Graffiti
أو خربشاتٌ جدارية
أنا و أنتَ على الجدارِ كَتَبْتَني و كتبتُ عنكَ و لم نعدْ نعني
سوي هذا الهراء من الكلامِ و ليس يكفي أن تُحِبَّ لكي يعيشَ
الحبُّ أطولَ مدةٍ و الصيفُ لا يأتي على جُنْحِ السنونوةِ الصغيرةِ
وحدها فأنا رسمتُكَ غيمةً و حفرتَني ظلاً و لن نبقى كخربشةٍ ملونةٍ
على جدرانِ حيٍّ أنهكتهُ التضحياتُ فلي طقوسٌ لا تناسبُ لونَ فَحمِكَ
أيها الحبُّ الطباشيرِيُّ حاذرْ فالسماءُ تلبَّدتْ و تغوَّلتْ ستذيبُ أحرفَكَ
الرفيعةَ عن شفاهِ الكَلْسِ في الحيطانِ هل ستظلُّ مفتوناً بأبيضِكَ العفيِّ
غداً تذوبُ كثلجةٍ في الشمسِ يبقى منكَ ما يبقى من الوجعِ القديمِ كلُبِّ
مَوْزٍ نيِّىءٍ لا طعمَ فيهِ و لا تزالُ تصرُّ أنَّكَ ثابتٌ كعصارةِ الرمانِ في ثوبٍ
نظيفٍ دعْ جدارَ العُمْرُ يُثْبِتُ ما تقولُ و كُفَّ عن سردِ البطولاتِ التي لم
يرتَكِبْها دُونْ كيخوتَهْ و لا يضاهي هولَها ملكُ الخواتمِ كلُّ هذا من مُجَرَّدِ
رَسْمَةٍ فاجَأْتني بمدى تجردِها من الحسِّ البسيطِ و ما يثيرُ الانتباهَ وجودُ
توقيعٍ بأحرفِكَ الثقيلةِ تحتها و كأنَّها من رَسْمِ رامبرانْتَ انتبهْ فأنا و أنتَ
مصيرُنا كالماءِ في ريحِ الخماسينِ العنيفةِ و انتبِهْ للخربشاتِ على الجدارْ.
الخميس ١٦/١/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق