الجمعة، 31 يناير 2014

مواقف شبه مثالية



مواقف شِبه مثالية


لملمتُ أمتعتي و قلتُ غداً سأرحلُ و اتصلتُ بسائقِ التاكسي

و حينَ وصلتُ بعدَ العصرِ كان الفندقُ النائي يعجُّ بصورةٍ مألوفةٍ

و أخذتُ حماماً سريعاً و ارتديتُ البدلةَ السوداءَ منتظراً و بعد دقائقٍ

بدأتْ مراسيمُ الزفافِ و لم أجدْ وقتاً لألقي كلْمةً لأودعَ الزملاءَ كانتْ

رحلةً من غير ترتيبٍ و أضواءُ الطريقِ تزيدُني عبئاً فقد جامَلْتُها دون

انتظارِ تحيةٍ منها و هذا زوجُها متورطٌ في صفقةٍ مشبوهةٍ حذَّرْتُها

لكنْ هناكَ مصادفاتٌ لا تتيحُ لكَ اتخاذَ مواقفٍ في صالحِ الناسِ

الذين تحبُّهم و عليكَ منحُ الآخرينَ حياتَهم من غيرِ نُصْحٍ زائدٍ 

 و انا هنا متشددٌ مع ما لديَّ من الدوافعِ لابتزازِ الوقتِ دونَ

الآخرينَ و لا أحبُّ الاعتمادَ على مقالاتِ الجرائدِ لاتخاذِ

مواقفٍ تكفي لينبذَني الرفاقُ بسرعةٍ فلطالما أودى التعصبُ

بالكثيرِ من الهدوءِ و تنتهي كلُّ المواقفِ بالتراجعِ للوراءِ و بعدما 

أيقنتُ أني أستطيعُ العيشَ وحدي لم أفكرْ في اعتناقِ مبادئٍ

مغلوطةٍ و سأقفلُ البابَ الصغيرَ و أشربُ الشايَ المُحَلَّى في المساءْ.

السبت ١/٢/٢٠١٤  

الخميس، 30 يناير 2014

على هامش الحب و المعجزات



على هامشِ الحبِّ و المعجزات


يُعابُ عليَّ أنِّي مُفْرِطًٌ في سرْدِ ذاكرةٍ مجزَّأةٍ و أبقى

في مواجهةٍ مع الآتي و فتحِ النارِ نحو الميِّتينَ و لا أزالُ

أحبُّ ما لا ينبغي توضيحُهُ عَلَناً كما لا أدعي أني فريدٌ في 

التخلصِ مِنْ هواءِ الغرفةِ المكتومِ شيءٌ خانقٌ بين السطورِ

فلا الحروفُ كبيرةٌ شيئاً و لا أسماءُ طرقاتِ المدينةِ غيَّرَتْ فينا

السلوكَ و حين أرجعُ في المساءِ أضيءُ شمعاً ليسَ حبَّاً في

افتعالِ طقوسِ أجواءِ الكتابةِ و التأملِ بل لأني مثل باقي الحيِّ 

مضطرٌّ لتجريبِ البدائل بعد قطعِ الكهرباءِ و مرةً حدثتُ نفسي

في ارتكابِ حماقةٍ محسوبةٍ في فَتْلِ موجِ البحرِ في إبَرِ الخياطةِ

و انتزاعِ بياضِ هذا الغيمِ من فَحمِ المناجمِ و اقتسامِ الماء في حَلْقِ

القطاةِ غريبةٌ هذي الحياةُ و لا مفرَّ من التأفُّفِ طالما لا شيءَ يجدي

بعد هذا الانتظارِ على الرصيفِ و لم تصلْ بَعْدُ المحطةُ أيُّ معجزةٍ

ستجعلُ منكِ غزة ما تأمَّلنا و ماتَ الطيبونَ و أنتِ تبتعدينَ عنَّا خلفَ

أوهامِ البطولاتِ القديمةِ و الخساراتِ التي جرفَتْ بقيَّةَ حُلْمِنا و الضَّوْءْ.

الجمعة ٣١/١/٢٠١٤ 

الأربعاء، 29 يناير 2014

قلبٌ من الورقِ المقوَّى




قلبٌ من الورقِ المُقَوَّى


قلبٌ من الورقِ المُقَوَّى قلبُها و عليه كم كَتبَ الفراغُ  متى يجفُّ

من المشاعرِ إنْ تبلَّلَ فجأةً من غيرِ تهيأةٍ تجعَّدَ هكذا بين المواسمِ

و السطورُ على جوانبِهِ تداخلَ بعضُها حتى استحالَ الآنَ معرفةُ الذي

تبغيهِ من حبٍّ كأغلفةِ المجلاتِ الرخيصةِ و الجرائدِ وجهُها أضحى كأضلعِ

ماسَةٍ  صينيةِ الصُّنْعِ استطاعتْ عكسَ ألوانِ ابتسامتِها بشكلٍ زائفٍ و تجيدُ

توسيعَ الحوارِ على طريقةِ أهلِ إسْبَرْطا القُدامى و النتيجةُ دائماً لا تنتهي

بتفاهماتٍ حولَ جدوى الحبِّ في زمن الحساباتِ الدقيقةِ و الضغوطاتِ

التي تحتاجُ تفسيرا لأبسطِ معطياتِ علاقةٍ عاديةٍ تبَّاً لقلبٍ مثلَ بندولٍ

من النوعِ الثمينِ يجيءُ ثم يروحُ مفتوناً بلمعَتِهِ على خَشَبِ الماهوجاني

و النهايةُ دقَّةٌ أو دقتانِ و يفلتُ الزمنُ القصيرُ من العقاربِ هارباً 

قلبٌ كما ورقِ الرسائلِ باهتٌ و معلَّقٌ في مِقْبَضِ البابِ الأخيرِ

إلى مكانِ الفَصْلِ في حُبٍّ سيفلتُ حبْلُ مِقْصلةِ الفراغِ عَلَيْهِ 

أسرعَ مرتينِ من التَّأملِ في بقايا قُبْلةٍ مبتورةٍ خوفاً مِنَ الضوءِ

المفاجىءِ و الهواجسِ حولَ ما يعنيه طعمُ الكَرْزِ في الشَّفَتَيْنْ.

الخميس ٣٠/١/٢٠١٤   

الثلاثاء، 28 يناير 2014

حبٌّ في زمن الحروب



حبٌّ في زمن الحروب


ماذا تريدُ الآنَ قد خسرَ الجنودُ الحربَ و ارتكبَ العدوُّ

حماقةً أخرى  فأحرقَ مُتحفَ الآثارِ و اقتحمَ المسارحَ  و البيوتَ

و بعدَ أيامِ الحصارِ تناقلتْ صحفُ المدينةِ أسوأَ الأنباءِ عن جثثٍ

على الخطِّ المحاذي للقرى تحتَ الركامِ و لم تغيرْ ساحةُ الحربِ الحياةَ

بل استمرتْ مثلما كانتْ و قالتْ لي أنا لا أُحْسِنُ التعبيرَ عن حُبي و أفشلُ

في انتقاءِ عبارتينِِ على هواها دائماً فيما يخصُّ القلبَ تختلطُ الرواياتُ التي

عَلِقَتْ على طرفِ اللسانِ و لم تصلْ حتما  لأعماقِ الحواراتِ السريعةِ أيها

الوقتُ البطيءُ لمَ اشْتَرَطْتَ عليَّ أنْ نبقى معاً رغم الخلافِ على مفاهيمِ

النهارِ و مغرياتِ الليلِ أنتَ كما أراكَ على ملامحكَ القديمةِ بيدَ أني دائم

الترحالِ في وهجِ المرايا باحثاً عن وجهيَ الأزليِّ بين جلودِ أقنعةٍ علاها

لونُ هذي الشمسِ و البحرِ البعيدِ و موجةٍ هدأتْ على كتفِ الرمالِ

أنا الذي لم يعترفْ بهشاشةِ الثلجِ الذي غطى الهواءَ و أخمدَ 

النَّارَ المريعةَ في ضلوعِ الفلِّ يحملني إليكِ الشارعُ الورديُّ

و الصوتُ البريءُ من التكلُّفِ و ادعاءِ الحبِّ في زمنِ الحروبْ.

الاربعاء ٢٩/١/٢٠١٤   

الاثنين، 27 يناير 2014

وردة سامة



وردةٌ سامة


شيءٌ أغامرُ فيه يدفعني لفتحِ البابِ أقوى دونما قلقٍ و أخرجُ

حيثُ لا أدري و لا أحتاجُ أنْ أدري سأعرفُ حينَ تنقطعُ الطريقُ

و أفقدُ الوقتَ الذي عبأتُهُ في الشمسِ حاولتُ الكثيرَ و لا أزالُ أرى

المدى متساهلاً كغوايةٍ و يشدني لدوائرِ النسيانِ حتى لا أفكِّر في

الرجوعِ إلى الوراءِ و أترك الخطواتِ تسبقني إلى نبعِ الحقيقةِ أيها

المَلَلُ المريحُ كوردةٍ مسمومةٍ لِمَ لا تغادرُ آخذاً ألمَ الرتابةِ في ركابِكَ

و ابتعدْ في الريحِ سوفَ نعودُ أفضلَ حين نهربُ في الهواءِ بلا حروفٍ

تُفسِدُ اللغةَ القديمةَ في سطورِ العِشْقِ سوفَ نسابقُ الرملَ الكثيرَ على

جفونِ مسافةٍ مفتوحةٍ للبحرِ كُنْتُ أحبها و معي لها حُلُمُ الشتاءِ و غيمةٍ

في ظلِّها حفرَ الندى قُبَلَ البنفسجِ أيها الوقتُ البطيءُ عليكَ تفسيرُ المزيدِ

من الردودِ اليومَ ما عادَ السؤالُ كما عَهِدْتُ و لا يجوزُ الآنَ تبرئةُ الرتابةِ مِنْ

إساءتِها أنا لا أشتهي غير الخروجِ من الزجاجةِ و اقتسامِ الضوءِ مع سِرْبِ

الفَراشِ على حدودِ اللوزِ كُنتُ أحبُّها و نسيتُ أني لا أقيمُ إلى النهايةِ دونما

سفرٍ و أحملُ ما أحبُّ من الحياةِ معي و أتركُ للطريقِ الظلَّ مِنِّي بارداً دوماً.

الاثنين ٢٧/١/٢٠١٤

فوضى على حافة القلب




فوضى على حافة القلب


فوضى و لا تبريرَ يُمْكِنُ أنْ يريحَ القلبَ مِنْ فوضاهُ

يا قلبَ التواطؤِ و الهروبِ منَ الفضائحِ بعدَما ورَّطْتَني

فيما ترى و تركتني نهبَ الترددِ و المخاوفِ و التساؤلِ عنْ

مصيرِ الإعترافاتِ الأخيرةِ كيفَ مرَّرْتَ الكلامَ عليَّ و استَعْمَلْتَ

بَوْحاً زائفاً و فتحتَ أبوابَ التنازلِ فجأةً و بدونِ توطئةٍ تخففُ حدَّةَ

النَّصْلِ الذي قطعَ الوريدَ و سالَ منهُ كلامُنا كالنارِ يا قلبَ التشردِ

في رسائلَ أشبعَتْكَ تفاؤلاً و نسَجْتَ من ألوانِها وجعَاً تخلَّلَ مُقْلَتَيَّ

و لمْ تحاولْ مرةً فهمَ الحقيقةِ حولَ أوَّلِ قُبْلةٍ في الحبِّ و استَعْذَبْتَها

و نسيتَ آخرَ ما يُقالُ منَ الوداعِ لتنتهي قصصُ المساءِ بقبْلةٍ أخرى

و فيما أنتَ تبتلعُ الإهاناتِ المريرةَ يختفي حبرُ الرسائلِ في شحوبِ

الليلِ يا قلبَ الخساراتِ الأكيدةِ بعدَ وقتٍ قد تجاوزَ عُمْرَ ورداتٍ

تُبَللها الشفاهُ بعطرِها و نسيتَ كيفَ نجَوْتَ مِنْ وَعْدٍ تمكَّنَ مِنْ

بقايا الروحِ فيكَ و عُدتَ توهمُني بأنكَ لن تعودَ لما اقتَرَفْتَ

و سوفَ تبدأُ مرةً أخرى و لكنْ بعدما تحطاطُ منها نادما.

الثلاثاء ٢٨/١/٢٠١٤

السبت، 25 يناير 2014

ما كتبتُ على حجر عابر



ما كتبتُ على حجرٍ عابرٍ


لم أستفدْ مما فعلتُ و كُنتُ عند النهرِ في غورلي

وحيداً أشبه الأوراقَ و هي على الطريقِ و كُنتُ مختلفاً

كألوانِ الحجارةِ و هي باردةٌ كأفكارِ الغريبِ و بين نفسي

و المكانِ تفاهماتٌ حولَ مَنْ يبقى و مَنْ سيروحُ ثمَّ كتبتُ عنْ

وجهي متى سيصيرُ أقدرَ مرتينِ على التشكُّلِ و التغيرِ حينَ

تخنقني المواسمُ في شرانقِها التي اتسعتْ لهذا الغيمِ ثمَّ

كتبتُ أني لا أطيقُ الانتظارَ على حدودِ الذكرياتِ و قد تلاشى

الضَّوْءُ خلفي هارباً لا أنتمي للخائفينَ من التحررِ من شباكِ

الوهمِ نحنُ ضحيةُ التأجيلِ في أوقاتِ عودتِنا و أكوامِ المواعيدِ

التي لم تُعْطِنا سبباً لهذا الاعتقادِ بأنَّ رائحةَ القرَنفلِ لن تظلَّ

كما ترددَ في رسائلَ ذابَ فيها القلبُ مراتٍ و حينَ كتبتُ أكثرَ

عن مكانِ العاشقينَ أصابني هذا الدُّوارُ و لم أعُدْ متذكِّراً هلْ كُنتُ

أحلمُ أَمْ تداخلتِ الأماكنُ و اختفتْ مني الطريقُ و تُهْتُ في نفسي

و صرتُ كما ترى ممَّنْ يسافرُ عائداً و يعودُ دوماً ذاهبا و مودعاً.

الاحد ٢٦/١/٢٠١٤

غورلي: شارع في مدينة بلومينجتون بولاية إنديانا متفرع من شارع نورثْ كنزر بايك


الجمعة، 24 يناير 2014

شيءٌ من بعيد



شيءٌ من بعيدْ


أنسى كثيراً ثمَّ أعرفُ أنَّ ما أنساهُ ليس هو المرادُ

و أعبرُ الحيَّ المقابلَ للمحطةِ حيثُ تسكنُ إيزميرالدا ربةُ

البيتِ المطلِّ على نُهَيْرٍ لستُ أعرفُ أينَ يجري كُنتُ أتبعُهُ

بعيداً ثم أرجعُ مُتْعَباً من غير فائدةٍ و ألقي من يدي حجراً

كتبتُ عَلَيْهِ شيئاً عابراً إذ كان لي معها الكثيرُ من الكلامِ

عن التغربِ في بلادِ الشمسِ كنا نشربُ المُوكا معاً و تقولُ

لي أنَّ الحياةَ تغيرتْ و عليَّ فهمُ توقعاتِ الطقسِ يا جيتارَ

باكو لحنُكَ الصيفيُّ مبتورٌ كأوردةِ المدينةِ و هي تنزفُ مِنْ

قلوبِ صغارِها و الوقتِ دعنا نحتسي الكوبَيْنِ دون توترٍ فِ

القلبَ ما يحتاجهُ من عزفِكَ الموصولِ بالبحرِ البعيدِ و دعْ

خيوطَ الوهمِ تنسُجُنا شخوصاً آخرينَ لكي نصدقَ أننا

غرباءُ تجمعُنا المسافةُ مرةً و تردُّنا للخوفِ مراتٍ و علِّقْ

صورتي في مدخلِ الريحِ المليئةِ رغوةً من موجةٍ نزعتْ

ثيابَ الصيفِ عن كتفِ الصباحِ و قُلْ لهم عني القليلْ.

السبت ٢٥/١/٢٠١٤

باكو: الإشارة الى عازف الجيتار الإسباني باكو دي لوثيا

فِ: فعل أمر من الفعل وفى و المضارع منه يفي


الخميس، 23 يناير 2014

موانىءُ البرد و الرماد




موانىءُ البرد و الرماد


لا تنتهي الآهاتُ حتى ننتهي و يظلُّ هذا القلبُ حتى دقةٍ

أخرى و نهربُ كي نرى الأشياءَ أوضحَ ثم نرجعُ مُتْعَبِينَ بلا

نوازعَ للتشاكُسِ مع بداياتِ الفصولِ و ما تأمَّلنا من الدنيا و لمْ

نقطفْ جنى الشجرِ الذي أسقيتُهُ من غيمةٍ أرختْ على وجهِ المكانِ

ظلالَها و تثاقلتْ عن سيرِها فتعلَّقَتْ بسطوحِنا يومٌ طويلٌ آخرٌ و معي

هنا أنتِ التي أسكَنْتُها دِفْءَ البنفسجِ و المساءِ و حينَ يحرقُني الحنينُ

أراكِ ممسِكةً بأطرافِ الهواءِ و من بعيدٍ يبدأُ المنفى و نتركُ خلفَنا وجعَ

انتظارٍ أنكَرَتْهُ محطةٌ لم تكتملْ فيها المسافةُ كلُّ هذا لم يُغَيِّرْني و سِرْتُ

إليكِ من كلِّ المداخلِ رغم أنَّ الريحَ عاتيةٌ و أمواجَ الموانىءِ غير هادئةٍ

و آمالَ الرجوعِ الى الوراءِ تقلُّ يوماً بعد يومٍ و الخروجَ إلى الصباحِ 

يظلُّ أبردَ من رسائلَ لم يُرَدُّ على أواخِرها الحزينةِ بيننا الكلماتُ 

لا تحتاجُ تأويلَ الطيورِ و لا ظنونَ الخائفينَ من الحقيقةِ و اتساعَ

الشمسِ فوقَ مدينةٍ مَنسيةٍ تحتَ الرمادِ و بردِ تشرينَ البعيدِ أنا

أخيراً عاد لي فيكِ النهارُ و أغنياتُ الصيفِ و السفرِ الذي لا ينتهي.

الجمعة ٢٤/١/٢٠١٤

الأربعاء، 22 يناير 2014

عصفورة الشمس



عصفورةُ الشمسْ


يا أيها المفقودُ مِنِّي أنتَ تعرفُها و تعرفُ كيفَ تُكْمِلُني بها

لكِ أنتِ وحدك كلُّ هذا الوقتِ و الدَّرجُ الطويلُ إلى خبايا

القلبِ حيثُ الاعترافاتُ التي أدمنتُها تنثالُ دافئةً كصوتكِ

حين كان البحرُ يُدهِشُنا برائحةِ الظهيرةِ و الطريقُ إليهِ

واسعةٌ كأجنحةِ الهواءِ و غير خائفةٍ كغصنٍ فوقه عصفورةُ

الشمسِ الجميلةُ لستُ أنسى حين كنا عائدَيْنِ إلى الحياةِ

بما استطعنا من مغامرةٍ مفاجئةٍ بعيداً عن شوارعَ أرْهَقَتْنا

دائماً بوجوهِ حراسِ الفضيلةِ مَنْ له حق التصرفِ بالحياةِ

و قتلِ أجمل ما نُحِبُّ؟ بعيدةٌ هذي البلادُ عن السماءِ و صيفُها

متوترٌ كغيومِها و لنا هنا حقُّ البقاءِ كما نشاءُ أنا و أنتِ كما

كتبنا مرةً سنظلُّ وجها يكتسي في الليلِ بالقمرِ المعلقِ في

جدائلِكِ الطويلةِ لا أنامُ كما ينامُ الآخرونَ و لا أفيقُ كما

قرأتُ عن الَّذِينَ يخبئونَ الريحَ في نياتِهمْ و تركتُ أعباءَ

الحياةِ بلا مقابلَ كي نشُدَّ البحرَ نحوَ الشمسِ يوماً آخراً.

الخميس ٢٣/١/٢٠١٤

عصفور الشمس طائر فلسطيني الموطن


  



الثلاثاء، 21 يناير 2014

حواجز آخر النفق



حواجزُ آخر النفق


كم مرةً أحبَبْتُها و مواسمُ الحبِّ الطويلةُ كلها لم تكتملْ

و كتبتُ من أسمائها جُمَلَ الوداعِ و لافتاتِ الانتظارِ و لا

أزالُ كما أنا أشتاقُ أكثرَ لا لشيءٍ بل لاني كُنتُ أُعْطي

الوردَ حُصَّتَهُ دماً مِنْ خافِقَيَّ و بين ذاكرتي و أحلامِ الشتاءِ

تنهداتٌ لا يزالُ لهيبُها يستوقفُ الانفاسَ يُشعِلُ آخرَ الورقِ

الهزيلِ و بعدما أصبحتُ أعرفُ ما أريدُ تبدلَ الحالُ المحيِّرُ

و اعتبرتُ الأمرَ منتهياً و لا جدوى من الشكوى فقد أخفيتُ

أوجاعَ التساؤلِ في أغاني الليلِ وقتَ أعودُ وحدي حاملا سهراً

 بما يكفي لفتحِ قصائدِ الماضي البعيدِ أحبها و كتبتُ هذا دون

عِلْمِ النارِ في قَرِّ الشتاءِ و مطلعِ الشمسِ النقيةِ في خريفٍ

ضاعَ في ألوانِهِ خوفُ المسافةِ و احتمالاتُ التعلقِ بالمزيدِ

من التفاؤلِ لا مجالَ لكلِّ هذا الاندفاعِ الى الامامِ و قدْ

تبيَّنَ أنَّ ما في آخرِ النفقِ الطويلِ سينتهي بحواجزٍ 

أخرى تعيقُ العمرَ ثانيةً و تفسدُ ما تُحِبُّ و تشتهيْ.

الاربعاء ٢٢/١/٢٠١٤  

الاثنين، 20 يناير 2014

عند سور و حكاية



عند سورٍ و حكاية


دَعْني قليلاً عند هذا السورِ و اترُكْني هنا للشمسِ

كي أنسى متى كنا معاً نضعُ الهواءَ على شفاهِ الظلِّ

و الرملِ المغامرِ في طريقِ البحرِ و اتركني بلا ماءٍ هنا

فالبرتقالةُ سرُّ أوَّلِنا و آخرِ مَنْ أتى بملامحِ الزيتونِ و اللوزِ

القديمِ و كُنْ صديقي صامتاً حتى يمرَّ الطيرُ عنا عائداً مِنْ

غيمةٍ بتوقعاتٍ لستُ أعرفُها سوى عند الظهيرةِ حينَ أصبحُ مُتْرَفاً

وحدي بهذا المَشهدِ المائيِّ فاكتبْ عن مكانٍ كُنتُ فِيهِ كما النوافذِ

لا أفرِّقُ بينَ ضوءٍ هاربٍ منها و ضوءٍ قادمٍ كحكايةٍ منهوكةٍ طارتْ

على جُنْحِ الخرافةِ من بلادٍ خلفَ هذا البحرِ دعني مرةً أخرى كما

قالَ البنفسجُ لي عشيةَ كُنتُ أجمعُ ما تساقطَ من جفونِ الليلِ مِنْ

ورقِ الرسائلِ كلما حاولتُ تفسيرَ المكانِ يصيبُني خوفٌ من الآتي

فما من مرَّةٍ جاء الزمانُ بما أحبُّ لذا مكانٌ ما يذكرني بما قد

عشتُهُ أحتاجُهُ دوماً و لا جدوى من القلقِ الكثيرِ فهذه المدنُ الكبيرةُ

تحتها أحلامُ مَنْ راحوا و مَنْ لا زالَ في عينيهِ حبُّ البحرِ و الدنيا.

الاربعاء ٢١/١/٢٠١٤ 

الأحد، 19 يناير 2014

تفاؤلٌ في بلد الخفافيش



تفاؤلٌ في بلدِ الخفافيش


ما ليسَ ينفعُ ليس ينفعُ و التعلقُ بالكثيرِ من التفاؤلِ

غالباً ما ينتهي بمشاكلٍ و يصيبُني قلقٌ شديدٌ حينَ

أجدُ البابَ مقفُولاً و نورُ البيتِ منطفىءٌ و صوتُ الليلِ

ينفذُ من فراغٍ في النوافذِ و الخفافيشُ الصغيرةُ أيقنتْ

أنَّ المكانَ يتيحُ للقمرِ القريبِ النومَ فوقَ سطوحِنا متهيِّئاً

لتوقعاتٍ غير مرضيةٍ و يبدو أننا سنظلُّ أطولَ مدةٍ من

غيرِ أنوارٍ فهذي بلدةٌ متروكةٌ لمصيرها و مزاجِ حاكمِها

المصابِ بشهوةِ النومِ الطويلِ على الإنارةِ لا يطيقُ سويعةً

من عتمةٍ من غير مِدفأةٍ تمكنُ زوجتيهِ من القيامِ بما يريدُ

ففي الشتاءِ البردُ أسوأ ما يكونُ على وظائفهِ العديدةِ حاكمُ

البلدِ الفتيُّ على يقينٍ أنَّهُ متميزٌ عن غيرهِ و لذا فتضحيةُ الرعيةِ

نحوهُ بحقوقها حقٌّ عليهم مَنْ يقصرُ فالعقابُ من الزبانيةِ

الشدادِ يطالُ أولَهم و آخرهم هنيئاً أيها الزمنُ الغريبُ بما تراهُ

و ما يراهُ الحاكمُ الموصولُ بالربِّ الرحيمِ و للحديثِ بقيةٌ و نهايةٌ.

الأثنين ٢٠/١/٢٠١٤

السبت، 18 يناير 2014

عالمٌ مختلفٌ جداً



عالمٌ مختلفٌ جداً


لم يغتسلْ و يُقالُ أنَّ بلادَهُ إيرانَ ينتعلُ الرمالَ و يكتسي

بالريحِ و الخِلَقِ القديمةِ يأكلُ الجِيَفَ التي جَفَّتْ على حرِّ

الطريقِ و فجأةً من دونِ انذارٍ تفاجئنا الاذاعاتُ الكثيرةُ

بالغرائبِ لا لشيءٍ بل لأنَّ العالمَ الممتدَّ أصبحَ لا يطاقُ

من الرتابةِ و التشابهِ لا أصدِّقُ ما يُقالُ و كيفَ سكتَ

النَّاسُ عن رجلٍ كهذا كي يصيرَ حديثَ هذا الشرقِ

لِيزا كُنتُ أعرفُها تبادلُني قصائدَها القصيرةَ في الصباحِ

و مرةً هاتَفْتُها و وجدتُ أنَّ الصوتَ يُفسدُ ما الخيالُ يثيرُ

فيَّ فصوتُها من سانتا روزا يشبهُ الدراقَ في صيفٍ على

أطرافهِ كَتبَ النهارُ قصيدةً في مدخلِ الحيِّ المؤدي للمحطةِ

كُنتُ أنظرُ للصداقاتِ القديمةِ باهتمامٍ مزعجٍ و مع السنينِِ 

تآكلتْ تلكَ المشاعرُ و اتخذتُ من التأملِ نافذاتٍ للتعاطي مع

مفاجأةٍ تلي أخرى و ما الدنيا سوى ما لسْتَ تعرفهُ و تبقى 

كيفما تبقى هنا فالأمرُ مرهونٌ بأقدارٍ و عُمْرٍ عابرٍ و مُقَسَّمٍ.

الاحد ١٩/١/٢٠١٤



صحيفة المرصد:  نشرت وكالة "IRNA" الإيرانية صورًا لرجل إيراني يبلغ من العمر 80 عامًا لم يستحم منذ 60 عامًا.

سانتا روزا مدينة في ولاية كاليفورنيا

الجمعة، 17 يناير 2014

دواليب الليل و الزعفران



دواليبُ الليلِ و الزعفران


لو كان ينفعُ لاقتسمْنا الشمسَ و الغيماتِ و انتهتِ

الحكايةُ عند أولِ تلةٍ في قريةٍ منسيةٍ و وجدتُ أنَّ الناسَ

ليسوا سيِّئينَ كما يُقالُ ففي الكتاباتِ الأخيرةِ عن هروبِ

الوردِ خلفَ النهرِ قالوا أنَّ دَمْعَ صبيةٍ مرَّتْ قديماً من هناكَ

روى جذورَ الأقحوانِ من المساءِ الى الظهيرةِ و اختفتْ خطواتُها

بين الحشائشِ، مَنْ يدلُّ على طريقٍ واسعٍ يسعُ السماءَ و ما يمرُّ 

من الهواءِ؟ تجددتْ آمالُ قلبي باقترابِ الصيفِ و استحضارِ لونِ

الزعفرانِ من الدقائقِ في دواليبِ النهارِ و عادةً أتحيَّنُ الفرصَ 

الغريبةَ و اللقاءاتِ القصيرةَ كي أعيشَ على حدودِ الفلِّ مندهشاً

لما يجري أمامي مِنْ تفاهاتٍ تضيِّعُ طعمَ هذا العيشِ تُجْبرُني 

الحياةُ على التخلصِ من علاقاتٍ مزيفةٍ توترُ سيرَ أيامي و ما

أحتاجهُ لأكونَ أهدأَ غالباً لا ينبغي تكرارهُ و يمرُّ عمري هكذا

متنوعاً أحتارُ كيفَ أعدُّ قائمةً بأولِ ما اقترفتُ من الذنوبِ 

و أكثرِ الاوقاتِ منفعةً و ينفعُ شطبُ أحداثٍ مكررةٍ و عابرةٍ.

السبت ١٨/١/٢٠١٤  

الخميس، 16 يناير 2014

قلبُ البطولات و الهزائم



قلبُ البطولةِ و الهزائمْ


و ماذا سوفَ تحملُ بعدُ يا قلبَ البطولاتِ التي لم

تجْنِ مِنْ راياتِها غير استياءٍ واضحٍ و تعلقٍ بالوهمِ كانَ

على طريقِ البيتِ رملٌ أصفرٌ و حصى بناءٍ لم يتمّ و دائماً

أجدُ الحياةَ على خلافٍ دائمٍ مع ما أحبُّ أنا بسيطٌ نادراً ما

أجعلُ الرغباتِ قاسيةً عليَّ فساعةٌ في ظلِّ سروٍ واقفٍ في الشمسِ

أجملُ من ليالٍ عشتُها في أتْرفِ النُزُلِ المُعَدَّةِ للهروبِ من الرَّتابةِ

جائعٌ و عليَّ توضيحُ الأمورِ قبيلَ تركِ البيتِ فالعملُ الطويلُ يصيبُني

بالجوعِ و الليلُ الشتائيُّ الأخيرُ قَضيْتُهُ في أكلِ حباتِ البيكانْ 

و الكستناءِ و ما يُسمَّى في مناطِقِنا بالبومليتِ و بعدها أكملتُ 

صفحاتِ الروايةِ جنبَ رأسي علَّني لا أفتحُ التلفازَ فالأفلامُ هذا

الشهر تاريخيةٌ و قديمةٌ و أرِقْتُ أكثرَ بعد غاراتٍ على بعضِ

المناطقِ و المدافعُ من بعيدٍ جوقةٌ مفتوحةٌ  يا قلبُ أنتَ كَتَبْتَ

عن زمنِ الهزائمِ و التراجعِ لا مفرَّ من التألمِ في مكانٍ مثلِ

هذا و الحياةُ هنا انتظارٌ دائمٌ و حكايةٌ من أغنياتٍ باردةْ.

الجمعة ١٧/١/٢٠١٤   

الأربعاء، 15 يناير 2014

Graffiti أو خربشاتٌ جدارية




   Graffiti

أو خربشاتٌ جدارية


أنا و أنتَ على الجدارِ كَتَبْتَني و كتبتُ عنكَ و لم نعدْ نعني

سوي هذا الهراء من الكلامِ و ليس يكفي أن تُحِبَّ لكي يعيشَ

الحبُّ أطولَ مدةٍ و الصيفُ لا يأتي على جُنْحِ السنونوةِ الصغيرةِ

وحدها فأنا رسمتُكَ غيمةً و حفرتَني ظلاً و لن نبقى كخربشةٍ ملونةٍ

على جدرانِ حيٍّ أنهكتهُ التضحياتُ فلي طقوسٌ لا تناسبُ لونَ فَحمِكَ

أيها الحبُّ الطباشيرِيُّ حاذرْ فالسماءُ تلبَّدتْ و تغوَّلتْ ستذيبُ أحرفَكَ

الرفيعةَ عن شفاهِ الكَلْسِ في الحيطانِ هل ستظلُّ مفتوناً بأبيضِكَ العفيِّ

غداً تذوبُ كثلجةٍ في الشمسِ يبقى منكَ ما يبقى من الوجعِ القديمِ كلُبِّ

مَوْزٍ نيِّىءٍ لا طعمَ فيهِ و لا تزالُ تصرُّ أنَّكَ ثابتٌ كعصارةِ الرمانِ في ثوبٍ

نظيفٍ دعْ جدارَ العُمْرُ يُثْبِتُ ما تقولُ و كُفَّ عن سردِ البطولاتِ التي لم

يرتَكِبْها دُونْ كيخوتَهْ و لا يضاهي هولَها ملكُ الخواتمِ كلُّ هذا من مُجَرَّدِ 

رَسْمَةٍ فاجَأْتني بمدى تجردِها من الحسِّ البسيطِ و ما يثيرُ الانتباهَ وجودُ

توقيعٍ بأحرفِكَ الثقيلةِ تحتها و كأنَّها من رَسْمِ رامبرانْتَ انتبهْ فأنا و أنتَ

مصيرُنا كالماءِ في ريحِ الخماسينِ العنيفةِ و انتبِهْ للخربشاتِ على الجدارْ.

الخميس ١٦/١/٢٠١٤   

الاثنين، 13 يناير 2014

زوجةُ رجل مغترب



زوجةُ رجلٍ مغتربْ


و جئتَ تقولُ لي أنتِ الملاذُ و أنتِ آخرُ موطنٍ و بلكْنةٍ

ما كُنتُ أفهمُها احتَمَلتُكَ دون معرفةٍ متى ستعيدُ لي بيتي

و ما أنفقتُهُ حتى جعلتُكَ واحداً من أهلِ هذا الحيِّ تعرفُ كَمْ

خسرتُ كنبتةِ الهالوكِ أنتَ طعنتني بيديكَ حينَ رفضتَ توقيعَ

التنازلِ لي عن المرآبِ و استثمرتَ نفسَكَ مع نساءٍ أخرياتٍ

كي تحققَ فرصةً أخرى لِتَثرَى دونما تعبٍ و كُنتَ تقولُ لي

عن ليلةٍ ما نِمتَ فيها باحثاً عمَّنْ يعينُكَ للصباحِ و بِتَّ خلفَ

محطةِ البنزينِ كُنتَ تجيدُ تنعيمَ المشاعرِ نحو نفسِكَ في قلوبِ

الآخرينَ وثِقتُ فيكَ و صرتَ زوجيَ و انتقلتَ لحيِّ مانهاتِنْ على

عجَلٍ كما أحببتَ أنْ تبدو أمامَ الموسِرينَ بِبزَّةٍ من جورجيو أرماني

تركتكَ بعدما أدركتُ أنَّكَ لسْتَ محتاجاً لمثلي ثمَّ عدتَ إليَّ بعدَ

خسارةٍ أودتْ بمالكَ و احْتَضَنْتُكَ مرةً أخرى فلي طفلانِ منكَ

و أنتَ تهربُ خلفَ ما تهواهُ تاركةً حياتَكَ مثلما بدأتْ هنا و ارحلْ

أو امكُثْ لسْتَ أوَّلَ مَنْ أتى من بقعةٍ مجهولةٍ و مضى غريباً تائها.

الاربعاء ١٥/١/٢٠١٤

من يوميات زوج مغترب



من يوميات زوجٍ مغتربْ


مهما فعلتُ فلن تصدقَ أنني لا زلتُ أسقي نبتةَ

اليوكا و أُطعمُ طائرَ الحبِّ الملوَّنَ لن تصدقَ أنني أيضاً

سأتركُ شُقَّتي عما قريبٍ ثم ألحقُ بالرفاقِ إلى شيكاغو

قبل عيدِ الهالوينِ و لن تراني بعدها هذي المدينةُ لا تراعي

رغبتي في العيشِ دون توترٍ فأنا على علمٍ بأنَّ وكيلةَ التأمينِ

ألغتْ صورةَ العَقْدِ الموقعِ مع مديرِ البنكِ ما أقسى الحياةِ هنا

أخيراً سوفَ أجمعُ حاجياتي في حقيبتيَ القديمةِ كم ندمتُ

فقد تركتُ هناكَ ذاكرتي و بيتاً عند كرماتٍ و بعتُ شوارعَ الظلِّ

الطويلةَ بالبعيدِ من القرى و وجدتُ أني لستُ أحتملُ التنقلَ مثل

طيرٍ باغتتهُ الريحُ أسوأُ ما أمرُّ به شعوري أنني وحدي و ليس معي

الذين أحبهمْ فُرصُ الحياةِ تقلُّ يوماً بعد يومٍ و انتظارُ مفاجآتِ

العُمْرِ يُنهي أجملَ الأحلامِ مهما قلتُ حتماً لن تصدقَ أنني

أنهيتُ قصَّ أظافرِ الأولادِ و استخدمتُ زيتَ الشعرِ بعدَ غسيلِ

شعري: زوجةٌ مهووسةً بالشكِّ ثم تركتُها و رجعتُ وحدي هادئاً.

الثلاثاء ١٤/١/٢٠١٤

الأحد، 12 يناير 2014

من ذكريات الحب و السفر



من ذكرياتِ الحبِّ و السفر


و وجدتُ آخرَ ما وجدتُ البابَ مقفُولاً و نافذةً من الخشبِ

القديمِ مضيئةً و الريحَ تصفرُ في الشقوقِ مخيفةً و ندمتُ 

إذْ غادرتُ مقهى وايتْ كاسِلْ لأقابلَ السمسارَ يجدرُ بي 

مراعاةُ التغيرِ في تقاليدِ الحياةِ هنا و غسلُ يديَّ من عاداتِيَ

الأولى سأمكثُ داخلَ البيتِ الصغيرِ قرابةَ الشهرينِ مع رِيتا

العجوزِ بلا مقابلَ شرطَ أنْ أحكي لها قصصاً عن الشرقِ

البعيدِ و كيفَ جئتُ إلى هنا بحقائبٍ محشوةٍ غَيماً و أتربةً

و ليلاً من خرافاتِ الشواطىءِ غالباً ستقولُ لي عن ذكرياتٍ

 لنْ تثيرَ فضوليَ المنزوعَ من قِشْرِ المسافةِ و التسكعِ في بلادٍ

لسْتَ فيها غيرَ صعلوكٍ أتى من خلفِ هذا البحرِ مشقوقاً إلى

شخصينِ يقتسمانِ وجهاً لا يفسرُ من ملامحِهِ كثيراً سوفَ

أعرفُ لاحقاً أنَّ العجوزَ أتتْ من مونتينيجرو بعدما هربَ

الكثيرُ من المجازرِ فجأةً و بصوتِها المنهوكِ أسمعها تغني 

و هي في كرسِيِّها الهزازِ عن حبٍ قديمٍ في بلادٍ مِنْ صُوَرْ.

الإثنين ١٣/١/٢٠١٤ 

     

السبت، 11 يناير 2014

بعد طول غياب



بعد طولِ غيابْ


عادتْ تقولُ أنا أحبُّكَ هل تغيرَ ما بقلبكَ؟

عُدْتُ مستمعاً أجيدُ الإنتباهَ لما يُقالُ و أكتفي

بالابتسامِ لها لتعرفَ أنني أستقبلُ الكلماتِ أهدأَ

لا أقابلُها بمثلِ مزاجِها الآنيِّ حين تحبُّ تتسعُ المسافةُ

للتسامحِ و التعالي فوقَ شوكِ الكبرياءِ و عزةِ النَّفْسِ المقيتةِ

كلُّ شيءٍ زائلٌ فلِمَ الحياةُ تضيعُ أحزاناً و سيلَ معاتباتٍ

لا توقفَ لاندفاعِ لهيبِها في القلبِ كيفَ وجَدْتَني بعدَ انقطاعِ

الوصلِ أياماً؟ لعلكَ رُحْتَ تحرقُ من رسائلَ كُنتُ أكتبُها على

ضوءِ النوافذِ قُلْ بربِّكَ ما بنَفْسِكَ لا تناوِرْ بابتسامتِكَ الأنيقةِ

و اعترفْ أني جعلتُكَ تسهرُ الليلَ الطويلَ و بتَّ تأكلُكَ الظنونُ

و لمْ تعُدْ لهدوئِكَ المعهودِ الا بعدَ أنْ عاودتُ فتحَ يديَّ لاستقبالٍ

دفءِ يديكَ صمتُكَ لا يُريحُ و لا يقدمُ رغبةً في البَوْحِ ماذا سوفَ

تفعلُ بالرسائلِ إِنْ تركتُكَ مرةً أخرى وحيداً صامتاً متنازٍلاً؟ 

لا تفتعلْ وجهاً بريئاً كي تجيبَ على السؤال ببسمةٍ مرتَدَّةٍ.

الاحد ١٢/١/٢٠١٤ 


الجمعة، 10 يناير 2014

أحياء فقيرة




أحياءٌ فقيرة


هي حارةٌ لم أُعْطِها وصفاً يليقُ بما تقدمهُ لنا

من مجرمينَ و فاسدينَ و عاطلينَ عن الحياةِ و لوحةٍ

شوهاء تحملُ في جوانبها العفونةَ و الرداءةَ حينَ تأتي

الحيَّ من جهةِ الجنوبِ ترى مسوخاً ينظرون إليكَ كالبلهاءِ

تدركُ وقتَها أنَّ المكانَ حظيرةٌ قد أوْجدتْ من نفسِها ذاكَ التوازنَ

كي تظلَّ علامةً سوداء في وجهِ المدينةِ إنْ أتيتَ من الشمالِ

تمرُّ عن بيتينِ مزدحمينِ يصعبُ أنْ تفكرَ كيف يحتملانِ هذا

الحَشْوَ بائسةٌ و شاحبةٌ ثيابُ الجالسينَ على الرصيفِ يدخنونَ

بصورةٍ نمطيةٍ و شفاههم زرقاء لا أدري متى اغتسلوا فحالُ

رؤوسهمْ يُرْثَى له و عيونهم فيها فراغُ التائهينَ و إثمُ مَنْ فقدوا

الطريقَ و غيروا أطباعهم من أجلِ حفناتِ النقودِ و حبةٍ من أترمالٍ

مُهْلكٍ و الحيُّ تملكهُ عصاباتُ التجاراتِ التي جاءت مع الانفاقِ بين

حدودنا و الآخرينَ  و كلما أوغلتَ في الحيِّ الصغيرِ تصيرُ أقربَ

للحكاياتِ التي في صالةِ السينما و أفلامِ الدعارةِ و السلاحِْ.

السبت ١١/١/٢٠١٤

الخميس، 9 يناير 2014

حياةٌ بسيطةٌ جدا



حياةٌ بسيطةٌ جداً


للبحرِ وجهُ الساحلِ الرمليِّ و الشمسِ البعيدةِ

و الهواءُ على الطريقِ حكايةٌ ممتدةٌ كغمامةٍ نحو

الجنوبِ و فوق أسطحِ قريةٍ تَرَكَتْ نوافِذَها الصغيرةَ

شبهَ نائمةٍ على كتفِ الظهيرةِ كانَ لي بيتٌ قديمٌ عشتُ

في جَنَباتِهِ عمراً من الوردِ الرقيقِ و أرففِ الطيرِ المقيمةِ

في الجحورِ و فوق أشجارِ الصباحِ و كُنتُ أعرفُ أنَّ هذا

لن يطولَ و سوفَ تندثرُ الحكاياتُ الجميلةُ في ثنايا الريحِ

كم حظي كبيرٌ دون غيريَ حيثُ لم تضِعِ السنونُ كما الخريف

و جُبْتُ أرصفةَ الشتاءِ و من فمي يجدُ البخارُ الجوَّ أبردَ هكذا

أمشي بلا هدفٍ لأبلغَ كرْمةً و أوائلَ السروِ الذي كم كان لي

في ظلهِ حلُمٌ و ذاكرةٌ ملونةٌ أنا و يداي تختبئان داخل معطفي

أنسى إساءاتِ الذين يفضلونَ النومَ حتى صرتُ أعرفُ أنَّ

أجملَ ما نعيشُ يمرُّ أسرعَ هارباً من زحمةِ العيشِ الرديئةِ

و الحياةُ بسيطةٌ فاغنمْ بها فرصَ المكانِ كما تحبُّ و تشتهي.

الجمعة ١٠/١/٢٠١٤

الأربعاء، 8 يناير 2014

حماقاتٌ بما يكفي



حماقاتٌ بما يكفي


عاتبتُ نفسي و استَمَعتُ لما تقولُ

و لم تقلْ شيئاً يدينُ و لستُ مقتنعاً بما قالتْ

و يبدو أنها ارتكبتْ حماقاتٍ بما يكفي لحجبِ 

ستائرِ الرؤيا ألتي أحتاجها لأرى بعيداً و اقتنعتُ

الآن أني لن أُوَفَّقَ في التخلصِ من بداياتِ المسافةِ

و البدايةُ دائماً تعطي النهايةَ شكلَها و على الطريقِ

إشارةٌ محفورةٌ في الضوءِ تأخذُنا إلى أسمائنا الأولى

و ليس الإسمُ ذاكَ على بطاقاتِ البريدِ و في شهاداتِ

المواريثِ القديمةِ و العلاقةُ بين وجهي و النهارِ علاقةٌ

مبتورةٌ و مليئةٌ حتى الشفاهِ توتراتٍ لا تزولُ مع الظهيرةِ

و اقترابي من تفاصيلِ الحقيقةِ ليس يعني أنني ما عُدْتُ

أُخطِىءُ و القليلُ من التهورِ ليس يُعْفي النَّفْسَ من لومٍ فهذا

القلبُ يطلبُ كل يومٍ حاجةً و أراهُ يدفعُ نحوَ أسئلةٍ و أجوبةٍ

أنا ما عاد لي منها سوى وقتٍ يضيعُ بدونِ فائدةٍ.

الخميس ٩/١/٢٠١٤   

الثلاثاء، 7 يناير 2014

حياةٌ متفائلة



حياةٌ متفائلة


آليتُ أنْ أبقى هنا متفائلاً أو قُلْ وديعاً هادئاً

فالأمرُ ليس كما تراهُ معلَّقاً  بالامنياتِ و ما نُحِبُّ

هناكَ ما لا ينتهي مما يعكِّرُ صفوَ يومِكَ دون أنْ تدري

و ألجأُ غالباً لقراءةِ الكتبِ التي لا تنبشُ الألمَ المقيمَ على

القلوبِ و في الجفونِ و أكتفي بسويعةٍ وحدي بعيداً عن وجوهِ

الآخرينَ و في الحياةِ جمالُها و تساؤلاتٌ حولَ جدوى الخوفِ

مما في ثنايا العُمْرِ إذْ لا شيءَ يبقى عاجلاً أم آجلاً سنصيرُ 

ذكرى كم تكررَ كلُّ هذا القولِ حتى لم يعدْ يعطي نتائجَ للتراجعِ

عن تفاهاتِ التنافسِ في الذي سيزولُ يا هذا الذي افتعلَ الشرورَ 

و حوَّلَ الدنيا الى أحراشَ يفترسُ الضعيفَ الأقوياءُ و حين أمشي

في الشوارعِ لا أرى إلا شخوصاً يذرعونَ مسافةً من خطوةٍ نحو

الامامِ و خطوةٍ للخلفِ مثل تسابقِ الفئرانِ في جُرْنٍ خلى من قمحهِ

و يفتشون عن البقايا في الزوايا و الحياةُ كما ترى مرهونةٌ لنهايةٍ

لا بدَّ منها أيها المفتونُ دعْ عنكَ العناءَ فلن تحققَ غير وجهٍ بائسٍ.

الاربعاء ٨/١/٢٠١٤ 

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...