حوارات
٣
شخوصٌ في جداريةٍ بالية
يا ناقِشَ الجُدُرِ القديمةِ كي تخلٍّدَنا أمامَ الريحِ
و الشمسِ العظيمةِ كيف لمْ تجعلْ لنا وجهاً نغيرهُ
أمامَ العابرينَ و في المواسمِ كيفَ لوَّنتَ الهواءَ على
ملامِحِنا التي فقدَتْ هدوءَ الموتِ في ضوضاءِ هذا
الشارعِ المنهوكِ بالصورِ التي امتلأتْ غباراً خانقاً
للضَّوْءِ مِنْ أعطاكَ حقَّ الاعتداءِ على التفاصيلِ التي
ارتسمتْ على قسماتِنا كيفَ اجْتَرَأتَ على الشفاهِ و رُحْتَ
تعطيها ابتساماتٍ تجمَّدَ فوقها نبضُ الحياةِ و آخرُ الكلماتِ
أنتْ أسَرْتَنا و حرَمْتَنا طعمَ الفناءِ و دهشةَ النسيانِ هذا
الحائطُ البالي مكانٌ لا يُريحُ الروحَ نشعرُ بالتشرِّدِ في
عراءٍ فاضحٍ مَنْ أنتَ حتى تستبيحَ صدى الزمانِ بحفرِنا
في صخرةٍ لا تستحي في الليلِ من عوراتِنا و هشاشةِ
المِلْحِ الذي أكلَ الجفونَ هنا سنبقى صامتينَ كما تريدُ
مُجرَّدينَ من المسافةِ في شقوقٍ غير آمنةٍ و واضحةٍ.
الاثنين ١٨/١١/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق