في رثاء محمد حسين بهنس
سيظلُّ مَيْتاً هكذا متجمَّداً فوق الرصيفِ كأنه لا يستحقُّ
يجوبُ أرصفةَ المدينةِ باحثاً عما يقيهِ الجوعَ و البردَ المميتَ
و ليسَ يشفعُ أنْ تكونَ مُمَيَّزاً لتعيشَ أفضلَ في بلادٍ أنكرَتْ
أبناءها لكَ أن تراهُ مقرفِصاً يتلحفُ الانفاسَ ممن يعبرونَ عَلَيْهِ
منكفئاً على جسدٍ من العظمِ الذي نخرَتْهُ اعوامٌ من الفقرِ الطويلِ
بلا رفيقٍ أو صديقٍ أيها الموسومُ بالالقابِ قُلْ لراحيلَ أنْ تعطيكَ شيئاً
او لشعركَ أن يقيكَ ملوحةَ الليلِ المخيفِ فلا تخفْ فاليومَ سوفَ تُباعُ
رَسْمَتُكَ الأخيرةُ بالالوفِ و سوفَ يَثْرَى مَنْ له صلةٌ بنسلكَ في قرى
السودانِ سوفَ يُقالُ عنكَ الان أنَّكَ لم تمتْ بل سوفَ يرثيكَ الَّذِينَ تأفَّفوا
من لونِ وَجْهِكَ و هو يرسمُ بؤسَ من ترك الديارَ لفاقةٍ ما عاد يشفعُ
أنْ يسيرَ مع الجنازةِ موكبٌ مِنْ عَلْيةِ القومِ السمانِ إلى يمينٍ سفيرِ
بلدتِكَ الذي قد لا يكونُ قد استعدَّ لان يكون هناكَ عارٌ في جبينِ
القائمينَ الى الصلاةِ يموتُ جوعاً بينهم، موؤدةً أخرى، على مرأى
من الصحُفِ التي تغلي فقط من أجلِ ثوراتٍ و حفناتٍ من اليورو.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٣
محمد حسين بهنسيْ روائي و شاعر و فنان تشكيلي سوداني مات
متجمداً جائعا على إحدى أرصفة القاهرة .
راحيل: اسم رواية له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق