مسافرٌ بلا وجه
شعر: علاء نعيم الغول
ألقَيْتُ ذاكرتي على ظلِّي الثقيلِ و قلتُ أنجو منهما شيئاً و أهربُ
أيها الورقُ المليءُ بخربشاتٍ كنتُ أعرفُ أنها قلقي القديم و دعْكَ
مني الآنَ لا أحتاجُ غيرَ هوائِها و الصوتِ منها حينَ تهمسُ لي
تعالَ و لا تُكَلِّفْ وجهَكَ النظرَ الطويلَ إلى مرايا أنْكَرَتْكَ تعالَ لي
لأُريكَ وجهَكَ يومَ كانَ مهيَّئاً للحبِّ و انظرْ في عيوني مرةً أخرى
لتعرفَ وجهَكَ العاري أمامي مثلَ قشرِ البرتقالةِ و اقتربْ مني أنا
الآتي و ما تحتاجُ بعدَ هروبِكَ المشهودِ من جُرْمِ انتظارِكَ للفراغِ أنا
النهايةُ حين تُلْقي رأسَكَ المُلْقَى من الماضي على كَتِفي و جئتَ بدونِ
أسئلةٍ لِمَ الدنيا تعيدُ الوردَ فيكَ هنا تعالَ و لا تَقُلْ شيئاً سأحملُ عنكَ
طيفاً بينَ جَفْنَيْكَ استردَّ الروحَ من جَفْنَيَّ فانظُرْ كيفَ صرتُ أراكَ في
عيْنَيَّ أجملَ و انتَبِهْ ليدَيْكَ و اتْرُكْ فيهما دفءَ اللقاءِ أمامَ هذا البابِ
أنتَ أتيتَ لي و اخْتَرْتَني لأكونَ أغنيةً على شَفَتَيْكَ تحملها إلى حيث
الوسادةِ مُفْرَغَاً مما يُعِيقُ القلبَ فيكَ من التعلقِ بي لتحيا مُتْرَفاً يومينِ
من دونِ اتهاماتٍ و أجوبةٍ تعيدُكَ للمحطاتِ القديمةِ مُنْهَكاً من غيرِ وَجْهْ.
الخميس ١٠/٧/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق