عزفٌ على قيثارةٍ متكسِّرة
شعر: علاء نعيم الغول
دعْني قليلاً و انْسَ أني الآنَ من بلدٍ يراها البحرُ عاريةً
أمامَ النارِ تحترقُ الشوارعُ تحت أصواتِ البنادقِ وحدَها بينَ
الدخانِ و بينَ أسماءِ الضحايا و انْسَ أنِّي تختبي فيَّ الحياةُ معَ
ابتسامتِها التي بُلِيَتْ بمثليَ لا أبادِلُها سوى قلَقٍ على ما ليس
نملكُهُ و ندفعُهُ بعيداً أنتِ لي عصفورةٌ مرَّتْ و ألقَتْ قلبها في وردةٍ
أشتَمُّها وقتَ الصباحِ و حينَ يحتضنُ المساءُ وسائدَ السَّهَرِ الصغيرةِ
أختبي معها بعيداً في هدوءٍ لا أرى فيهِ السماءَ كما أراها الآنَ ساخنةً
أريني أوَّلَ الغاباتِ قبلَ الليلِ لا تضعي على قلبي يداً من غيرِ عطرِكِ
و اكتبي فوقَ القرنفلةِ الوحيدةِ أننا نحتاجُ من عُمْرِ النوارسِ ريشَتَيْنِ
و شاطئاً نمتدُّ فيهِ إلى النهايةِ تارِكَيْنِ وراءنا مدنَ الخرابِ و إنْ تعذَّرَتِ
الطريقُ سنكتفي بالصيفِ كي يمتصَّنا لونَيْنِ في زغَبِ الطيورِ و في
شفاهِ البيلسانةِ قدْ بُلِيتِ بعابرٍ جاءتْ بهِ قيثارةٌ مكسورةٌ فلتعزفيني
مرةً شجَناً و أخرى موجةً هدأتْ على رملٍ بلا صدَفٍ و عودي بي
إلى ما شِئْتِ من أحواضِ فُلٍّ عندَ بابِكِ و اسأليني عندها لِمَ أنتِ لي.
الأحد ١٣/٧/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق