متاهاتُ المدينة
حاولتُ مراتٍ و لم أفشلْ كثيراً ربما لمحاولاتٍ شبه هادئةٍ
و أبدو الآن أكثر عرضةً لتغيراتٍ في المزاجِ بفعلِ ما أحياهُ
من قلقٍ على وضعِ المدينةِ و هي تمضي في متاهاتِ التخلصِ
من بداياتِ الترهُّلِ في شوارعِها التي امتلأتْ وجوهاً لا تراعي
الاختلافاتِ التي التصقتْ على قسماتِها حاولتُ تفسيرَ الهروبِ
بدونِ تفكيرٍ و كُنتُ أنا الوحيد على الرصيفِ تمرُّ بي كلُّ الوجوهِ
و لا أميزُ أين يُمْكِنُ أن أكونَ لو اتخذتُ مواقفاً مفتوحةً للاحتمالاتِ
الكثيرةِ لا أفضِّلُ أنْ أبدِّدَ ما لديَّ من احتمالٍ في التسكُّعِ حاملاً
ضجَرَ الهواءِ لربما كوبٌ من الشايِ المُعَدِّ بصورةٍ عاديةٍ يكفي لأهربَ
من متاهاتِ المدينةِ هذهِ الأوقاتُ أعرفُها و عشناها كثيراً قبل هذا
في انتفاضاتِ المخيمِ و الشوارعِ و انتهتْ بشوارعٍ مبتورةٍ لا شيءَ
يحملُ ما نريدُ و ما أريدُ يصيبُني بالإستياءِ و يكفي ما أرَدْتُ و لم
يُحَقَّقْ يوم كُنتُ كواحدٍ من أهلِ هذا الحيِّ أما الآن فالأحلامُ لا تكفي
و يكفي أنْ أرى البحرَ البعيدَ كوردةٍ زرقاءَ تحتَ الغيمِ وقتَ الظُّهْرْ.
الأثنين ٢٤/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق