نوافذُ السَّهَرِ الاخيرة
في الليلِ ينسحبُ الضجيجُ الى الوراءِ و لا يُرى غير الذي
نحتاجُهُ لنكونَ نحنُ و نحنُ نعرفُ كم سهِرنا هاربينَ إلى مرايا
نلتقي فيها جديداً مع ملامِحِنا القديمةِ و هي ممسكةٌ بنا كالضوءِ
أنتِ هناكَ في بلدٍ بعيدٍ خلفَ بحرٍ يابسٍ و أنا هنا لا أشتهي وجعَ
المسافةِ بيننا و وجدتُ شيئاً آخراً في علبةِ الورقِ الصغيرةِ هارباً
من وردةٍ حمراء جفَّتْ بين كلماتِ القصيدةِ و انتزَعتُ الوقتَ من
صوتٍ تفككَ من ثنايا ورقةٍ مطويةٍ وقَّعتُ أحرفَنا عليها يومَ كانَ
لنا الزمانُ و ما اقترفْنا من خطايا الانتظارِ على محطاتِ البنفسجِ
تارِكَيْنِ هناكَ أجملَ أغنياتِ الريحِ في تشرينَ أسمعُ صوتَكِ المائيَّ
يجري في عروقِ الفلِّ يملأ لونَ هذا الفجرِ أدعيةً و دفئاً يحملُ
الدوريَّ صوبَ نوافذِ السَّهَرِ الأخيرةِ عادةً أستوقفُ الشمسَ
الصغيرةَ عند منعطفٍ و أُسْأَلُ عن شوارعَ أتقنتْ لغةَ التنكرِ
للخُطى و لدي أسئلةٌ كما للطيرِ أجنحةٌ أطيرُ بها وراءَ القلبِ
حين أكون وحدي غارقاً في الليلِ أبحثُ عن مرايا واضحةْ.
الثلاثاء ٣١/١٢/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق