الضباب
ضبابٌ أينما وجَّهتُ وجهيَ هل أنا في شارعٍ
أم غيمةٍ حتى الأماكنُ لم تعدْ مألوفةً لا ذكرياتَ مع
الضبابِ و لا أرى أني قدِ استَوفَيْتُ حقيَ تحتَ شمسٍ
تكشفُ الألوانَ و الطرقَ التي لا خوفَ فيها كلُّ شيءٍ باهتٌ
حتى أنا ماذا سيأتي بعدَ هذا الضِّيقِ كيفَ سينتهي هذا
التساؤلُ و المدينةُ فجأةً شاختْ و بانَ على مبانيها الشحوبُ
ترهَّلَتْ و أصابها موتٌ سريريٌّ فلا الاشياءُ قادرةٌ على فتحِ
النوافذِ للهواءِ و لا الهواءُ مُحَيَّدٌ و أراهُ أنقى في مكانٍ عن
مكانٍ كيفَ أفلِتُ من حصاركَ أيها الوقتُ البطيءُ و أتركُ
الضجرَ الذي افترسَ النهارَ هنا الحياةُ كإخطبوطٍ مدَّ
أذرعَهُ و شلَّ النَّبْضَ في طرقاتِنا مَنْ ذاك يعرفُ أنَّ لونَ
الموتِ أشبهَ بالضبابِ من البنفسجِ لا مكانَ لطامحٍ في
بلدةٍ مرهونةٍ للموتِ و الفقرِ الذي أكلَ الوجوهَ و لللصوصِ
هنا الضبابُ بلا عيونٍ جاثمٌ فوقَ الصدورِ و خانقٌ.
الثلاثاء ١٠/١٢/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق