و تهربُ ليس مما قَدْ مضى بل ما سيأتي و هي تعرفُ
أنَّ ما عشناهُ قَبْلاً لم يكنْ عبثا و آنَ حصادهُ و تقطَّعَتْ
سُبُلُ اللقاءِ و علَّقتْنا الريحُ في أطرافِها أنَّى تهبُّ يزيدُ
هذا البُعْدُ أمكنةً على هذي المدينةِ تخرجُ الشمسُ الكبيرةُ
كلّ يومٍ ثم تتركُها لنكبُرَ تحتها يوماً و ما الدنيا سوى هذا
النهار و موجِعات الليلِ تعرفُ أنَّها إنْ أمسكَتْ عن بَوْحِها
ستزيدُ جرأةُ هذه الريحِ انتظرْتُكِ و اسْتَعَدْتُ منَ الرسائلِ
وجهيَ المحفورَ في حِبْرِ الحروفِ كَتَبْتُ شيئاً عنْكِ و اسْتَعْمَلْتُ
فِيهِ الوردَ في أيِّارَ و الصَّدَفَ المبعثَرَ فوقَ رملِ الشاطئِ الآتي
مَعَ الفَجْرِ المبلَّلِ بالندى و نَثَرْتُ لونَ الغيمِ فوق بنَفْسجاتٍ لَمْ
تُرَتِّبْ بَعْدُ رائحةَ الظهيرةِ كلَّما اشتاقَ المساءُ إليكِ تسألني
الوسادةُ عن سُهادٍ طالَ حتى طَعْمَ قَهْوَتيَ التي أدمَنتُها ليلاً
و صرتُ متى أفَتِّشُ عنْكِ أفتَقِدُ الشتاءَ على النوافذِ و الشوارعَ
و هي تبتلعُ الخطى لمقاعدٍ كانت هناكَ و لا تزالُ حبيبتي دوماً هناكْ.
الثلاثاء ٥/١١/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق