الخميس، 19 ديسمبر 2013

الناقة العَجفاء





الناقةُ العَجفاء


القائمونَ على المدينةِ ينظرون إلى الأهالي بازدراءٍ

لا لشيءٍ بل لأنَّ مطالبَ الفقراءِ مزعجةٌ و تؤلمُ في الضميرِ

و يهربُ المسؤولُ من وجهِ الطوابيرِ المريعةِ بابتسامتِهِ و وعدٍ

لا يُحَقَّقُ ثم يهربُ بعد وقتٍ حاملاً ذهبَ المدينةِ تاركاً عَجْزاً

يُحَمَّلُ فوق أكوامِ الديونِ و هذه الصورُ المُمِلَّةُ أصبحتْ مألوفةً

و مُغيطةً و تعيدُ أسئلةَ الجياعِ عن المعاناةِ التي لا تنتهي من

أولِ الدنيا و يبدو أنَّ فقرَ الآخرين غِنى لقومٍ و الغِنى مُتَوارَثٌ

و الفقرُ أيضاً و الشعوبُ ضحيةٌ و خسائرُ الحربِ المليئةِ

ما يبرِّرُ لافتعالِ كوارثٍ أخرى و هذي عجْلةُ التاريخِ مسرعةٌ

تدورُ بلا اتجاهٍ واضحٍ و القائمونَ على المدينةِ هكذا يتآمرونَ

بما يسَهِّلُ فتحَ ثغراتٍ لتأمينِ الهروبِ بلا مشاكلَ قد تعيقُ

فرارَهم و مدينتي كالناقةِ العجفاءِ مالَ سِنامُها و تصَحَّرتْ

فيها البساتينُ التي أضحتْ مِنَ الاسمنتِ لوناً كالحاً و القائمون

على المدينةِ لا تناسبُهم معيشةُ بَلدةٍ صارت أخيراً مرتعاً و نفايةً.

الاربعاء ١٨/١٢/٢٠١٣

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...