عقاربُ الوقتِ و الماء
تتباعدُ الطرقاتُ حين أمرُّ منها مُوْهَنَاً متساقِطاً كالرَّملِ
عن حجرٍ أتتهُ الريحُ نازفةً كغيمٍ فيه لونُ الماءِ و السفرِ الذي
لا ينتهي و كما يُقالُ فكلُّ أغنيةٍ لها وجعُ المكانِ و رقةُ النومِ
القريبِ من الجفونِ أنا هنا لأرى البداياتِ الجميلةَ و النهاياتِ
الأكيدةَ و المؤكَّدُ أنني متساهلٌ مع قلبِها المائيِّ حينَ يطيرُ في
وهجِ المواجهةِ المليئةِ مفرداتٍ لا تُعينُ على الحوارِ و فجأةً يقفُ
الكلامُ كدقةٍ في القلبِ أو كعقاربِ الوقتِ التي سرقت هواءَ العُمْرِ
من دِفءِ الوسائدِ و انتظارِ الشمسِ لا أقوى على حرقِ الرسائلِ
دون تقليبِ الغلافِ لكي أودِّعَ آخرَ الكلماتِ و اللمساتِ و التاريخِ
هذا ما لديَّ الآن بعد تآكلِ اللحظاتِ أسرعَ و اشتَهيتُ الإقترابَ
من الحياةِ بدونِ تكرارِ المزيدِ من الاساءاتِ التي ما مرةً سامحتُ
نفسي بعدما أيقنتُ أني غارقٌ فيها و لا أعطي لنفسي العذرَ كي
أبقى كما عودتُ نفسي مُتْرَفاً متساهلاً أيضاً بقلبٍ موجَعٍ متعلقاً
بمساوماتٍ غير منصفةٍ و هذا ما أقولُ بدونِ تنقيةٍ لنياتٍ ملوثةٍ.
الخميس ٢٧/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق