السبت، 1 فبراير 2014

مجهول الهوية



مجهولُ الهوية


ثِقْ بي أخي فالنَّاسُ نوعًٌ واحدٌ و وصَلْتُ آخرَ ما وصلتُ

إلى الطريقِ الدائريِّ و لم أجدْ بُدَّاً من التلويحِ للسيارةِ الصفراءِ

كان الجوُّ يحملُ دعوةً للاختفاءِ عن العيونِ و هكذا أقفلتُ محمولي

الصغيرَ و جُبْتُ أطرافَ المدينةِ باحثاً عن مهربٍ يُجْدي و مقهىً غير

مألوفٍ لأضمنَ أنني وحدي و مجهول الهويةِ فالتحركُ بين ناسٍ

يعرفونكَ مُرْبكٌ حدَّ التخلي عن ارادتِكَ التي وهبتْكَ وجهَكَ مُمْتعٌ 

هذا المكانُ بلا قيودٍ ثم تتركُهُ وراءَكَ حيث يمحوكَ الدخانُ من الهواءِ

و كم أفضلُ أنْ أسيرَ بلا اتجاهٍ واضحٍ فلطالما صادفتُ أغربَ ما عَرَفْتُ

على طريقٍ مُبْهَمٍ و بلا معالمَ و الحياةُ كشارعٍ متقطعٍ و روايةٍ لمؤلفٍ

لم يستطعْ إكمالَها و نهايةٍ مقبولةٍ للبعضِ يا وجعَ التعلقِ بالخيالاتِ

الجميلةِ و الخياراتِ القليلةِ كلما حاولتُ سحبَ العُمْرِ من جفنِ النهارِ

أصيرُ متَّهماً بنزعاتِ التمردِ و الخروجِ على القوانينِ البسيطةِ مرَّةً

حاولتُ ثم فشلتُ في تبريرِ هذا القولِ يأبى الآخرونَ الاعترافَ بأنهم

سجناءُ جدرانِ المخاوفِ و الهزيمةِ في مرايا غير واضحةٍ و صادقةٍ.

الاحد ٢/٢/٢٠١٤ 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...