الجمعة، 28 فبراير 2014

قلبان على ضفةٍ و رمل



قلبانِ على ضفةٍ و رمل


لنا قلبانِ من حبقٍ و خَوْخِ الصيفِ يقتسمانِ هذا البحرَ و الرملَ

البعيدَ و سوسناتِ الليلِ أنتِ بعيدةٌ كالطيرِ تقتربينَ من عيَنَيَّ ضوءاً

في مرايا الانتظارِ و لستُ أعرفُ ما يخيفُكِ هادىءٌ هذا الهواءُ و في

الصباحِ تكونُ رائحةُ المسافةِ بيننا شتويةً و على نوافذِكِ التي لا تنتهي

تقفُ السماءُ بلونِها العفويِّ أنتِ كما تقولُ الطيرُ تختبئينَ بين فراشتينِ

و تسبقينَ الوقتَ حين تدقُّ ساعاتُ المساءِ بأمنياتٍ إنْ تحققَ نصفُها

سيصيرُ هذا الفلُّ أكبرَ و الحياةُ بطعمِ شفتَيكِ اللتينِ أسأتُ في تفسيرِ

معنى الإقترابِ من اللهيبِ عليهما و أنا أصدِّقُ فيكِ ما كذَّبتُ قبلَكِ في

أغاني الحبِّ و الوجعِ المسطٌَرِ في رسائلَ لم تصلْ للعاشقينَ و هم قليلٌ

أينَ أنتِ الآنَ يا وهمَ المسافرِ و انهيارَ الثلجِ فوقَ سفوحِ قلبٍ مُتْعَبٍ لا

تعرفينَ لِمَ احتضنْتُكِ أغنياتٍ و اتَّبَعْتُ النهرَ خلفكِ ضفَّتينِ من البنفسجِ

مَنْ أنا يا آخرَ الترفِ الشهيِّ و مُنْتَهى الحلمُ البريءِ و رغبتي في 

ساعتيْنِ بدونِ أسئلةٍ و أجوبةٍ مِنْ أين جئتِ و لم أكنْ قد جئتُ كي

أعطيكَ قلبي دقَّةً من قلبِها و أنا البعيدُ كما تَرَيْنَ و لستُ أعرفُ أينَ أنتْ.

السبت ١/٣/٢٠١٤

الخميس، 27 فبراير 2014

مناضل على نفقة اهل الخير



مناضلٌ على نفقةِ أهلِ الخير


ماذا تُأمٌِلُ من مكانٍ لا يصادقُ فيكَ زحفكَ عارياً فوق الحصى

و الشوكُ تحتَكَ يشتهي من جلدِكَ اللونَ النبيلَ و قد ندِمْتَ على

حماسَتِكَ القديمةِ يومَ قلتَ كما يقولُ الثائرونَ بأنَّ في النفقِ الطويلِ

مساحةً ستكونُ معبرَكَمْ إلى الشمسِ الوحيدةِ و انتظرتَ على حدودِ

البردِ تحملُ بندقيتَكَ الثقيلةَ فاتحاً عَيْنَيْكَ لِلَيلِ الذي لا يحملُ الفرَحَ

البدائيَّ الذي حاربتَ كي تحياهُ يخذلُكَ المكانُ كما الرفاقُ و تنتهي

متسوِّلاً كبقيةِ الناجينَ من أجلِ الترابِ المُرِّ و الوطنِ المعلقِ في غصونِ

التينِ و العنبِ الذي ابتلعتْهُ أضواءُ البناياتِ الكئيبةِ لا يعيشُ الطيبونَ

كما أرادوا و المكانُ هنا يكلِّفُ أهلَهُ ما لا يُعَوَّضُ أيها الموتى الَّذِينَ 

تقاسموا سروَ النهايةِ في مقابرَ لا تعي لونَ المسافةِ هل لَكُمْ شيءٌ

هنا يقتصُّ مِنَّا؟ نحنُ أسوأُ مَنْ يقاتلُ حيثُ لا نجني سوى ألم التشردِ

و انتشارِ الخوفِ ناضلتَ الكَثيرَ و لم تجدْ ثمرَ الحديقةِ كافياً يومينِ

و اسْتَعْذَبْتَ أيام الهتافَ بلا مقابلَ لستُ أعرفُ كيف تقبلُ أنْ تموتَ بدونِ

أوسمةٍ و راياتٍ تهبُّ الريحُ أقوى حين تخفقُ فوق قبركَ في مقابرَ عاريةْ.

الجمعة ٢٨/٢/٢٠١٤ 

الأربعاء، 26 فبراير 2014

عقارب الوقت و الماء



عقاربُ الوقتِ و الماء


تتباعدُ الطرقاتُ حين أمرُّ منها مُوْهَنَاً متساقِطاً كالرَّملِ

عن حجرٍ أتتهُ الريحُ نازفةً كغيمٍ فيه لونُ الماءِ و السفرِ الذي

لا ينتهي و كما يُقالُ فكلُّ أغنيةٍ لها وجعُ المكانِ و رقةُ النومِ

القريبِ من الجفونِ أنا هنا لأرى البداياتِ الجميلةَ و النهاياتِ

الأكيدةَ و المؤكَّدُ أنني متساهلٌ مع قلبِها المائيِّ حينَ يطيرُ في

وهجِ المواجهةِ المليئةِ مفرداتٍ لا تُعينُ على الحوارِ و فجأةً يقفُ

الكلامُ كدقةٍ في القلبِ أو كعقاربِ الوقتِ التي سرقت هواءَ العُمْرِ

من دِفءِ الوسائدِ و انتظارِ الشمسِ لا أقوى على حرقِ الرسائلِ

دون تقليبِ الغلافِ لكي أودِّعَ آخرَ الكلماتِ و اللمساتِ و التاريخِ

هذا ما لديَّ الآن بعد تآكلِ اللحظاتِ أسرعَ و اشتَهيتُ الإقترابَ 

من الحياةِ  بدونِ تكرارِ المزيدِ من الاساءاتِ التي ما مرةً سامحتُ

نفسي بعدما أيقنتُ أني غارقٌ فيها و لا أعطي لنفسي العذرَ كي

أبقى كما عودتُ نفسي مُتْرَفاً متساهلاً أيضاً بقلبٍ موجَعٍ متعلقاً

بمساوماتٍ غير منصفةٍ و هذا ما أقولُ بدونِ تنقيةٍ لنياتٍ ملوثةٍ.

الخميس ٢٧/٢/٢٠١٤ 

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

احتياطات هادئة



إحتياطاتٌ هادئة


لا بدَّ أني اليومَ أفضلَ لا تسلْني كيفَ هذا ما تبيَّنَ 

بعدما أنهيتُ بعضَ مشاغلي و رجعتُ لا يبدو عليَّ الاستياءُ

و لا أراهنُ أنَّ شيئاً مثل هذا قد يطولُ أنا محاطٌ بالتوتُّرِ فجأةً

تتغيرُ الأوضاعُ بعد دقائقٍ و ترى وجوهاً في الشوارعِ لا تساعدُ

في التخلصِ من علاقتِكَ المتينةِ بالتَّأفُّفِ لا مجالَ لجعلِ حارتِنا مكاناً

هادئاً بالرغم من أني هنا متقوقِّعٌ بإرادتي و إرادةِ الشركاءِ في هذا

الهواءِ و دعْكَ مما لا يفيدُكَ أنتَ مثلي لسْتَ تملكُ حيِّزاً للإلتفافِ على

طِباعِكَ قد أصادفُ مَنْ يقولُ لي الحقيقةَ بعدما اسْتَأنَسْتُ بالأوهامِ

ثم يقولُ لي كيف الحياةُ الآنَ قاسيةٌ كخشبِ اللوزِ أينَ الشمسُ بل 

أينَ المكانُ و ما أحبُّ؟ و بعدَ عامٍ كاملٍ تتحولُ الطرقاتُ شيئاً ما إلى

صورٍ مقربةٍ تغيرُها التفاصيلُ الدقيقةُ دائماً في الحبِّ ما نحتاجُ من

غير اشتراطاتٍ تكلفُ أجملَ اللحظاتِ وقتاً كي تعودَ بسيطة لا بدَّ 

أني الآنَ أحتاجُ احتياطاتٍ لأبقى هادئاً حتى الصباحِ بلا انتطارٍ

آخرٍ و وجدتُ نفسي الآنَ مضطراً لكسبِ الوقتِ كي أحيا بلا قلقٍ.

الأربعاء ٢٦/٢/٢٠١٤ 

الاثنين، 24 فبراير 2014

اعترافات رجل مسرف في الصمت



اعترافاتُ رجلٍ مسرفٍ في الصمتْ


حتى و بعد الإعترافِ بما ارتكبتُ مؤخراً لا زلتُ 

أبحثُ عن منافذَ لاعترافٍ آخرٍ و أحبُّ تجريدَ المواقفِ

من تحيُّزِها و أول مرَّةٍ أذنَبْتُ فيها كُنتُ عِندَ البحرِ أحفرُ

حفرةً للريح كي أخفي بقايا الريشِ ثم ردَمْتُها من دونِ أنْ

أعطي النوارسَ فرصة لترى طقوسَ الموتِ أسرعَ بعدها أذنَبْتُ

في تكذيبِها لمَّا اتفقْنا و اختلقتُ العذرَ كي ألْقي بها في الوهمِ

ثم تركتُها متجاهِلاً كلماتِها في الليلِ مرَّاتٍ نسيتُ الإعتذارَ لِمَنْ

أسَأتُ لهم و فضلتُ السكوتَ لعلَّ ما يأتي سيمسحُ ما فعَلْتُ 

و مرةً أذنَبْتُ حين جعلتُ قلبي عُرضةً للإبتزازِ و لم أقاومْ هكذا

أصبحتُ متَّهَماً متى حاولتُ تجديدَ العلاقةِ و اسَتَغَلَّتْ ما كتبتُ

لها قديماً حين كنا عائدَيْنِ من الظهيرةِ وقتها أذنَبْتُ في توسيعِ

معنى الحبِّ فاستنفَدْتُ جُلَّ العُمْرِ في تضييقِ معنى الوعْدِ أحتاجُ

التحللَ من إساءاتي لنفسي و التغاضي عن ملاحقةِ الرسائلِ لي

و أبدو الآنَ أهدأَ بعدما أقفَلتُ بابَ البيتِ بعدَ مناوراتٍ فاشلةْ.

الثلاثاء ٢٥/٢/٢٠١٤

الأحد، 23 فبراير 2014

متاهات المدينة



متاهاتُ المدينة


حاولتُ مراتٍ و لم أفشلْ كثيراً ربما لمحاولاتٍ شبه هادئةٍ

و أبدو الآن أكثر عرضةً لتغيراتٍ في المزاجِ بفعلِ ما أحياهُ

من قلقٍ على وضعِ المدينةِ و هي تمضي في متاهاتِ التخلصِ

من بداياتِ الترهُّلِ في شوارعِها التي امتلأتْ وجوهاً لا تراعي

الاختلافاتِ التي التصقتْ على قسماتِها حاولتُ تفسيرَ الهروبِ

بدونِ تفكيرٍ و كُنتُ أنا الوحيد على الرصيفِ تمرُّ بي كلُّ الوجوهِ

و لا أميزُ أين يُمْكِنُ أن أكونَ لو اتخذتُ مواقفاً مفتوحةً للاحتمالاتِ

الكثيرةِ لا أفضِّلُ أنْ أبدِّدَ ما لديَّ من احتمالٍ في التسكُّعِ حاملاً

ضجَرَ الهواءِ لربما كوبٌ من الشايِ المُعَدِّ بصورةٍ عاديةٍ يكفي لأهربَ

من متاهاتِ المدينةِ هذهِ الأوقاتُ أعرفُها و عشناها كثيراً قبل هذا

في انتفاضاتِ المخيمِ و الشوارعِ و انتهتْ بشوارعٍ مبتورةٍ لا شيءَ

يحملُ ما نريدُ و ما أريدُ يصيبُني بالإستياءِ و يكفي ما أرَدْتُ و لم

يُحَقَّقْ يوم كُنتُ كواحدٍ من أهلِ هذا الحيِّ أما الآن فالأحلامُ لا تكفي 

و يكفي أنْ أرى البحرَ البعيدَ كوردةٍ زرقاءَ تحتَ الغيمِ وقتَ الظُّهْرْ.

الأثنين ٢٤/٢/٢٠١٤  

السبت، 22 فبراير 2014

علاقة مع الوقت



علاقةٌ مع الوقت


غيَّرْتُ من طُرقِ التوسُّلِ و اعتبرتُ علاقتي بالوقتِ أشبهَ

بالعلاقةِ بينَ لونِ البحرِ و الصدفِ المبعثرِ فوق أعشابِ 

الشواطىءِ كُنتُ أستجدي الدقائقَ كي تدقَّ بدونِ أن تمشي

و خِلْتُ القلبَ يشفعُ لي و لا جدوى من الآمالِ حينَ يُعيقُها

الوقتُ الشبيهُ بشوكِ أسياجِ الحدودِ فلا مفرَّ من البقاءِ معلَّقاً 

ما بينَ قلبِكَ و الحقيقةِ كلُّ شيءٍ ذاهبٌ نحو الأمامِ و بعدَ يومٍ

في الظلامِ نحنُّ للضوءِ القديمِ أنا بسيطٌ كالخيوطِ على جناحِ

فراشةٍ و أقولُ ما لا يُغْضِبُ النسماتِ و هي تمرُّ عن بابِ الندى

و تراجعتْ دقاتُ قلبي موعدينِ و شارعينِ و عُدْتُ أبحثُ عن بقايا

صوتِها في فلةٍ و عبيرِها في وردةٍ و هوائها في شُرفةٍ مكشوفةٍ

للشمسِ لو تدري لما اتَّهَمَتْ عناقيدَ الصباحِ بقُرْبِها من ظلِّ بيتيَ

أيها القلبُ الذي لا بدَّ منكَ الآنَ لن تحتاجَ ما كنا نعيشُ لأجلِهِ

فاغنمْ هدوءَ العُمْرِ و اترُكْ ما تبقى في الطريقِ لغيرِنا و الحقْ

بألوانِ الطيورِ على حدودِ الفَجْرِ و اكتُبْ ما تحبُّ على الشَّجَرْ.

الاحد ٢٣/٢/٢٠١٤

الجمعة، 21 فبراير 2014

عندما لم أجدْ شيئاً



عندما لم أجدْ شيئاً


صدَّقتُ حتى لم يعد عندي مكانٌ كي أُكَذِّبَ 

و اسْتَعَنْتُ بما يُخِيفُ لكي أحققَ ما يُطَمْئِنُ 

و اختلفتُ مع الكثيرِ لكي أصاحبَ قِلَّةً تكفي 

لصيفٍ واحدٍ و الصيفُ رائحةٌ تهبُّ بلا مقابلَ

هكذا عطلتُ ذاكرتي لأَفْرِزَ ما استطعتُ و بعدها 

أيقنتُ أني لم أكنْ متأنِّياً في الاختياراتِ الكثيرةِ

ربما في الحبِّ ما لا ينبغي التفتيشُ فِيهِ و لا يفيدُ

البحثُ في ما قد مضى و الصيفُ طعمُ البرتقالةِ في

شفاهِكِ تحتَ شُرْفاتِ الظهيرةِ في طريقِ السَّرْوِ عِندَ

الظلِّ خلفَ محطةٍ متروكةٍ و على مقاعدَ لم ترتِّب نفسَها

من مدةٍ هذا أنا ذاكَ المغامرُ في الفراغِ و لا جوادَ يطيرُ

بي خلفَ السحابِ و كلما أمعنتُ أكثرَ في اشتياقي للهواءِ

يشدُّني هذا المكانُ إليكِ أسمعُ فيه صوتَكِ مثلَ أغنيةٍ بلا صوتٍ

و أعشقُ لحنَها "بالأمس" من توزيعِ "بورسيلَ" المغامرِ مثل هذا الصيفْ.

السبت ٢٢/٢/٢٠١٤

أغنية الخنافس  Yesterday 

فرانك بورسيلْ قائد أوركسترا فرنسي

http://youtu.be/Sr1Mp59auhg

الخميس، 20 فبراير 2014

بعد عودتها بيوم



بعد عودتِها بيوم


عادتْ أخيراً غير آسِفَةٍ و عادتْ بعدما ضمِنتْ

خلوَّ البيتِ من أشيائهِ عادتْ لتفتحَ للهواءِ نوافذَ الفرحِ

الأخيرةَ لم يكنْ مُتَفَهِّماً لحوارِها بالأمسِ و استَقْوى عليها

بادعاءاتٍ ملفقةٍ و صوتٍ عالقٍ في أُذْنِها كانتْ تلاطفُهُ و لم

يدركْ حقيقةَ أنها أنثى و عادتْ و هي تعرفُ أنَّ آخرَ عهدِها

برجولةٍ عرجاءَ كانَ اليوم و هي الآنَ تمسحُ دمعةً محقونةً

بالارتياحِ و لا يزالُ يظنُّ أنَّ دموعَها تحتاجُهُ كَتِفاً ليحملَ

همَّها و غرورهُ يمتدُّ حتى أنَّهُ ما عاد يعرفُ قَدْرَها عادتْ

ليعرفَ أنَّ يوماً من كرامتِها يساوي عمرَهُ و حياتُها في

الضوءِ لا تحتاجُهُ عادتْ لتغسلَ عن ملامِحِها بقايا وجههِ

و بقيةَ الأنفاسِ من جنباتِ بيتٍ كان يشهدُ حالةَ القلقِ

المريعةِ لم يكن هذا الفراغُ سوى المسافة بين نظراتِ

اتهاماتٍ و نظراتِ اعترافاتٍ و يبدو الصمتُ أقوى مرَّتينِ

من الكلامِ بدونِ فائدةٍ و عادتْ كي تنامَ كما تحبُّ و ما تريدْ.

الجمعة ٢١/٢/٢٠١٤


الأربعاء، 19 فبراير 2014

من حكايات القلب و الأغنيات



من حكاياتِ القلبِ و الأغنيات


لو كُنتَ يوماً ما تحبُّ لصرتَ حتماً ما تريدُ و صاحبَتْكَ الأغنياتُ

إلى مدارِجِها المليئةِ ما ترى و كُنِ المبادرَ كي تفوزَ بظلِّ عوسجةٍ

لوحدكَ و انتبهْ للطيرِ و هي تمرُّ عنكَ و لا تُشِحْ وجهاً فتخسرَ نصفَ

أمنيةِ الفراشةِ و اتَّبِعْ أثَرَ الهواءِ على شفاهِ الأقحوانةِ قبلَما تقفُ

الظهيرةُ عند بابِ الحَرِّ وحدكَ سوفَ تعرفُ أينَ صرتَ و لن تجاملكَ

الحياةُ و دعْ حبيبتَكَ الصغيرةَ جنبَ نبعٍ هادىءٍ و اترُكْ لها ضوءَ

المسافاتِ التي لا تنتهي و القِ الهمومَ متى استطعتَ و قُلْ لها في

الليلِ ترتفعُ السماءُ و ينزلُ القمرُ الكبيرُ على ضفائرها الطويلةِ

خلفَ هذا البيتِ أشجارٌِ من الجُمَّيْزِ و التوتِ القديمِ و صوتُ جارتِنا

تغني و هي تطهو بعدما فتحتْ نوافذَ بيتها و الحيُّ رمليٌّ تحيطُ

به الحواكيرُ الصغيرةُ و العجائزُ يسَتَبِقْنَ العمرَ بالقصصِ التي

تَرَكَتْ مواعيدَ الشتاءِ بدونِ أيةِ موجِعاتٍ هل قرأتَ عن الَّذِينَ تعلقوا

 بالوهمِ مثليَ و استبدَّ بهِ المكانُ و لم تسامِحْهُ البدايةُ بالنهايةِ 

و اشترى بالأمسِ يوماً لم ينَلْ منه الذي يبغيهِ و استكْفى هنا بالنومْ؟

الخميس ٢٠/٢/٢٠١٤ 

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

ما بين غزة و الرصيف



ما بين غزةَ و الرصيف


غيري أحبَّ اللوزَ و استكْفى بلونِ الأسكدنيا في شتاءٍ

كُنتُ أكْبُرُهُ بغيماتٍ و أوراقٍ من الليمونِ كُنتُ أحبُّ صوتِيَ

و السماءُ تُطلُّ من فوقِ البيوتِ قريبةً و عَرَفْتُ أني أصْغُرُ الريحَ

السريعةَ بالبنفسجِ تحتَ سورٍ غارقٍ في النومِ قُلْ لي كيفَ كانتْ

  غزَّةُ الموتى و نحنُ على شواطئها النقيةِ يومَ كانَ العاشقونَ يرَوْنَ

في أسماءِ هذا الوردِ أجملَ ما يكونُ على شفاهِ العاشقاتِ و حاملاتِ

الطيرِ و الزهراتِ يا بلدَ المسافاتِ المضيئةِ في عيونِ الصابرينَ على عذابِ

الانتظارِ لعودةٍ قد لا تعودُ و لا مكانَ كرملِها وقتَ الصباحِ و عِندَ تلاتِ

الهواءِ أحبُّ غزةَ دون عِلْمِ البرقِ في تشرينَ دون الاعترافِ بما تسبَّبَ

في جفافِ التينِ و العنبِ الشهيِّ و لا يزالُ على شفيرِ الموجِ لونُ الطينِ

غزَّةُ أوهمَتني مرةً برقيقِ هذا الليلِ و استأمَنْتُها قبلاً على قلبي و عمدا

  أسقطَتْهُ على رصيفٍ واسعٍ تكسوهُ زخاتُ الغروبِ و أشتهي أنْ أغمضَ

العينينِ يوماً دونما قلقٍ على نفسي و هذا الظلِّ و استأمَنْتُها أيضاً على

أسماءِ مَنْ أحببْتُ ثمَّ فقدتُّهم و بقيتُ وحدي بينَ ذاكرةٍ و ألبومٍ من الماضي.

الاربعاء ١٩/٢/٢٠١٤ 

الاثنين، 17 فبراير 2014

رمل الحروب و المطر



رملُ الحروبِ و المطر


قبل الغروبِ و بعده بدقائقٍ يشتدُّ لونُ البرتقالةِ في شفاهِ

الغيمِ ثم يجئُ دورُ الزُّهرةِ المفتونِ بالليلِ المُقطَّعِ فوقَ موجٍ باردٍ

و أنا بعيدٌ فوقَ تلاتٍ من الرملِ الذي عرفَ الحروبَ و أوَّلَ المطرِ

القريبِ من السطوحِ و قبل ساعاتٍ تبدَّلَ قلبُها و رسالةٌ منها انتهتْ

بعبارةٍ ليستْ مفاجِئةً سنرجعُ بعدها لمربعِ القلقِ القديمِ الآن أشعرُ

بالنعاسِ و لا تُدقِّقْ في كلامي قد تواجهُ بعضَ أجوبةٍ عن الماضي

و لا أحتاجُ أن أعطي تفاسيراً لما يجري هنا و هناك صدقاً لستُ 

أعرفُ ما سأفعلُ بعدَما أنهي القصيدةَ ربما سأكونُ عند البحرِ 

أسمعُ ما تقولُ الشمسُ لي عن موعدِي هذا و عن لونِ السماءِ

 و زرقةِ الأفقِ المليءِ ملوحةً و كما ترى هذي الحياةُ لنا جميعاً

 لا تجاملُنا و لكن نحن نُعطي فرصةً للنارِ كي تقوى على أحلامِنا

 و لدي ما أحتاجهُ لأعيشَ منفصلاً عن الوهمِ الطويلِ و ملهياتِ

 العُمْرِ و العُمْرُ القصيرُ مقطعٌ كالليلِ بين النومِ و السَّهَرِ الطويلِ

 و ما يخبأهُ النهارُ لنا و لكن ما أريدُ الآن يكفي كي أحبَّ اللوزْ

الثلاثاء ١٨/٢/٢٠١٤

الأحد، 16 فبراير 2014

أرصفة البحر و الهدوء



أرصفةُ البحرِ و الهدوء


وقتُ التظاهرِ بالهدوءِ يقلُّ بالتدريجِ يبدو لا مجالَ لفتحِ

أبوابِ المتاهةِ من جديدٍ هذه الطرقُ الكثيرةُ لا تقودُ إلى مكانٍ

قد يُريحُكَ طالما في آخرِ الشارعِ المرصوفِ أشواكٌ و أسوارٌ على

أطرافِها نبتَ الأراكُ ليَثْبُتَ الرملُ الكثيفُ و من بعيدٍ كلُّ أضواءِ

البيوتِ تقولُ أنَّ الصيفَ مزدحمٌ و لا يحتاجُ أيةَ مغرياتٍ كُنتُ

أعرفُ ما يحبُّ القابعونَ على الشواطىءِ و استَزَدْتُ من الوقوفِ

على رصيفِ مراكبِ الصيدِ الصغيرةِ كي أرى الطيرَ الأخيرَ

و دائماً في آخرِ الأشياءِ تبدأُ رحلةٌ أخرى بيومٍ آخرٍ و توقعاتٍ

شبه مفرحةٍ و أكتبُ ما أريدُ بلا ترددَ كي أرى نفسي بلونِ

الشمسِ و هي كبيرةٌ كقُرى الكرومِ و شجْرةِ الزيتونِ هذي

الأرضُ تكبرُ في الشتاءِ و ترتخي فوقَ المساحاتِ الفسيحةِ

ثمَّ تتركُنا على أبوابِنا عامينِ من عِنبٍ و رمانٍ و عِندَ نهايةِ

العامينِ تتسعُ المدينةُ وردتينِ و فلةٍ و كما ترى لا بدَّ من

أشياء أهدأَ كي نرى الأشياءَ واضحةً و غير كئيبةٍ.

الأثنين ١٧/٢/٢٠١٤


السبت، 15 فبراير 2014

بلاد الحرب و النفط




بلادُ الحربِ و النفط


ماذا تغيرَ بعد تلكَ الحربِ؟ يبدو النَّاسُ أسوأَ بعد أنْ خسروا الكثيرَ

و صدَّقوا أنَّ الحكومةَ سوفَ تفرزُ من أراضيها قبوراً للذينَ استُشْهِدوا

طوعاً و غَصْباً لا تغيُّرَ في مواعيدِ التفاؤلِ و الخسائرُ غالباً مرهونةٌ بنتائجِ

الحربِ التي لا تدَّعي أنَّ الحريقَ سينتهي من دون أن تتدخلَ الدولُ القريبةُ

من حدودِ الاشتباكاتِ التي رُصِدَتْ لها نِصْفُ الموازنةِ التي اقْتُطِعَتْ من

الأرباحِ و القتلى دعاياتٌ و أخبارٌ و تفسيرٌ لِجدوى الاعتمادِ على التغيرِ

في موازينِ الغنى و الفقرِ و الدنيا انتهازاتٌ و تقسيمٌ لثرواتِ الشعوبِ

و لا تغيرَ في مسارِ الزاحفينَ إلى خطوطِ النَّفطِ و الغازِ الموزَّعِ كالشرايينِ

الطويلةِ في بطونِ الأَرْضِ يا وطنَ الهزائمِ و الخياناتِ الثقيلةِ لا تدَعنا هكذا

نحتالُ كي نحيا و نَشقى كي نعيشَ و يحكمُ الحمقى لنهربَ خارجَ السورِ

المحيطِ بكرمةٍ في هالةِ الشمسِ البعيدةِ كُنتُ أُسْأَلُ عن بلادٍ غير آمنةٍ و أعرفُ

أنها موجودةٌ في ذكرياتِ الحالمينَ و حيرةِ النَّاسينَ ألونَ الطريقِ و كيفَ كانَ

الأهلُ يقتسمونَ خبزَ الصيفِ و الكلأَ الوفيرَ و دِفْءَ جلساتِ الشتاءِ و بعدَ

هذا كلهِ سأظلُّ أحلمُ بالبعيدِ من الصباحِ و بالقريبِ من المساءِ و غيمةٍ للصيفْ.

الاحد ١٦/٢/٢٠١٤

الجمعة، 14 فبراير 2014

Happy Valentine



Happy Valentine


كنا نكذِّبُ بعضَنا و يضيعُ يومٌ في االتصيُّدِ مَنْ يهاتفُ أولاً

و يضيعُ يومٌ آخرٌ في سحبِ ما قلىناهُ وقتَ الاعترافِ و بعدَ يومٍ

آخرٍ نختارُ مقهىً في الظهيرةِ كي نُصَفِّي ما ترسبَ في الرسائلِ مِنْ

عتابٍ زائدٍ و نعودُ بعدَ مهاتفاتٍ في المساءِ بموعدٍ ليردَّ كلٌّ ما لديهِ مِنَ

الهدايا في مكانٍ آخرٍ و هناكَ تنفتحُ الحكايةُ من بدايتِها نُذَكِّرُ بعضَنا

كيف التقينا و انتهينا و الحقيقةُ لا تهمُّ و قد عقدنا العزمَ أنْ ننهي اللقاءَ

بلا اتفاقٍ مُقْنِعٍ و نعودُ نفتعلُ اللقاءاتِ الكثيرةَ صدفةً لنعيدَ فتحَ الأمسِ

كي يجدَ الجدالُ طريقَهُ للقلبِ أيضاً صدفةً و يضيعُ يومٌ آخرٌ ما بينَ شدٍّ

و ارتخاءٍ و النهايةُ غير واضحةٍ و حتى بعد تصفيةِ الحسابِ تظلُّ أرقامُ

الهواتفِ فرصةً لتحدِّثَ النفسَ الجريئةَ لافتعالِ مكالماتٍ تحتَ أعذارٍ

و رغباتٍ مُحَبَّبةً لنا لنعودَ للمقهى القديمِ معاً و نكشفَ عن خبايا الحبِّ

و الليلِ الطويلِ و موجِعاتِ الانتظارِ على وسائدَ أرْهَقَتْها أغنياتُ الصيفِ

بالسَّهرِ الذي كَتبَ اشتياقاً في سطورٍ رسائلٍ من دمعَتَينِ و قُبلةٍ و كما

تبيَّنَ في مقاهي الانتظارِ هناكَ ما لا ينبغي الافصاحُ عنهُ مجَدَّداً.

السبت ١٥/٢/٢٠١٤


الخميس، 13 فبراير 2014

ينابيع الصباح


ينابيع الصباح


عند الينابيع القريبةِ منكَ يا جبل الصباحِ

و شمسِ أيلوَل التي أحببتُها دوما أرى الدنيا

على وجه السماء بدون أتربة و هذا البحر ممتلىء

بأصدافٍ نلاحقُها لنكتبَ ما نحب على جوانبها

و نرجعها ليعرف من يصادفها بانا نستطيع العيشَ

من دون اتهاماتٍ و نياتٍ نمارسها لنخسرَ ما تبقى

من هدوء لا تعوضه ابتساماتٌ مزيفةٌ و بين القلب

و الشفتين أسئلة تَأجلَ نصفها للصيف حتى ترجعَ

الكلماتُ من أصداف ذاك البحر عارية و كاملةً و في

عينيَّ ما في الشمس من وقتٍ لترتيب الحكاية مرة

أخرى و تنقيةِ الفراغ من الرتابة و التفاهاتِ التي

عبثتْ بلون ستائر البيتِ الجميلةِ لا حياة بدون

أجواءٍ من الفل النقي و سوسناتٍ تشبه القمر

البعيدَ و كلما فكرتُ في الترحالِ أذكرُ أنّ حبَّكِ عودتي.

الجمعة ١٤/٢/٢٠١٢

الأربعاء، 12 فبراير 2014

بوصلة لدروبٍ تائهة



بوصلةٌ لدروبٍ تائهة


تتغيرُ الدنيا سريعاً و الأماكنُ لا يغيرُها الرحيلُ

و بعد عامٍ واحدٍ تتراجعُ النيَّاتُ محرِقةً بقايا رغبةٍ

في البَوْحِ عمَّا في خبايا النَّفْسِ هذا شارعٌ و هناكَ

لافتةٌ و خلفَ البيتِ بيتٌ آخرٌ و البحرُ كان على يساري

اليومَ مُتَّهماً بلونٍ غامقٍ و أرى بعيداً غيمةً ليستْ كما كانتْ

على الطرفِ القريبِ من المدينةِ في شتاءٍ طارىءٍ و الموجُ لم

يعرفْ متى يستقبلُ الرملَ المغلفَ بالسخونةِ تحت شمسٍ لا

تحبُّ المُتْعَبينَ و باغتتني الريحُ مراتٍ و ألقتْ بي على عتباتِ

تلكَ الانهياراتِ السريعةِ في مفاهيمِ الحياةِ و كيفَ أقطعُ كلَّ

هذا الدربِ وحدي فاتحاً عَيْنَيَّ أوسعَ كي أرى ضوءَ الفَنَارِ

و قارباً من نجمَتينِ و غالباً أحتاجُ بوصلةً معلقةً على عنقِ

الإوَزَّةِ كي يصيرْ الدربُ أوضحَ و الحياةُ الآنَ تمشي في 

جهاتٍ شبه قاسيةٍ تحاصرُنا على طولِ المسافةِ ربما في

آخرِ الدربِ الطويلِ مفاجآتٌ غير مربِكةٍ و ضوءٌ هادىءٌ.

الخميس ١٣/٢/٢٠١٤

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

عند جدار أزرق و لوزة



على جدارٍ أزرقٍ و لوزةٍ


و كانت أغنياتُ الحبِّ تُحْفَرُ في جرارِ الماءِ تحملُها

حقولُ القمحِ في صوتِ الرعاةِ إلى الينابيعِ البعيدةِ

حيثُ كانتْ فترةُ الحربِ القصيرةُ لا تتيحُ لمنْ يحبُّ النومَ

تحتَ السروِ متسعاً لقطفِ الخوخِ من شجرٍ على طرفِ

الهواءِ و كُنتُ أسمعُها طويلاً و هي تغسلُ وجهها بالضوءِ

تحتَ نوافذِ الشمسِ البريئةِ و اعتبرتُ الاعترافَ لها بدايةَ

موسمٍ لم تكتملْ فيه الحكاياتُ التي اتسعتْ و صارتْ معبراً

للطيرِ أنتِ على جدارِ الزرقةِ الملساءِ ترتسمينَ ناعمةً بلونِ

الزعفرانِ و فلَّةٍ مائيةٍ هذي التصاويرُ انتهتْ من لوحةِ كانت

معلَّقةً على عنقِ الغمامةِ لم أجدْ نفسي سوى في همسةٍ لم

تعترفْ بالوقتِ أنتِ بعيدةٌ لكنَّ صوتَكِ دافىءٌ و أنا قريبٌ مِنْ

عناقيدِ الفراغِ و طعمِ لوزٍ عانقتهُ تحيةٌ من لونِ عَيْنَيْكِ اللتينِِ

تغيرتْ ألوانُ هذا الرملِ في لونَيْهِما و أنا أحبكِ مدركاً أنَّ

المكانَ معاندٌ و الوقتَ مكتوفٌ و قلبَكِ خائفٌ و يديكِ متعبتانْ.

الاربعاء ١٢/٢/٢٠١٤

الاثنين، 10 فبراير 2014

كما ينبغي أن تكون




كما ينبغي أن تكون


لا يعرفونكَ أنتَ تقضي كلَّ وقتِكَ بين نفسِكِ و الشبابيكِ المحيطةِ

بالحديقةِ سوفَ تبقى هكذا متسلقاً ظلَّ النهارِ و أغنياتِ الليلِ

لا تحتاجُ مَنْ يرقيكَ من وخزِ الوساوسِ عِشْ كما أحببتَ متصلاً

بروحكَ دونما قلقٍ من الهمسِ السقيمِ و لمزِ مَنْ لم يمتلكْ مما لديكَ

من الشفافيةِ المضيئةِ لا سوادَ على حدودِ القلبِ يجعلُ من كلامكَ

آفةً و لديكَ أجنحةٌ تطيرُ بها بعيداً فوق ألوانِ الهضابِ و زرقةِ البحرِ

القديمِ و لم تَخُنْ يوماً أمانتكَ التي أودعتها في حَلْقِ غرنوقٍ يهاجرُ

في مواسمَ لا تغيرُ فيكَ وجهَكَ أنتَ حرٌّ لم تُبَيِّتْ نيَّةً للإنقضاضِ على

طعامِ الهدهدِ المسكونِ بالسفرِ الشبيهِ بلونِ عَيْنَيْكَ اقتربْ من أولِ النهرِ

الغنيِّ بطعمِ أعشابِ الشتاءِ و خُذْ من الطيرِ الصغيرِ دوائرَ الشمسِ

الغريبةِ و اقتربْ شيئاً من الوادي العميقِ هناكَ أكواخُ الصباحِ بدونِ

أقفالٍ و حراسٍ و ما تحتاجهُ سيكونُ عند العُشْبِ لن تخشى الَّذِينَ

يصادرونَ العمرَ منكَ و سوفَ تبقى سالماً مما يحيطكَ من عيونٍ

غير صافيةٍ و قُلْ للطيرِ عنكَ متى ستفتحُ في هواءِ النهرِ ظلاً آخراً.

الثلاثاء ١١/٢/٢٠١٤

الأحد، 9 فبراير 2014

وهمُ المسافرْ



وَهمُ المسافرْ


ماذا انتظرتَ من انتظاركَ هكذا و وجدْتَ أنَّكَ تائهٌ

لا النَّاسُ ناسٌ و المحطةُ غير مدهشة و تنقطعُ الطريقُ

بلا مفارق ثم تنزلُ تائهاً أيضاً على جفنيكَ أوجاعُ اختياركَ

للوجوهِ و لن ترى ما كُنتَ منتظِراً فعُدْ متحرراً من حِمْلكَ المربوطِ

في نعليكَ يا هذا الذي فتشتَ في ريشِ الحمامةِ عن مسافتِكَ

الأخيرةِ و اقتسمتَ مع الدُّخانِ غشاوةً بكثافةِ الوهمِ الذي تحتاجهُ

لتظلَّ مبتعداً يلازمكَ الهروبُ الى مدائن غير نائيةٍ لتعرفَ أنَّ آخرَ 

ما تريدُ هو الهدوءُ و صوتُهُ المحفورُ في أذنَيْكَ تسمعهُ فلا تدري

كم استهلكتَ من دقاتِ قلبٍ غامرتْ فيه الحياةُ على طريقتِها فلا

تبذلْ مزيداً من مساومةٍ مع الوقتِ السريعِ و خُذْ يديكَ من الطريقِ

و لا تصافحْ بعدها وهمَ الوصولِ الى ينابيعِ الخلودِ و كُنْ رقيقاً حين

تنظرُ في مراياكَ النظيفةِ باحثاً عن وجهكَ الآتي إليكَ من الوراءِ 

و بعدَ هذا كلهِ رتِّبْ بقيةَ ما لديكَ من الثيابِ على رفوفِ حقيبةٍ 

أخرى فقد تحتاجُها متحمِّلاً بَرْدَ انتظارٍ آخرٍ و على رصيفٍ آخرٍ.

الاثنين ١٠/٢/٢٠١٤

 

السبت، 8 فبراير 2014

صداقة قديمة جدا



صداقةٌ قديمةٌ جداً 


حلِمتُ بها لأولِ مرَّةٍ و الحُلمُ أمسكَ بي طويلاً تحت أضواءِ

الطريقِ و أمنياتُ القلبِ واسعةٌ و أسماءُ المحطةِ غير واضحةٍ

على حجرِ المقاعدِ و اكتَسبْتُ من الحياةِ الإصطبارَ على تفاهاتِ

التَّنقُّلِ بين أروقةِ الهواجسِ و الظنونِ و قد كبِرْنا فجأةً و العُمْرُ أوراقٌ

مسطَّرَةٌ و نملأها حروفاً لا تناسقَ بينها و عبارتانِ جميلتانِ من الحقيقةِ

تجعلانِ العمرَ أجملَ و الحقيقةُ كلها شوهاء في زمنِ العلاقاتِ الرديئةِ

و انتهازيَّاتِ من يسطونَ عَنْ عَمْدٍ على أحلامِنا و حلِمتُ أنَّكِ غير خائفةٍ

و وجهُكِ واضحٌ كنهايةِ النفقِ الطويلِ و حين كانوا يهتفون على الحدودِ

لدَحْرِ قواتِ العدوِّ تكاثرَ التجارُ في الساحاتِ يقتسمونَ أرباحَ الحروبِ

و مَنْ يموتُ هنا سيُكْتَبُ عنه يوماً كاملاً و غداً سيُشْطَبُ من سجلاتِ

المقاومةِ الثريةِ يا صديقتيَ القديمة هل لديكِ حكايةٌ مَنْقوصةٌ عنا؟ 

لِنُكملْ ما تبقى من سطورِ العُمْرِ مُتَّفِقَينِ أنَّ الحبَّ لا يحتاجُ وصفاً

نادراً فأنا و أنتِ أصابنا ما لمْ نعدْ نحتاجهُ لنعيشَ أفضلَ هذه

الدنيا مكانٌ غير مألوفٍ و نبحثُ فِيهِ عن ظلٍّ و أرصفةٍ .

الاحد ٩/٢/٢٠١٤ 

الجمعة، 7 فبراير 2014

جدائل الورد و زهر المساء



جدائل الورد و زهرُ المساء


أنا وحدي و وحدي منذُ أنْ صار الفراغُ يدُعُّني لمغامراتٍ

في الخيالِ و يُطبقُ الدنيا عليَّ كأنني عصفورةٌ حاطتْ بها

جُنْحُ الصقورِ و حينَ أسمعُها يعودُ القلبُ شيئاً للوراءِ و أفتحُ

الأوراقَ ثانيةً لأقرأَ كيف أصبحتِ النهاياتُ القديمةُ غربةً تمتدُّ

في عيْنَيَّ نظراتٍ تقولُ و لا تقولُ مَنِ الذي فتحَ النوافذَ للحريقِ

و حُرْقةٌ في القلبِ لا زالتْ تُذَكِّرُني بعينيها و في تشرينَ كنَّا هادِئَيْنِ

و دافئَيْنِ بلا شروطٍ و اقْتَسَمْتُ على يديكِ نعومةَ الفلِّ النَّدِيِّ و بعدَ

عامٍ في الهواءِ كتبتُ عنْكِ و لمْ أجِدْكِ و طارَتِ الكلماتُ أغنيةً و أسئلةً

و أنتِ الآن أبعدُ مرَّتينِ  و لستُ مختلفاً على السببِ الذي قطعَ المسافةَ

شارعينِ تباعدتْ مِنَّا الخطى و وجدتُ نفسي عالقا في الانتظارِ و لمْ

يَحِنْ وقتُ اللقاءِ كما أرى و تَرَيْنَ كيفَ الشمسُ تسرعُ تأخذُ الساعاتِ

ممسكةً بأطرافِ الغيومِ و في جدائلِكِ الطويلةِ يعلقُ الزهرُ الذي جعلَ

المكانَ حكايةً بيضاء لا الاشياءُ و اضحةٌ و لا قلبي القديمُ مغامرٌ 

و لسوفَ أبقى هكذا وحدي بعيداً في ضبابِ العُمْرِ أكبُرُ صامتاً.

السبت ٨/٢/٢٠١٤

الخميس، 6 فبراير 2014

من روايات الغرب و الشرق



من روايات الغربِ و الشرق


و وعدتّٰها أني سأتركُ ما لديَّ هنا و ألحقُ بالقطارِ هناكَ

حيثُ مزارعِ القطنِ الغنية بالعبيدِ و حيثُ رائحةُ البراري تقتفي

أثرَ المسافرِ كُنتُ أقرأُ عن حكاياتِ الزنوجِ جنوب فيرجينيا الطليقة

في هواءِ التَّبْغِ يبدو الحبُّ أكثر رونقاً في الحرِّ تحتَ الشمسِ حينَ

تصيرُ أوراق الرسائلِ عرضةً لتشققاتٍ قد تضيعُ بفعلِها سِمَةُ الحروفِ

      و تومُ مَنْ قتلتْهُ زوجتهُ بفأسٍ لم يكنْ متعاونا بالفعلِ مع جونَ المقامرِ

ضدَّ إخوتِهِ و لم تكنِ الروايةُ غير سردٍ باهتٍ و تركتُها لأنامَ شيئاً قبلَ

فيلمٍ آخرٍ يُكْنى بِ "إسمِ الوردةِ" المحبوكِ في دَيْرٍ تبيَّنَ فِيهِ أنَّ هناكَ 

معرفةً تحرِّمها الكنيسةُ لا يجوزُ البحثُ عنها كان جَدِّي طيباً و ينامُ

أسرعَ تحتَ ضوء الكيروسينَ و كُنتُ أعرفُ أنهُ لا يكرهُ الجيرانَ أمَّا

أختُهُ البيضاء كانتْ تعرفُ القصصَ القديمةَ عن مواقيتِ الحصادِ

و أولِ البردِ الذي عصرَ الشتاءَ على الكرومِ و كُنتُ محبوباً لديها

في الصباحِ تقولُ لي أينَ الزرازيرُ الصغيرةُ تختفي في الليلِ ثمَّ

تنامُ في شمسِ النهارِ و شعرُها المجدولُ ذاكرةٌ من الحِنَّاءِ و الزعترْ.

الجمعة ٧/٢/٢٠١٤

The Name of the Rose

فيلم للممثل الأيرلندي شون كونري أنتج عام ١٩٨٦

الأربعاء، 5 فبراير 2014

إيقاعات هشة



إيقاعاتٌ هَشة


دعني هنا و اذهبْ بعيداً أيها الليلُ المُمِلُّ و قُلْ لغيرِكَ

كَمْ تعبتُ من النجومِ و من خيوطِ الضوءِ تحت نوافذِ القمرِ

الهزيلِ و مِنْ مصابيحِ الشوارعِ في الشتاءِ تعِبتُ من ترديدِ

ما أستاءُ منه و ليس يجدي الاحتماءُ بكَشْرةٍ في الوجهِ من هذا

الفضولِ و كم يضايقُني سؤالُ الآخرينَ لمَ اتخذتُ البحرَ ذاكرةً

و قسَّمتُ البنفسجَ بينَ أحواضِ الصباحِ و لم أراعِ الاختلافَ على 

شفاهِ البرتقالِ هناكَ كانتْ تسبقُ الألوانَ في ورقِ الخريفِ و كُنتُ

 أسمعها توشوشُ ما يمرُّ من الهواءِ بأنني أودعتُها سرَّ الفراشةِ

 و اختبأتُ منَ الطيورِ و صارَ لي في الغيمِ متسعٌ لأكتبَ ما أشاءُ 

عن الفصولِ و كيف أسماءُ المواسمِ أجَّلَتْ تفسيرَ معنى الاستماعِ

 لاغنياتٍ بيننا لم تكتملْ فيها الحكايةُ يومَ أنْ كنا معاً متلاصِقَيْنِ 

كما اتفقْنا تحتَ ظلِّ السروِ ضوْءٌ خافتٌ في شارعٍ متفرعٍ يبدو

لمقهىً آخرٍ و أنا بِدَوْري أتبعُ النغماتِ و هي تلفُّني بهشاشةِ

الايقاعِ في حيٍّ تلاصقتِ البيوتُ بهِ كعشٍّ فيه طيرٌ دافىءٌ.

الخميس ٦/٢/٢٠١٤ 

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

حكايات مختصرة جدا



حكاياتٌ مختصرة جداً


أتَفَهَّمُ الأشياءَ أحياناً و أخرجُ عادةً متفائلاً شيئاً

كما أني قرأتُ بسرعةٍ عن حالةِ الطقسِ الأخيرةِ علَّني

أتجنبُ البردَ الشديدَ و كوبُ شايٍ ساخنٍ مع كعكةٍ شيءٌ

مريحٌ قبلَ أشغالِ الصباحِ و لا أحبِّذُ نقلَ عدوى الاستماعِ

إلى موسيقى الجازِ للجيرانِ و التقليلِ من شأنِ الرواياتِ التي

انتشرتْ أخيراً في جنوبِ الأكوادورِ و حينَ لم أعرِفْ سوى نفسي

 وجدتُ فراغَ وجهيَ واضحاً بين المرايا و الستائرِ عادةُ البحرِ التَّخلي

 عن شواطئِهِ و تركِ الريحِ تنحتُ في الصخورِ مسافةً للملحِ ذاكرةً بحجمِ

نوارسِ الوهمِ التي حملتْ حكاياتِ الشتاءِ و في خطايَ إلى المحطةِ

ما اختصرتُ من الطريقِ و ما تناثرَ خلفها من لونِ أرصفةِ الشوارعِ

و الطريقُ الى الحياةِ مليئةٌ بتصوراتٍ غير كافيةٍ عن الآتي و ما قَدْ

فاتَ و استكفيتُ بالتفتيشِ عن أسماءِ من ماتوا و كانوا يعشقونَ

بلا مقابلَ و انتقلتُ الآنَ للغرفِ البعيدةِ كي أنامَ على هدوءِ الليلِ

مكتفياً بأغطيةِ الشتاءِ و من قريب صوتِ راندي فانوورمرْ.

الاربعاء ٥/٢/٢٠١٤ 

Randy Vanwarmer 

صاحب الاغنية الشهيرة :  

Just When I Needed You Most

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...