عائدان إلى نوافذ مقفلة
شعر: علاء نعيم الغول
لا تحفُري في الجذْعِ شيئاً آخراً هو إسمُكِ المنذورُ للغاباتِ
تعرفهُ التعاويذُ القديمةُ و التي كُتِبَتْ على ورقِ الخرافةِ و التصاويرِ
التي لا تعرفُ العشاقَ من أسمائِهمْ و أراكِ تلتقطينَ عن ورقِ القرَنفلِ
لمسةَ الماءِ الغريبةَ و هي تسري في نعومةِ إصْبَعَيْكِ كرعشةٍ مْبْتَلَّةٍ بالبرْدِ
لا تقفي بعيداً و اقبلي صوتاً ينادي من وراءِ البيتِ يسحبُ منكِ قلبَكِ
نحوَ ورداتٍ ملونةٍ على وجهِ البحيرةِ يعتلي سقفَ المكانِ و ينثرُ السِّحْرَ
الذي في الليلِ فوقَ فراشِكِ الرَّعويِّ فوقَ قلادةٍ في جيدِكِ الملفوفِ بالضَّوْءِ
المُصفَّى منْ خيوطِ الطَّوْسِ أنتِ كما أراكِ هناكَ بينَ بنايةٍ و ضجيجِ أرصفةِ
المشاةِ تفتشينَ عن الطريقِ إلى رصيفٍ آخرٍ و أنا هنا يشتدُّ بي قلَقي على
معنى المسافةِ بيننا و هناكَ مقهىً عند منعطفٍ سنحفرُ في ضبابِ رواقِهِ
مَمْشىً لنا و حروفَ أغنيةٍ تردُّدنا على وقعِ الشتاءِ و صوتِ حباتِ الندى
فوقَ النوافذِ فاغمريني الآن بالوهجِ المسافرِ بينَ صوتَيْنا و لا تضعي
لهمستِكِ الخفيةِ أيَّ حدٍّ كي تعيدَ لي الخرافةَ صورتينِ لنا على بابِ
المدينةِ عائدَيْنِ معاً كما قد قيلَ في تعويذةٍ أخرى و ضوءِ نوافذٍ مقفولةٍ.
----
الطَّوْس: القمر
الثلاثاء ١٥/٧/٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق