعرفُ أنها الخطواتُ تحملهم على أملِ الوصولِ إلى

النهايةِ آمنينَ و حين يأتي الوقتُ تبقى خطوةٌ للموتِ تنتظرُ

المحطةَ أنْ تُقِلَّ بقيةَ الغرباءِ في سفَرٍ لِما خلفَ الضبابِ قديمةٌ

هذي الحياةُ و لمْ تغيرْ وجهها الخشَبِيَّ تدركُ أنها ستظلُّ ترهقُنا

و نلحقُها على عجَلٍ و آخرُ ما لدينا مثلُ أولِّهِ أنا أحتاجُ مِنْ نفسي

البقاءَ بلا مطالبَ بعدما حققتُ هذا الانتظارَ و لمْ أبدِّلْ ما

اقتنَعْتُ بهِ حيالَ العيشِ في بلدٍ تنافسُني لتأخذَ شارعينِ منَ

المسافةِ و اقتنَعتُ بأننا رهناءُ في بلدٍ تحاصرُهُ الحدودُ و ملحُ

بحرٍ لا يجاملُ في تعلُّقِهِ برائحةِ الهواءِ هنا الحياةُ من البدايةِ لا

تبادلُنا التحيةَ حيثُ تتركُنا حفاةً نعبرُ النَّارَ التي أكلتْ خدودَ

الخَوْخِ هذا ما أراهُ الآنَ أوضحَ رغم أنَّ الجوَّ ينذرُ بالعواصفِ

و البيوتُ بلا سقوفٍ تحفظُ الناجينَ مِنْ ضجَرِ المدينةِ و الخرابْ.

السبت ٧/١٢/٢٠١٣

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...