بلادُ الحربِ و النفط
ماذا تغيرَ بعد تلكَ الحربِ؟ يبدو النَّاسُ أسوأَ بعد أنْ خسروا الكثيرَ
و صدَّقوا أنَّ الحكومةَ سوفَ تفرزُ من أراضيها قبوراً للذينَ استُشْهِدوا
طوعاً و غَصْباً لا تغيُّرَ في مواعيدِ التفاؤلِ و الخسائرُ غالباً مرهونةٌ بنتائجِ
الحربِ التي لا تدَّعي أنَّ الحريقَ سينتهي من دون أن تتدخلَ الدولُ القريبةُ
من حدودِ الاشتباكاتِ التي رُصِدَتْ لها نِصْفُ الموازنةِ التي اقْتُطِعَتْ من
الأرباحِ و القتلى دعاياتٌ و أخبارٌ و تفسيرٌ لِجدوى الاعتمادِ على التغيرِ
في موازينِ الغنى و الفقرِ و الدنيا انتهازاتٌ و تقسيمٌ لثرواتِ الشعوبِ
و لا تغيرَ في مسارِ الزاحفينَ إلى خطوطِ النَّفطِ و الغازِ الموزَّعِ كالشرايينِ
الطويلةِ في بطونِ الأَرْضِ يا وطنَ الهزائمِ و الخياناتِ الثقيلةِ لا تدَعنا هكذا
نحتالُ كي نحيا و نَشقى كي نعيشَ و يحكمُ الحمقى لنهربَ خارجَ السورِ
المحيطِ بكرمةٍ في هالةِ الشمسِ البعيدةِ كُنتُ أُسْأَلُ عن بلادٍ غير آمنةٍ و أعرفُ
أنها موجودةٌ في ذكرياتِ الحالمينَ و حيرةِ النَّاسينَ ألونَ الطريقِ و كيفَ كانَ
الأهلُ يقتسمونَ خبزَ الصيفِ و الكلأَ الوفيرَ و دِفْءَ جلساتِ الشتاءِ و بعدَ
هذا كلهِ سأظلُّ أحلمُ بالبعيدِ من الصباحِ و بالقريبِ من المساءِ و غيمةٍ للصيفْ.
الاحد ١٦/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق