بعد عودتِها بيوم
عادتْ أخيراً غير آسِفَةٍ و عادتْ بعدما ضمِنتْ
خلوَّ البيتِ من أشيائهِ عادتْ لتفتحَ للهواءِ نوافذَ الفرحِ
الأخيرةَ لم يكنْ مُتَفَهِّماً لحوارِها بالأمسِ و استَقْوى عليها
بادعاءاتٍ ملفقةٍ و صوتٍ عالقٍ في أُذْنِها كانتْ تلاطفُهُ و لم
يدركْ حقيقةَ أنها أنثى و عادتْ و هي تعرفُ أنَّ آخرَ عهدِها
برجولةٍ عرجاءَ كانَ اليوم و هي الآنَ تمسحُ دمعةً محقونةً
بالارتياحِ و لا يزالُ يظنُّ أنَّ دموعَها تحتاجُهُ كَتِفاً ليحملَ
همَّها و غرورهُ يمتدُّ حتى أنَّهُ ما عاد يعرفُ قَدْرَها عادتْ
ليعرفَ أنَّ يوماً من كرامتِها يساوي عمرَهُ و حياتُها في
الضوءِ لا تحتاجُهُ عادتْ لتغسلَ عن ملامِحِها بقايا وجههِ
و بقيةَ الأنفاسِ من جنباتِ بيتٍ كان يشهدُ حالةَ القلقِ
المريعةِ لم يكن هذا الفراغُ سوى المسافة بين نظراتِ
اتهاماتٍ و نظراتِ اعترافاتٍ و يبدو الصمتُ أقوى مرَّتينِ
من الكلامِ بدونِ فائدةٍ و عادتْ كي تنامَ كما تحبُّ و ما تريدْ.
الجمعة ٢١/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق