مجهولُ الهوية
ثِقْ بي أخي فالنَّاسُ نوعًٌ واحدٌ و وصَلْتُ آخرَ ما وصلتُ
إلى الطريقِ الدائريِّ و لم أجدْ بُدَّاً من التلويحِ للسيارةِ الصفراءِ
كان الجوُّ يحملُ دعوةً للاختفاءِ عن العيونِ و هكذا أقفلتُ محمولي
الصغيرَ و جُبْتُ أطرافَ المدينةِ باحثاً عن مهربٍ يُجْدي و مقهىً غير
مألوفٍ لأضمنَ أنني وحدي و مجهول الهويةِ فالتحركُ بين ناسٍ
يعرفونكَ مُرْبكٌ حدَّ التخلي عن ارادتِكَ التي وهبتْكَ وجهَكَ مُمْتعٌ
هذا المكانُ بلا قيودٍ ثم تتركُهُ وراءَكَ حيث يمحوكَ الدخانُ من الهواءِ
و كم أفضلُ أنْ أسيرَ بلا اتجاهٍ واضحٍ فلطالما صادفتُ أغربَ ما عَرَفْتُ
على طريقٍ مُبْهَمٍ و بلا معالمَ و الحياةُ كشارعٍ متقطعٍ و روايةٍ لمؤلفٍ
لم يستطعْ إكمالَها و نهايةٍ مقبولةٍ للبعضِ يا وجعَ التعلقِ بالخيالاتِ
الجميلةِ و الخياراتِ القليلةِ كلما حاولتُ سحبَ العُمْرِ من جفنِ النهارِ
أصيرُ متَّهماً بنزعاتِ التمردِ و الخروجِ على القوانينِ البسيطةِ مرَّةً
حاولتُ ثم فشلتُ في تبريرِ هذا القولِ يأبى الآخرونَ الاعترافَ بأنهم
سجناءُ جدرانِ المخاوفِ و الهزيمةِ في مرايا غير واضحةٍ و صادقةٍ.
الاحد ٢/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق