بوصلةٌ لدروبٍ تائهة
تتغيرُ الدنيا سريعاً و الأماكنُ لا يغيرُها الرحيلُ
و بعد عامٍ واحدٍ تتراجعُ النيَّاتُ محرِقةً بقايا رغبةٍ
في البَوْحِ عمَّا في خبايا النَّفْسِ هذا شارعٌ و هناكَ
لافتةٌ و خلفَ البيتِ بيتٌ آخرٌ و البحرُ كان على يساري
اليومَ مُتَّهماً بلونٍ غامقٍ و أرى بعيداً غيمةً ليستْ كما كانتْ
على الطرفِ القريبِ من المدينةِ في شتاءٍ طارىءٍ و الموجُ لم
يعرفْ متى يستقبلُ الرملَ المغلفَ بالسخونةِ تحت شمسٍ لا
تحبُّ المُتْعَبينَ و باغتتني الريحُ مراتٍ و ألقتْ بي على عتباتِ
تلكَ الانهياراتِ السريعةِ في مفاهيمِ الحياةِ و كيفَ أقطعُ كلَّ
هذا الدربِ وحدي فاتحاً عَيْنَيَّ أوسعَ كي أرى ضوءَ الفَنَارِ
و قارباً من نجمَتينِ و غالباً أحتاجُ بوصلةً معلقةً على عنقِ
الإوَزَّةِ كي يصيرْ الدربُ أوضحَ و الحياةُ الآنَ تمشي في
جهاتٍ شبه قاسيةٍ تحاصرُنا على طولِ المسافةِ ربما في
آخرِ الدربِ الطويلِ مفاجآتٌ غير مربِكةٍ و ضوءٌ هادىءٌ.
الخميس ١٣/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق