الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

الشمس




في الليلِ نبقى وحدَنا تصحو الخرافاتُ الجميلةُ و الحكاياتُ

التي ولِدَتْ من الشَّجرِ الغريبِ و حوصلاتِ الطيرِ أعشَقُ كلَّ

ما قالَتْهُ عمَّتي التي كانت تنامُ لوحدِها و أنا صغيرٌ عنْ بيوتِ

الجِنِّ و النهرِ الذي يجري بطيئاً تحت قريتِنا و أنَّ هناكَ ماءً 

للخلودِ و غابةً في الغيمِ تسكُنُها نساءٌ عارياتٌ يفتَرِشْنَ الضَّوْءَ

يحرُسُهُنَّ عِفريتٌ على كَتِفيهِ نَسْرٌ أبيضٌ و حمامةٌ خضراءُ تعرفُ

أينَ تختبئُ النجومُ و مرَّةً في العامِ تظهرُ بعد نصفِ الليلِ حاملةً

الى الجبلِ البعيدِ النَّارَ كي تطهو عليها قلْبَ قردٍ قيلَ أنَّ الشَّمسَ

تطلعُ بعدها يوماً طويلاً يختفي في ضَوْئها سِحْرُ العجائزِ و البخورُ

الشمسُ ساحرةٌ عجوزٌ قالَ إدواردو أنا لا زلتُ أسمعُ عن بيوتٍ لا تُباعُ

ففي نوافِذِها العتيقةِ يحفرُ الجنُّ المخابئَ ثم يدفنُ نفسَهُ مِنْ فوقِهِ ذَهَبُ

الكهوفِ أنا غريقُ خرافةٍ و البحرُ أوَّلُ ما عَرَفْتُ من الحكاياتِ التي لا

تنتهي و الشمسُ سرُّ اللهِ نقرأها كثيراً في نقوشِ الغابرينَ و مفرداتِ

العِشْقِ في آشورَ و الكتبِ التي فيها السماءُ بعيدةٌ و الشمسُ تُرْضِعُها هناكْ

الأربعاء : ٦/١١/٢٠١٣

إدواردو غاليانو صاحب كتاب :أفواه الزمن

   

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...