عتمةٌ تكسرُها الفراشة
شعر: علاء نعيم الغول
ماذا و قدْ ترَكَ النهارُ الليلَ لي و أنا هنا مُتَكَوِّرٌ في عتمةٍ
لم تُعْطِني سبباً فأرضى باختفائي مستكيناً هكذا بينَ الأثاثِ بدونِ
ضَوْءٍ يقرأُ الأفكارَ في وجهي المُقَطَّعِ بينَ نفسي و المكانِ و رغبتي في
الإندثارِ أمامَ أخيلةٍ على جدرانِ غرفتيَ الصغيرةِ و التي اعتادتْ عليَّ
ممدَّداً كالمَيْتِ أينَ الآنَ أنتِ و بِتُّ أسألُ عنكِ مفتقداً هواءَكِ و انتشالَكِ
لي غريقاً في مضيقٍ آخرٍ بيني و بينَكِ تائهاً خلفَ التلالِ و في رمالٍ
لا ترى ظلاً لطيرٍ أخرجيني من متاهاتٍ تطاردُني وحوشٌ في خرافاتٍ
مدونةٍ على عظمِ النساءِ البالياتِ على طريقِ البحرِ أسمعُ من بعيدٍ خفقَ
أجنحةِ الغُدافِ و صيحةً في جوفِ سردابٍ قديمٍ هلْ تراني خائفاً أم أنَّ
صوتَ العتمةِ المجروحَ يجعلني أسيرَ توقعاتٍ غير مُرْضِيَةٍ و وجهُكِ ضوءُ
نافذةٍ على كتفِ الصباحِ و لونُ نرجسةٍ على شَفَةِ الغديرِ على طريقِ
فراشةٍ حمراءَ تنسى كل يومٍ لونَها و تعودُ من شَفَتَيْكِ تأخذُهُ و تذهبُ خلفَ
رائحةِ الندى و أنا أرى عبثَ الطيورِ على فروعِ التينِ و الدُّفْلَى و قد صارَ
المكانُ متاهةً أخرى من الفرحِ العتيقِ على حدودِ الإبتسامةِ منكِ يا وردةْ.
الأثنين ١٤/٧/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق