جدائل الورد و زهرُ المساء
أنا وحدي و وحدي منذُ أنْ صار الفراغُ يدُعُّني لمغامراتٍ
في الخيالِ و يُطبقُ الدنيا عليَّ كأنني عصفورةٌ حاطتْ بها
جُنْحُ الصقورِ و حينَ أسمعُها يعودُ القلبُ شيئاً للوراءِ و أفتحُ
الأوراقَ ثانيةً لأقرأَ كيف أصبحتِ النهاياتُ القديمةُ غربةً تمتدُّ
في عيْنَيَّ نظراتٍ تقولُ و لا تقولُ مَنِ الذي فتحَ النوافذَ للحريقِ
و حُرْقةٌ في القلبِ لا زالتْ تُذَكِّرُني بعينيها و في تشرينَ كنَّا هادِئَيْنِ
و دافئَيْنِ بلا شروطٍ و اقْتَسَمْتُ على يديكِ نعومةَ الفلِّ النَّدِيِّ و بعدَ
عامٍ في الهواءِ كتبتُ عنْكِ و لمْ أجِدْكِ و طارَتِ الكلماتُ أغنيةً و أسئلةً
و أنتِ الآن أبعدُ مرَّتينِ و لستُ مختلفاً على السببِ الذي قطعَ المسافةَ
شارعينِ تباعدتْ مِنَّا الخطى و وجدتُ نفسي عالقا في الانتظارِ و لمْ
يَحِنْ وقتُ اللقاءِ كما أرى و تَرَيْنَ كيفَ الشمسُ تسرعُ تأخذُ الساعاتِ
ممسكةً بأطرافِ الغيومِ و في جدائلِكِ الطويلةِ يعلقُ الزهرُ الذي جعلَ
المكانَ حكايةً بيضاء لا الاشياءُ و اضحةٌ و لا قلبي القديمُ مغامرٌ
و لسوفَ أبقى هكذا وحدي بعيداً في ضبابِ العُمْرِ أكبُرُ صامتاً.
السبت ٨/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق