ما بين غزةَ و الرصيف
غيري أحبَّ اللوزَ و استكْفى بلونِ الأسكدنيا في شتاءٍ
كُنتُ أكْبُرُهُ بغيماتٍ و أوراقٍ من الليمونِ كُنتُ أحبُّ صوتِيَ
و السماءُ تُطلُّ من فوقِ البيوتِ قريبةً و عَرَفْتُ أني أصْغُرُ الريحَ
السريعةَ بالبنفسجِ تحتَ سورٍ غارقٍ في النومِ قُلْ لي كيفَ كانتْ
غزَّةُ الموتى و نحنُ على شواطئها النقيةِ يومَ كانَ العاشقونَ يرَوْنَ
في أسماءِ هذا الوردِ أجملَ ما يكونُ على شفاهِ العاشقاتِ و حاملاتِ
الطيرِ و الزهراتِ يا بلدَ المسافاتِ المضيئةِ في عيونِ الصابرينَ على عذابِ
الانتظارِ لعودةٍ قد لا تعودُ و لا مكانَ كرملِها وقتَ الصباحِ و عِندَ تلاتِ
الهواءِ أحبُّ غزةَ دون عِلْمِ البرقِ في تشرينَ دون الاعترافِ بما تسبَّبَ
في جفافِ التينِ و العنبِ الشهيِّ و لا يزالُ على شفيرِ الموجِ لونُ الطينِ
غزَّةُ أوهمَتني مرةً برقيقِ هذا الليلِ و استأمَنْتُها قبلاً على قلبي و عمدا
أسقطَتْهُ على رصيفٍ واسعٍ تكسوهُ زخاتُ الغروبِ و أشتهي أنْ أغمضَ
العينينِ يوماً دونما قلقٍ على نفسي و هذا الظلِّ و استأمَنْتُها أيضاً على
أسماءِ مَنْ أحببْتُ ثمَّ فقدتُّهم و بقيتُ وحدي بينَ ذاكرةٍ و ألبومٍ من الماضي.
الاربعاء ١٩/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق