الجمعة، 22 نوفمبر 2013

كتابٌ على حافَّةِ الرَّف



حوارات

٨

كتابٌ على حافَّةِ الرَّفْ


و أصبحتِ القراءةُ غالباً نوعاً من التَّرَفِ المبالغِ فيه صرتُ

كقطعةٍ أثريةٍ من أولِ التاريخِ تُنكرُني يداكَ و تزدري وجهي

القديمَ و لا تمانعُ في ارتكابِ جريمةٍ و تُذيبُ جسدي في لهيبِ

النارِ كي تعطي يديكَ الدفءَ إنْ جاء الشتاءُ فأنتَ تجهلُ كيفَ

غيرتُ الحضاراتِ البعيدةَ و و استعدتُ عروشَ أقوامٍ تناثرَ أهلها

بين السلالاتِ الكثيرةِ كم رفعتُ مَمالكاً و خفضتُ أخرى حين

 ضيَّعتِ الرفوفَ و أبدَلَتْها بالدفوفِ و بينَ أغلِفَتي سرَتْ تلك العفونةُ

غير آبهةٍ بما في داخلي من وافرِ الذهبِ الذي أغرى الغزاةَ و فجَّرَ

الجبلَ الأشَمَّ و أنتَ تهزأُ بي و تُغْري بي صغارَ الناسِ كي أبقى 

بعيداً لا يراني المُسْتَنيرُ فيعرفَ الماضي و كيف يكونُ حُكْمُ الأَرْضِ

فاقرأْني و طِرْ خلفَ الغيومِ و سابقِ الريحَ العتيَّةَ و اكْتٌبْني على 

الفُلْكِ التي تجري و أعمدةِ المعابدِ و الكهوفِ و زُجَّ بي لأُحرِّرَ

السجناءَ من أوهامِ هذا الليلِ و الماشينَ في الطرقاتِ من ضجرِ

المدينةِ و الميادينِ الفسيحةِ عندها ستقولُ فعلاً مَنْ أنا.

السبت ٢٣/١١/٢٠١٣ 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...