لقاءات
٣
حين يأتي الليل
تغيرتِ الوعودُ مع المواسمِ و انتهى عبثُ الشواطئِ
و اشتَكَيتُ أنا لنافذتي و يبدو أنَّ شكوى المُتْعَبينَ تضيعُ
أوَّلَ ما يجيءُ الليلُ منسدِلاً على وجعِ الستائرِ مرَّةً و أنا هناكَ
وجدتُ نفسيَ في مكانٍ لستُ أعرفُ وجهَها أو مَنْ تكونُ و حينَ
جاءتْ نحوَ مقعديَ انسَحَبْتُ إلى ظنوني بعدما صافَحْتُها مترددًا أَرْبَكْتُها
بتَجاهلي لعظيمِ لهفَتِها و قالتْ أنها كانت معي في مسرَحٍ و حَكَيتُ
معها لستُ أذكرُ أيَّ شيءٍ عندَها جامَلْتُها متَظاهراً أني تذكَّرتُ اللقاءَ
و مرَّ وقتٌ بيننا من ساعَتَيْنِ و ظلِّ أشجارِ الصباحِ غريبةٌ هذي الحياةُ
و في المفاجأةِ الكثيرُ من التجدٌّدِ في الطِّباعِ كأنْ تحرِّكَ راكدَ الماءِ
القديمِ بطَرْفِ إصبَعِكَ انْتَبَهْتُ لساعَتي كانتْ تدقُّ كما يدقُّ القلبُ
آخذةً منَ العُمْرِ الصفاءَ و جُلَّ أوقاتِ الفراغِ و ما أحبُّ منَ الهروبِ
إلى البعيدِ من الأماكنِ و الغريبِ من القُرى و أحبُّ أنْ أمشي وحيداً
تاركاً ظلِّي على عتباتِ أبنيةٍ و أسوارٍ بلا أهلٍ و حينَ أكونُ وحدي
أقْتفي أثري و أمسكُ بالتفاصيلِ الأخيرةِ حولَ نفسيَ و الحياةْ.
الاحد ٨/١٢/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق