كلامٌ إليها
٤
بحرٌ و سوسَنةٌ و فراشة
ماذا وجدتِ الآن بعد فراقِهِ و تخَثَّرتْ دقاتُ قلبِكِ
في وريدِ الإنتظارِ على النوافذِ و ارتَضَيْتِ الاختباءَ
بلا مُبَرِّرَ خلفَ أجوبةٍ مُغَلَّفَةٍ تساورُني الشكوكُ بأنَّ قلبَكِ
صارَ ينبضُ عكسَ ساعاتٍ معلَّقةٍ على بابٍ عَبَرْنا منه نحوَ
الشمسِ نحوَ بدايةٍ رسَمَتْ بياضَ الثلجِ في ورقِ الرسائلِ أنتِ
هاربةٌ كما قالتْ عنادِلُ شجْرةٍ كانتْ تُكَثِّفُ ظِلَّها لنغيبَ فِيهِ عنِ
العيونِ أنا اعْتَرَفتُ متى سَنَقْتَسِمُ السماءَ و نزرعُ الحبَقَ الشَّهِيَّ
على حدودِ الليلِ يكفي البحر أنَّ الريحَ تمسحُ عنه آثارَ الغمامةِ
و التَّجاعيدَ التي ارتَعَشَتْ بِلَمْسةِ ريشةٍ من طائرٍ لم ينتَبِهْ لهشاشةِ
الوجهِ الذي وسِعَ المدى في زُرْقةٍ أبديَّةٍ كيفَ افتَرَقنا هكذا و على
يدَيْنا نَقْشُ دِفْءٍ لا يزالُ يعيدُ ذاكرةً و يفتحُ موجةً و يقولُ ما لا
ينبغي الإفصاحُ عنه أمامَ سَوْسَنةٍ و قطْراتِ الندى و كما تبيَّنَ
أنتِ تلتَقطينَ عن شَفَتَيْكِ شهْدَ فراشةٍ مرَّتْ على اللَّعسِ الرطيبِ
و غابَ في عَيْنَيْكِ فَجْرُ الأربعاءِ و هزَّكِ الحبُّ الذي لا ينتهي.
الاحد ١/١٢/٢٠١٣