مناضلٌ على نفقةِ أهلِ الخير
ماذا تُأمٌِلُ من مكانٍ لا يصادقُ فيكَ زحفكَ عارياً فوق الحصى
و الشوكُ تحتَكَ يشتهي من جلدِكَ اللونَ النبيلَ و قد ندِمْتَ على
حماسَتِكَ القديمةِ يومَ قلتَ كما يقولُ الثائرونَ بأنَّ في النفقِ الطويلِ
مساحةً ستكونُ معبرَكَمْ إلى الشمسِ الوحيدةِ و انتظرتَ على حدودِ
البردِ تحملُ بندقيتَكَ الثقيلةَ فاتحاً عَيْنَيْكَ لِلَيلِ الذي لا يحملُ الفرَحَ
البدائيَّ الذي حاربتَ كي تحياهُ يخذلُكَ المكانُ كما الرفاقُ و تنتهي
متسوِّلاً كبقيةِ الناجينَ من أجلِ الترابِ المُرِّ و الوطنِ المعلقِ في غصونِ
التينِ و العنبِ الذي ابتلعتْهُ أضواءُ البناياتِ الكئيبةِ لا يعيشُ الطيبونَ
كما أرادوا و المكانُ هنا يكلِّفُ أهلَهُ ما لا يُعَوَّضُ أيها الموتى الَّذِينَ
تقاسموا سروَ النهايةِ في مقابرَ لا تعي لونَ المسافةِ هل لَكُمْ شيءٌ
هنا يقتصُّ مِنَّا؟ نحنُ أسوأُ مَنْ يقاتلُ حيثُ لا نجني سوى ألم التشردِ
و انتشارِ الخوفِ ناضلتَ الكَثيرَ و لم تجدْ ثمرَ الحديقةِ كافياً يومينِ
و اسْتَعْذَبْتَ أيام الهتافَ بلا مقابلَ لستُ أعرفُ كيف تقبلُ أنْ تموتَ بدونِ
أوسمةٍ و راياتٍ تهبُّ الريحُ أقوى حين تخفقُ فوق قبركَ في مقابرَ عاريةْ.
الجمعة ٢٨/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق