أحياءٌ فقيرة
هي حارةٌ لم أُعْطِها وصفاً يليقُ بما تقدمهُ لنا
من مجرمينَ و فاسدينَ و عاطلينَ عن الحياةِ و لوحةٍ
شوهاء تحملُ في جوانبها العفونةَ و الرداءةَ حينَ تأتي
الحيَّ من جهةِ الجنوبِ ترى مسوخاً ينظرون إليكَ كالبلهاءِ
تدركُ وقتَها أنَّ المكانَ حظيرةٌ قد أوْجدتْ من نفسِها ذاكَ التوازنَ
كي تظلَّ علامةً سوداء في وجهِ المدينةِ إنْ أتيتَ من الشمالِ
تمرُّ عن بيتينِ مزدحمينِ يصعبُ أنْ تفكرَ كيف يحتملانِ هذا
الحَشْوَ بائسةٌ و شاحبةٌ ثيابُ الجالسينَ على الرصيفِ يدخنونَ
بصورةٍ نمطيةٍ و شفاههم زرقاء لا أدري متى اغتسلوا فحالُ
رؤوسهمْ يُرْثَى له و عيونهم فيها فراغُ التائهينَ و إثمُ مَنْ فقدوا
الطريقَ و غيروا أطباعهم من أجلِ حفناتِ النقودِ و حبةٍ من أترمالٍ
مُهْلكٍ و الحيُّ تملكهُ عصاباتُ التجاراتِ التي جاءت مع الانفاقِ بين
حدودنا و الآخرينَ و كلما أوغلتَ في الحيِّ الصغيرِ تصيرُ أقربَ
للحكاياتِ التي في صالةِ السينما و أفلامِ الدعارةِ و السلاحِْ.
السبت ١١/١/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق