لقاءات
١
مقهىً صغير و عيناها
مقهىً صغيرٌ دافئٌ و أحبُّ أنْ نبقي طويلاً لا لشيءٍ
بل لأني غالباً أحتاجُ وقتاً للتخلصِ من عباراتِ التوترِ في
بداياتِ الحديثِ لقاؤنا مع أنَّهُ متأخِّرٌ شيئاً بدا متفائلاً و أنا
أمدُّ يدي بطيئاً كي أصافحَ فيكِ بَرْدَ الاتتظارِ توقعاتُكِ للنهايةِ
لم تكنْ محسوبةً ضمنَ العلاقةِ بيننا فالوقتُ يكفلُ للقلوبِ تغيراً
يكفي لعامٍ آخرٍ في مثلِ هذا اليومِ أرصفةُ الشوارعِ تفتحُ المطرَ
الشديدَ رسائلاً للعاشقينَ و للنوافذِ كلَّما حدَّقْتُ في عَيْنَيْكِ أرجعُ
مُتْعَباً و أنا أفَتِّشُ فيهما عنِّي و عَنْكِ و بينَ لحظاتِ التأمُّلِ و الظنونِ
يمرُّ وقتٌ لا يُكَرَّرُ و الحياةُ الآنَ لحظاتٌ مفرقةٌ على عتباتِ أمكِنةٍ منَ
الماضي و مِمَّا سوفَ يأتي كيفَ نضمنُ أنْ نظلَّ معاً متى شئنا
بلا أعباءَ أعشقُ فيكِ طعمَ البرتقالةِ و الشتاءِ و نكهةَِ المُوكا و لونُ
المقعدِ الجلْديِّ في المقهى يزيدُكِ رغبةً في البَوْحِ عمَّا في بقايا
القلبِ من وجعِ الغيابِ و رغبةٍ في أنْ نرتِّبَ كلَّ شيءٍ من جديدٍ
و المقاعدُ في الشتاءِ مسافةٌ و تحيةٌ و مغامراتٌ مُتْرَفَةْ.
الجمعة ٦/١٢/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق