مواقف شِبه مثالية
لملمتُ أمتعتي و قلتُ غداً سأرحلُ و اتصلتُ بسائقِ التاكسي
و حينَ وصلتُ بعدَ العصرِ كان الفندقُ النائي يعجُّ بصورةٍ مألوفةٍ
و أخذتُ حماماً سريعاً و ارتديتُ البدلةَ السوداءَ منتظراً و بعد دقائقٍ
بدأتْ مراسيمُ الزفافِ و لم أجدْ وقتاً لألقي كلْمةً لأودعَ الزملاءَ كانتْ
رحلةً من غير ترتيبٍ و أضواءُ الطريقِ تزيدُني عبئاً فقد جامَلْتُها دون
انتظارِ تحيةٍ منها و هذا زوجُها متورطٌ في صفقةٍ مشبوهةٍ حذَّرْتُها
لكنْ هناكَ مصادفاتٌ لا تتيحُ لكَ اتخاذَ مواقفٍ في صالحِ الناسِ
الذين تحبُّهم و عليكَ منحُ الآخرينَ حياتَهم من غيرِ نُصْحٍ زائدٍ
و انا هنا متشددٌ مع ما لديَّ من الدوافعِ لابتزازِ الوقتِ دونَ
الآخرينَ و لا أحبُّ الاعتمادَ على مقالاتِ الجرائدِ لاتخاذِ
مواقفٍ تكفي لينبذَني الرفاقُ بسرعةٍ فلطالما أودى التعصبُ
بالكثيرِ من الهدوءِ و تنتهي كلُّ المواقفِ بالتراجعِ للوراءِ و بعدما
أيقنتُ أني أستطيعُ العيشَ وحدي لم أفكرْ في اعتناقِ مبادئٍ
مغلوطةٍ و سأقفلُ البابَ الصغيرَ و أشربُ الشايَ المُحَلَّى في المساءْ.
السبت ١/٢/٢٠١٤