في شقوقِ الظهيرة
هَدأَ الهواءُ و ليس غيري في المكانِ و من بعيدٍ رغوةُ البحرِ
الكثيفةُ لِحيةٌ في وجهِ شَيْخٍ حانقٍ و قطارسُ السفنِ القديمةِ
لا تزال تحومُ تحت الغيمِ ممسكةً بأطرافِ السماءِ و أولِ الليلِ
القريبِ من الحقولِ و من بعيدٍ قريةٌ ترَكْتَ على أبوابِها سَهَرَ
الشتاءِ أمرُّ عنها و هي نائمةٌ و أقفالُ النوافذِ حولها ورقٌ تبلَّلَ
من بقايا الماءِ فوق السَّطْحِ رائحةُ المدافئِ تجعلُ الأجواءَ أدفأَ
حيثُ طعمُ الكستناءِ يجيءُ بالقَصَصِ البعيدةِ و الحكاياتِ التي
ملأتْ شقوقَ الذكرياتِ طفولةً و توقعاتٍ غير خائفةٍ و أمشي هكذا
متسامحاً مع ما مضى مِنِّي ففي هذي المشاهدِ تحملُ الدنيا
الحقيقةَ حول أنَّا ريشةٌ في الريحِ أضعفُ من غبارِ الطَّلْعِ في
يومٍ أتَتْهُ نسائمُ الشرقِ الرَّقيقةُ من شقوقِ ظهيرةٍ متروكةٍ مثلي
هنا أنا دائماً أجدُ اقترابي من تفاصيلِ الطبيعةِ فرصةً للإحتماءِ
من الغرورِ و شرِّ نَفْسٍ لا تحبُّ الاعترافَ بضعفِها و اللهُ قد جعلَ
السماءَ كتابَنا الأزَليَّ نقرأهُ مشاهدَ لا تُجاملُ في مواقيتٍ مُرَتَّبَةٍ.
الاربعاء ٢٥/١٢/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق