من ذكرياتِ الحبِّ و السفر
و وجدتُ آخرَ ما وجدتُ البابَ مقفُولاً و نافذةً من الخشبِ
القديمِ مضيئةً و الريحَ تصفرُ في الشقوقِ مخيفةً و ندمتُ
إذْ غادرتُ مقهى وايتْ كاسِلْ لأقابلَ السمسارَ يجدرُ بي
مراعاةُ التغيرِ في تقاليدِ الحياةِ هنا و غسلُ يديَّ من عاداتِيَ
الأولى سأمكثُ داخلَ البيتِ الصغيرِ قرابةَ الشهرينِ مع رِيتا
العجوزِ بلا مقابلَ شرطَ أنْ أحكي لها قصصاً عن الشرقِ
البعيدِ و كيفَ جئتُ إلى هنا بحقائبٍ محشوةٍ غَيماً و أتربةً
و ليلاً من خرافاتِ الشواطىءِ غالباً ستقولُ لي عن ذكرياتٍ
لنْ تثيرَ فضوليَ المنزوعَ من قِشْرِ المسافةِ و التسكعِ في بلادٍ
لسْتَ فيها غيرَ صعلوكٍ أتى من خلفِ هذا البحرِ مشقوقاً إلى
شخصينِ يقتسمانِ وجهاً لا يفسرُ من ملامحِهِ كثيراً سوفَ
أعرفُ لاحقاً أنَّ العجوزَ أتتْ من مونتينيجرو بعدما هربَ
الكثيرُ من المجازرِ فجأةً و بصوتِها المنهوكِ أسمعها تغني
و هي في كرسِيِّها الهزازِ عن حبٍ قديمٍ في بلادٍ مِنْ صُوَرْ.
الإثنين ١٣/١/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق