إليكِ صديقتي و جميلةَ الماضي و أوَّلَ مَنْ كتبتُ لها على
جُدُرِ المحطَّةِ أنني أحْبَبْتُها و ترَكْتُ حين ترَكْتُ أسماءَ الشتاءِ
على رصيفٍ كُنتُ أعرفُ أنني سأمرُّ عنه مودِّعاً يا آخرَ الفرحِ
النَّقِيِّ و أوَّلَ السَّفَرِ البعيدِ و شارعاً للأمنياتِ مَشَيْتُهُ وحدي إليكِ
و لمْ أَخَفْ مِمَّا تردّْدَ عن وجودِ الشوكِ حولَ الوَرْدِ كُنْتُ أنا و كانَ
معي الكثيرُ منَ الكلامِ و ما نُحِبُّ منَ المسافةِ غيرَ أنَّ السَّيِّئينَ
تهامسوا و سَمِعْتُ أنَّ الفُلَّ يذبلُ إنْ أحاطَتْهُ اليدانِ و أَخْمَدَتْ
أنفاسَهُ و كَبِرْتُ لكنْ لا أزالُ هناكَ عندَكِ قبلَ لحظاتٍ صَحَوْتُ
و صوتُ بوتشيللي يرددُ " حان وقتُ الإفتراقِ" سمعتُها و كأنني
ذاكَ المسافرُ يومَ كُنتُ أراكِ ظِلِّي تحتَ ظِلِّ التِّينِ أيَّتُها البعيدةُ
كالرسائلِ و القريبةُ كالهواءِ لطالما فتَّشْتُ عنْكِ و في ثنايا الفلِّ
وجهُكِ يرسمُ الغيماتِ مطلَعَ شهرِ كانونَ المُهَيَّأِ للرياحِ أنا أحبُّكِ
و اشتَهَيتُ متى نعودُ و لنْ يعودَ الأمسُ و الدنيا أماكنُ لا تدومُ
و أمنياتٌ لا تُحَقَّقُ كلُّها و مسافةٌ قَصُرَتْ و طالَ غيابُها.
السبت ٢/١١/٢٠١٣
الإشارة الى أغنية بوتشيللي:
Con te partiro
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق