في الليلِ نبقى وحدَنا تصحو الخرافاتُ الجميلةُ و الحكاياتُ
التي ولِدَتْ من الشَّجرِ الغريبِ و حوصلاتِ الطيرِ أعشَقُ كلَّ
ما قالَتْهُ عمَّتي التي كانت تنامُ لوحدِها و أنا صغيرٌ عنْ بيوتِ
الجِنِّ و النهرِ الذي يجري بطيئاً تحت قريتِنا و أنَّ هناكَ ماءً
للخلودِ و غابةً في الغيمِ تسكُنُها نساءٌ عارياتٌ يفتَرِشْنَ الضَّوْءَ
يحرُسُهُنَّ عِفريتٌ على كَتِفيهِ نَسْرٌ أبيضٌ و حمامةٌ خضراءُ تعرفُ
أينَ تختبئُ النجومُ و مرَّةً في العامِ تظهرُ بعد نصفِ الليلِ حاملةً
الى الجبلِ البعيدِ النَّارَ كي تطهو عليها قلْبَ قردٍ قيلَ أنَّ الشَّمسَ
تطلعُ بعدها يوماً طويلاً يختفي في ضَوْئها سِحْرُ العجائزِ و البخورُ
الشمسُ ساحرةٌ عجوزٌ قالَ إدواردو أنا لا زلتُ أسمعُ عن بيوتٍ لا تُباعُ
ففي نوافِذِها العتيقةِ يحفرُ الجنُّ المخابئَ ثم يدفنُ نفسَهُ مِنْ فوقِهِ ذَهَبُ
الكهوفِ أنا غريقُ خرافةٍ و البحرُ أوَّلُ ما عَرَفْتُ من الحكاياتِ التي لا
تنتهي و الشمسُ سرُّ اللهِ نقرأها كثيراً في نقوشِ الغابرينَ و مفرداتِ
العِشْقِ في آشورَ و الكتبِ التي فيها السماءُ بعيدةٌ و الشمسُ تُرْضِعُها هناكْ
الأربعاء : ٦/١١/٢٠١٣
إدواردو غاليانو صاحب كتاب :أفواه الزمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق