الاثنين، 31 مارس 2014

في كوخ بعيد



 في كوخٍ بعيد


يا قلبُ عِشْ حتى ترى وجهي الذي أخفيتُهُ عنكَ اضطراراً

أنتَ تعرفني بوجهٍ لم أغيرْ فيه لونَ البحرِ و الشمسِ التي حفرتْ

على قسماتِهِ شكلَ الطريقِ و لم أكنْ متوقعاً شيئاً كهذا فالحياةٌ الآن

تشبهني قليلاً و اقتنعتُ بأنني متورطٌ فيكَ ابتداءً من علاقاتي السريعةِ

بالمدينةِ و انتهاءً بالتورطِ من جديدٍ في معاتبتي لنفسي لن نجيدَ الالتفافَ

معاً على نيَّاتِنا فاهدأْ قليلاً و استمعْ لي مرةً فأنا الذي اقترفَ الخطيئةً حين

كذبتُ الذي قالوه عنكَ بأنَّ في دقاتِكَ اختبأَتْ حبيبتُكَ الجميلةُ و احترقتَ على

مفاتِنِها البريئةِ هل ترَيْنَ الكوخَ قبلَ الليلِ تلمعُ في نوافذِهِ النجومُ و ضوءُ

موقدِنا الصغيرِ و للهدوءِ هناكَ صوتُ الشمعِ و هو يذوبُ دفئاً تارةً و على هواءِ

عناقِنا و وجدتُ طعمَ الماءِ في شفَتَيْكِ لا أدري لم اقتربَ الصباحُ و لمْ نَفِقْ مِنْ

نشوةِ القبلِ الطويلةِ و انتبهتُ لآهةٍ مكتومةٍ في صوتِكِ البرِّيِّ فاستعْذَبتُ بُحَّتَهُ

و صارَ الهمسُ يعصرُنا على نغماتِ أغنيةٍ تحركُ رغبةً في النومِ مُلْتَحِفَيْنِ

بالعطرِ الذي اغتالَ السكونَ و أنتِ ترتسمبنَ فينوسَ الشهيةَ تحتَ غيمِ خرافةٍ

و على فراءِ الريحِ عاريةً بلونِ العاجِ عِشْ يا قلبُ و اذكرْ ذكرياتي عَنْكْ.

الاربعاء ٢/٤/٢٠١٤

في الطريق فراشة



في الطريق فراشةٌ

شعر: علاء نعيم الغول


لمَ كلُّ شيءٍ فيكِ يجعلني قريباً من أناملِكِ الرقيقةِ لمسةٌ فأصير أقربَ

للخرافةِ و استطعتُ الآن تكويرَ الهواءِ و جئتُ من نبضي إليكِ به لننثرهُ

على وجهِ الصباحِ معاً فتلكَ حياتُنا إنْ لم تكنْ لتريحَنا سنمرُ منها سالِمَيْنِ

بما عرفنا عن مدى حاجاتِنا لمسافةٍ مفتوحةٍ هذي الأغاني كلها عاديةٌ و رتيبةٌ

لكنَّ صوتكِ في دمي قيثارةٌ عادتْ بقلبي للحياةِ و لم أفِقْ من سِحْرِها حتى

وجدتكِ في مدى عَيْنَيَّ ألقَ الصيفِ في أيارَ أتبعُ فيكِ ما لا أستطيعُ غداً تفادي

أيّ شيءٍ منه واضحةٌ إشاراتُ الطريقِ إليكِ أصحو فجأةً و أنامُ بعد ترددٍ و أرى

خيالكِ بين جفني و الوسادةِ لا أصدقُ أنَّ هذا العمر يمشي أشتهيكِ و لا أنالكِ

في الطريقِ فراشةٌ و أنا و طيرٌ كنتُ أعرفه قديماً كان يلحقُ بي و أهربُ منه 

أخشى أنْ يشي بمكانِنا للعابرينَ و حاسدٍ ما مرةً عرفَ الحياةَ كما عرَفناها

هنا لا نبتغي وجعَ الترددِ و التساؤلِ حول ما يجدي و ما لا ينبغي أخشى 

كثيراً من ملاحقةِ التفاسيرِ التي لا تنتمي للحب نحن على يقينٍ أننا غير الذي 

قالوهُ في كتبِ المحبينَ القدامى و الذين سيعشقون فأين أنتِ الانَ هيا نسبقُ

الطيرَ الذي عرفَ الحكايةَ من هواءٍ يحملُ العطرَ المبلَّلَ في شفاهكِ و المكانْ.

الثلاثاء ١/٤/٢٠١٤ 




السبت، 29 مارس 2014

وتريات الليل و الضجر




وترياتُ الليلِ و الضَّجر

شعر: علاء نعيم الغول


هي هكذا كلُّ الذين أحبهم لا يمكثونَ و أنتهي كالزهر يسقطُ عند أولِ

نسمةٍ لم ترعَ فيهِ هشاشةً و تسامحاً مع لمسةٍ لم تنتبهْ لشفاههِ في الشمسِ

تذبلُ قبلَ أن يأتي المساءُ أنا ضحيةُ من أحبوني و راحوا حاملينَ مبرراتِ

رحيلهمْ و بقيتُ وحدي حاملاً لهم انتظاري ذكرياتٍ لن تكونَ شفيعةً للعيشِ

أهدأَ هكذا سأصابُ بعدكِ بانتظارٍ آخرٍ أحتارُ كيفَ ألُمُّهُ من لونِ عينيكِ اللتينِ

أعادتا يوماً إليَّ الصيفَ و البحرَ المفاجىءَ لي بما لا أشتهيهِ من الشعورِ بأنني

وحدي سأحصي كلَّ هذا الرملِ أكتبُ في البنفسجِ كيفَ صدقتُ البدايةَ آملاً

و بدأتُ منها هارباً نحو الفراغِ المرِّ بعدكِ يا بياضَ الموجِ و الكلماتِ في حلقي

الذي ما بُلَّ قبلَكِ كيف لي ألا أُراعَ من الفراقِ و من خيالي عالقاً في طيفكِ الآتي

إليَّ مُحَمَّلاً بتوقعاتٍ لا تصدِّقُ أنني ما مرةً قسَّمتُ نفسي هكذا لأراكِ دون ترددٍ

بيني و بينكِ و المواسمِ لا تقولي لي أنا نسجُ الخيالِ و لا أرى شيئاً يُطَمْئنُ كلما

حاولتُ تسويةَ الخلافِ مع الحقيقةِ أنتهي بحقيقةٍ لا ينتهي فيها الخلافُ و هكذا

حتى تركتُ القلبَ يفصلُ في قضاياهُ القديمةِ و التي بدأتْ على شفتيكِ يا ورقَ

الرسالةِ قبلَ توقيعي عليها أنتِ لي و أنا سأعرفُ كيفَ أحمي الوردَ فيكِ و هكذا.

الاحد ٣١/٣/٢٠١٤


الجمعة، 28 مارس 2014

إنتظار



إنتظار

شعر: علاء نعيم الغول


الساعةُ الآنَ المغيبُ و لم يعدْ في القلبِ متسعٌ لكي ألهيهِ عنها بالتسكعِ

خارجَ البيتِ اعترفتُ بأنني متورطٌ في خلقِ أجواءٍ تضللهُ قليلاً فاشلٌ أنا

دائماً في جعلهِ متناقضاً ليريحني من صِدْقِهِِ معها لديهِ ثوابتٌ لم استطعْ

تفكيكها بالاحتيالِ عليه هذا القلبُ يفضحُ فيَّ نيَّاتي الخبيثةَ في افتعالِ

المُلهياتِ لطالما حاولتُ ثمَّ تركتُهُ مستسلماً ماذا سأفعلُ مقلقٌ هذا التظاهرُ

بالتحملِ غير أني الآن أكثرُ من ملاحقتي لدقاتِ العقاربِ علها تأتي بها

قبلَ العشاءِ و قبل قطعِ الكهرباءِ عن البيوتِ قرأتُ شيئاً من روايةِ نيكولا

سباركسَ ثم سمعتُ ما يكفي من الصخبِ اللذيذِ لاغنياتِ بِينْكِ فلويدَ

و استرخيتُ شيئاً ما و لكن لا أزالُ معلقاً في شاشةِ الآيبادَ منتظراً

مناورةً مع القلقِ المراوغِ أينَ أنتِ الآنَ يا صمتَ المسافةِ بين قلبي

و الأصابعِ و هي تكتبُ ما أحبُّ إليكِ يا نزْفَ المساءِ و صورتي

مقسومةً ما بين وجهي في الهواءِ و بين ظليَ فوقَ أمتعتي التي

تمتدُّ كالشبحِ الطويلِ على السريرِ كم الحياةُ بطيئةٌ في الانتظارِ

و أنتِ لي كالقشِّ للعشِّ الصغيرِ و للزجاجِ يحيطُ بي و يَلُمُّني.

الأحد ٣٠/٣/٢٩١٣

رواية رسالة في زجاجة لنيكولاس سباركس

فرقة روك انجليزية Pink Floyd


Adagio او اغنيات المساء



Adagio

( أو أغنياتُ المساء)

شعر: علاء نعيم الغول


هلَّا نظرتِ الى السماءِ الآن جهةَ الغربِ حيثُ الزُّهْرَةُ ابتعدت قليلاً

عن شقوقِ الغيمِ و اقتربتْ قليلاً من رؤوسِ النخلِ في عينيكِ سوفَ

تضيءُ أولُ نجمةٍ و تمرُّ عن شفتيكِ نسماتٌ مبللةٌ بزهرٍ لم يكنْ قد 

خبَّرَتْهُ الشمسُ كيفَ يظلُّ مفتوناً بلونِ بياضِهِ و سألتُ عنكِ و كان

صوتٌ من بعيدٍ يُمسكُ القلبَ الصغيرَ يهزُّهُ بهدوئهِ و يذيبُ فيهِ بقيةَ

الشفقِ النقيِّ يقولُ لي كيفَ التقينا فجأةً و تلوَّنتْ في إثْرهِ هذي

السماءُ بما يليقُ بعاشقينِ توقعا ما ليس يمكنُ أنْ تكذبَهُ الطيورُ غداةَ

 صرنا أغنياتٍ للهواءِ و زرقةِ البحرِ المطيعةِ حين تفردُ نورساتُ الليلَ

أجنحةَ الصباحِ تظللُ الموجَ الخجولَ و تختفي خلفَ الغيومٍ معاً سنبقى

مُمْسِكَيْنِ ببعضنا و دقائقِ الوقتِ التي قد أحْدَثَتْ في الصمتِ شرخاً

لا يراعي أننا جئنا هنا و لنا الذي نحتاجهُ دقاتُ قلبي اليومَ هادئةٌ بما

يكفي لأنسى ذكرياتٍ أهمَلَتْ فيَّ انتظاري عند وادي الرملِ قبلَ البحرِ

عند تفتحاتِ النرجسِ العفويِّ أنتِ الآن ذاكرتي و أولُ ما يفاجىءُ في

الحياةِ و آخرُ السفرِ الذي لا بدَّ منه و زهرةٌ فوق الوسادةِ للصباحِ و لِيْ.

السبت ٢٩/٣/٢٠١٤     

الخميس، 27 مارس 2014

صباح البيلسان




صباحُ البيلسان

شعر: علاء نعيم الغول


غرباءُ نحنُ و لا مكانَ يقي الغريبَ و لا يعيدُ له ما ضاعَ من ماضيهِ

بحثاً عن مكانٍ لم يجربْ فيه بعدُ الانكسارَ أمامَ ما لم يستطعْ تحقيقَهُ

هذا أنا و هناك أنتِ نواجهُ الشمسَ الكبيرةَ مرةً أخرى تعالَيْ نحتمي

من حرها بشفاهِنا تحتَ احتضارِ الزنزلَخْتِ و بين رائعةِ النهارِ و ظلِّ

هذا السورِ هيَّا نحفرُ الرملَ الذي اندثرتْ عليه ممالكُ العشقِ القديمةُ

نُخرجُ الألواحَ نعرفُ كيف كانوا مثلنا يتساقطونَ على هواءٍ مرَّ عنْ

شالٍ على شعرٍ و عندَ النبعِ كان الملتقى و توقعاتُ العاشقينَ و عندما

صرنا معاً كَثُرَتْ نهاياتُ الشوارعِ و اختبرْنا كيف يبدو شاحباً وجهُ

الطريقِ و قد تركنا خلفنا ورداً على شُرَفِ الصباحِ و واجهاتِ القلبِ

أنتِ حبيبتي و أنا أفتش عنكِ في نفسي و في عينيَّ في صوتٍ

تلاشى فيَّ يأخذني الى ما ليسَ يكفيني و أنتِ هناكَ نصفي

المستحيلُ أراكِ في لونِ البنفسجِ في غصونِ البرتقالِ بزهرهِ 

و أراكِ وحدكِ بين قلبي و ابتسامتكِ البعيدةِ سوف يأتي اليومُ 

كي نجدَ الطريقَ و نلتقي في الضوءِ عند البيلسانةِ دون خوفْ.

الجمعة ٢٨/٣/٢٠١٣

الثلاثاء، 25 مارس 2014

كوابيس




كوابييس

شعر: علاء نعيم الغول


ماذا سوف يبقى لي و ماذا سوف يتركُ لي غيابُكِ لست أعرفُ غير

أني لن أكون هنا و وجهي لن يرى ضوءَ الصباحِ ككلِّ يومٍ و المكانُ

مسافةٌ مقسومةٌ بيني و بينَ الآخرينَ يسيءُ لي هذا التطفلُ في عيونِ

الناظرينَ إليَّ بعد دقيقةٍ عند المحطةِ ناطراً ما ليسَ يرجعُ في صفيرِ

الحافلاتِ و لم يغادرْني خيالُكِ لحظةً و وجدتُ نفسي بعدها في مقعدٍ

ما بين مقهى سانتا آنا و البريدِ و كنتُ أعرفُ أنَّ أصواتَ المشاةِ ستختفي

عما قريبٍ تاركينَ الشارعَ المنهوكَ لي و لعازفٍ متجعِّدٍ يخشى البقاءَ هناكَ

وحدي بعد هذا الحرِّ أبحثُ عن بقيةِ ظلِّ أبنيةٍ مؤجرةٍ لعمالٍ أتوا من كوستاريكا

يأكلونَ الجالو بينتو مع صديقاتٍ لهم في الشارعِ المُفضي لحاناتِ البِغاءِ و بيعِ

ذاك القنَّبِ الهنديِّ عند مداخلِ الحيِّ الفقيرِ صحوتُ من هذا و كانَ الحلمُ يشبهُ

فيلمَ نوو جاك سيتي هذي كوابيسُ المُحبِّ غداةَ خفتُ من الفراقِ حبيبتي لو كان

لي أنْ أنْظمَ النجماتِ عقداً حول جيدِكِ لارتقيتُ إلى السماءِ على جناحِ غمامةٍ

هربت من الريحِ التي في آخرِ الصيفِ انتظرتُكِ في قديمِ الوردِ في مرآةِ عمرٍ

لم يضعْ حتى وجدتكِ فيه هذا القلبَ نبضاً ليس لي منه الذي ما ليس فيكْ.

---------

New Jack City:فيلم

القنب الهندي: الماريجوانا

الجالو بينتو: الطبق الوطني في كوستاريكا من الارز و الفاصوليا السوداء Ghalo pinto

الخميس ٢٧/٣/٢٠١٤

الاثنين، 24 مارس 2014

من ذكريات الحب و القلق



من ذكرياتِ الحبِّ و القلق

شعر: علاء نعيم الغول


ما السرُّ في أن تختفي يوماً طويلاً غرفتي مقفولةٌ منذ الصباحِ

و ساعةُ الخشبِ الصغيرةُ غالباً مضبوطةٌ و أنا على طرفِ السريرِ

أقلبُ الأرقامَ و الصورَ القديمةَ قاتلاً للوقتِ شيءٌ ما يزيدُ الآن من قلقي

عليها كهرباءُ اليومِ تخذلنا كثيراً و انتظارُ إشارةٍ منها تطمئنُ أصبحتْ

أمراً مُلِحَّاً كيف أخرجُ من دوائرِكَ المخيفةِ ايها القلقُ الذي يقتاتُ من

نبضاتِ قلبي عادةً ما أفتحُ التلفازَ هرباً من ضجيجٍ عارمٍ في الرأسِ

يُفزعُني متى ينتابُني القلقُ المعلقُ في زوايا الانتظارِ لأي شيءٍ غيرِ

عاديٍّ كما أسْلَفْتُ أنتِ محاولاتي للبقاءِ بما يحققُ لي هدوءً غير مسبوقٍ

و قلباً صالحاً لعلاقةٍ بيني و بينكِ دون تشويهٍ لأوضاعٍ مرتبةٍ أحاولُ أنْ

أعدَّ الشايَ لي من فترةٍ و أنا أسَوِّفُ مُلْهياً نفسي بتقليبِ المحطاتِ التي

ما مرةً دفعتْ فضولي للتوقفِ عندها سيضيعُ كل الوقتِ مشتهياً لأُكْمِلَ ما

تبقى من روايةِ "حفلةُ التَّيْسِ" الطويلةِ و التأكدَ من بطاقاتٍ سأرسلُها إليكِ

حبيبتي فورَ انتهائي من سماعِ موشحٍ تشدو به فيروزُ هذا لا أزالُ كما أنا

متوترٌ تحتي صفيحٌ ساخنٌ و الشايُ يبدو لن يُعَدَّ و لنْ أنامَ كما أريدَ.

---------------------

حفلةُ التِّيس رواية لماريو بارغاس يوسا روائي من الدومينيكان

الأربعاء ٢٦/٣/٢٠١٤

حلم من العشب و البحر



حلمٌ من العشبِ و البحر

شعر: علاء نعيم الغول


هنا تجدينني إنْ شئتِ يوماً أنْ نكونَ معاً لنحلمَ تاركَيْنِ وراءنا

ما لم يكنْ ليريحَنا و يعيدَنا لنقائِنا و صفاءِ هذا الماءِ في بِرَكٍ بلونِ

اللازِوَرْدِ و خضرةِ العشبِ المضيئةِ بين أحجارِ الطريقِ هناكَ قارَبُنا

الصغيرُ أمامَ كوخٍ تحتَ أشجارٍ علاها أحمرُ الزهرِ المبللِ سوفَ نبعدُ

كي نرى سقفَ المغيبِ و نوقفَ الوقتَ المعلقَ في حواصلِ نورساتٍ أبطأتْ

شيئاً قليلاً قبل أن تصلَ الصواري العارياتِ أمامَ مرآةِ السماءِ تقَبَّلي لمساتِ

أوراقٍ يساقٍطها الهواءُ على بياضِكِ و اغمضي عينيكِ حين أضمُّ فيكِ الدفءَ

أحتضنُ اغترابي فيكِ يا وجعَ المسافةِ بين شفَتَيْنا و حرَّ الاقترابِ لقُبْلةٍ لا تنتهي

في مدخلِ الكوخِ المضاءِ بهالةِ القمرِ القريبِ من النوافذِ لن نفرطَ بعدها بدقيقةٍ

من أجل خوفٍ صارَ وحشاً ضارياً يقضي علينا مرتينِ مع الصباحِ و مرةً عندَ

المساءِ هنا الحياةُ و قد استعادتْ ما فقدنا في عراءِ مدينةٍ مسكونةٍ بخطىً

تتابعُنا تلاحقُنا و يحفرُ وقعُها جرحاً عميقاً حارقاً في القلبِ لسنا نشتهي

غيرَ الذي يخفيهِ هذا المشهدُ السحريُّ عند البحرِ نعتصرُ السكينةَ في عناقٍ

ليس يسمحُ للهواءِ بأنْ يمرَّ متى سيأتي الطيرُ يفتحُ خلفه بابَ الصباحِ الآنْ.

الثلاثاء ٢٥/٣/٢٠١٤

السبت، 22 مارس 2014

غروب على حافة القلب




غروبٌ على حافةِ القلب

شعر: علاء نعيم الغول


هذا المكانُ أنا و أنتِ و مقعدانِ و من هنا بدأت تفاصيلُ الحكايةِ  وقتَ

صرنا تائهينِ معاً نفتشُ في الفراغِ و حمرةِ الشفقِ الغنيِّ عنِ الذي يغتالُ

فينا الروحَ ينزعُ من أصابِعِنا التعلقَ بالتحيةِ مَنْ يرانا لا يصدقُ أننا جئنا

معاً خوفاً على ما في يدَيْنا من بقايا الدفءِ لا الأيامُ واسعةٌ لنفتحَ شاطئاً

للبحرِ و الدنيا تعاني من جفافٍ شقَّقَ الحلقَ الصغيرَ و لا الهواءُ يريدُ منا

أن نطيرَ وراء هذا الغيمِ ساعاتٌ من الفرحِ الخجولِ نعيشُ فيها هاربينِ من

القيودِ و من ضغوطِ الاعترافِ بأننا لا ننتمي إلا لهذا الواقعِ المهزومِ سوفَ

نظلُّ نحلمُ هكذا قالَ الفراشُ لنا و محفورٌ على وجهِ المسافةٍ أغنياتُ الحبِّ

نسمعها على أملِ الوصولِ الى النهايةِ مُخْلِصَيْنِ لدقةِ القلبِ التي انفجرتْ

على مرأى من الوقتِ الجريحِ أنا و أنتِ و نجمةٌ قبلَ الغروبِ بقُبْلةٍ فيها

استعادَ العمرُ بعضَ مفاجآتِ الانفلاتِ من الملوحةِ في هواءِ الصيفِ نحنُ

الخطوتانِ و قهوةٌ عند الصباحِ و همسةٌ مفتونةٌ بهدوئها تسري عميقاً في

وريدِكَ أيها اليومُ الطويلُ أنا أحبكِ تاركاً ليدي يدَيْكِ أرى الطريقَ قريبةً

في لونِ عينيكِ الذي اختزلَ الكلامَ بنظْرَتَيْنِ و هزَّني في القلبِ عن عمدٍ.

الاثنين ٢٤/٣/٢٠١٤  

على جزيرة ما



على جزيرة ما

شعر: علاء نعيم الغول


هي نفسها تلك الاجاباتُ التي لا توقفُ القلقَ المُشِلَّ لكلِّ أطرافِ

الإرادةِ تلكَ أسئلةٌ تزيدُ الأمرَ سوءً هذه جُمَلٌ مجهزةٌ لقطعِ حديثنا

و هناك ما يكفي من الكلماتِ تُحْشَرُ في ثنايا النَّصِّ تفسدُ فيهِ ما

يحتاجُ من عفويةٍ لم دائماً ينتابُنا هذا الشعورُ بأنَّنا لا نملكُ الحريةَ

القصوى لقولِ حقيقةٍ دون التلفتِ مرتينِ هناك شِبْهُ تواطؤٍ لإعاقةِ التفكيرِ

و التقليلِ من فرصِ التفاهمِ دونَ شكٍّ مسبقٍ في نِيَّتَيْنا من هنا سأسيرُ

نحوكِ حاملاً شيئاً يُرَتِّبُنا معاً و الأمر لا يحتاجُ منكِ الانتظارَ لكي تفاجئنا

الحياةُ حبيبتي هي لحظةٌ ما إنْ تمرّ فلن تعودَ قريبةٌ تلك الجزيرةُ و الفنارُ

هناكَ يلمعُ فاتحاً وجهَ السماءِ لنا لنبدأَ كاملَيْنِ و قد تركنا خلفنا وجعَ التعاطي

مع أماكنَ لم تناسبْنا و ناسٍ لم يكونوا مرهفينَ بما يليق و دائماً موجودةٌ لحظاتُ

عمرٍ لا تُساوىَ بالحليِّ و مغرياتِ مدينةٍ مفتونةٍ بنسائِها و انا و أنتِ تقابلتْ فينا

البدايةُ و النهايةُ و ابتدعنا مفرداتٍ عمرها سطرانِ ينتهيانِ بالنقطِ الصغيرة و التي

فيها اختبأنا أول الحبِّ العصيِّ على التفاسيرِ المتاحةِ في متونِ صحائفِ العشقِ

القديمةِ أنتِ لي كأشارةٍ في آخرِ المَمْشى الطويلِ بدونها أحتارُ فيما سوفَ أفعلُ بعدها.

الاحد ٢٣/٣/٢٠١٤

الجمعة، 21 مارس 2014

ترتيبات سريعة



ترتيباتٌ سريعة


أحتاجُها كي أربكَ النَّسَقَ المُمِلَّ و ما يكررهُ النهارُ بقسوةٍ تنسيكَ

أنَّكَ صالحٌ للعيشِ كم أحتاجُها لارتِّبَ الباقي و أعرفَ كم أنا متسامحٌ

مع ذكرياتٍ آلَمَتْني مرةً و تغيظني في اليومِ مراتٍ تلاحقني بشكلٍ شائكٍ

مُتَلَصصٍ كي تفسدَ الآتي و أنتِ الآن منفايَ المريحُ و غربتي حتى الخلاصِ

من الضجيجِ و وسوساتِ النفسِ لي بمغامراتٍ لستُ أضمنُ عودتي منها

بأوسمةِ البطولةِ أنتِ لي هذا التمردُ ضدَّ رغباتِ الحياةِ بأن أهَمِّشَ ما

اكتسبتُ من الوجودِ و من مشاكستي الطويلةِ للمعيقاتِ الكثيرةِ أنتٍ لي هذا

الهواءُ و مفرداتُ الحبِّ في زمنِ التهافتِ و الشعاراتِ الرخيصةِ و النزولِ الى

الشوارعِ دون رأيٍ واضحٍ أنتِ المكانُ الواسعُ النائي على كتفِ الصباحِ و غابةِ

الوردِ البعيدةِ عند كوخٍ جردتهُ الشمسُ من وجعِ الصقيعِ و أنتِ لي لونُ البنفسجِ

في ثيابي حين تفتحُ شمسُ نيسانَ الكبيرةُ شارعاً للبحرِ تأخذني إليه مجرَّداً من

وشوشاتِ الأمسِ أنتِ حبيبتي شاءَ المدى أم لم يَشَأْ و هلاكُ هذا القلبِ في أَنْ

تَتْركيهِ على رصيفِ الاختياراتِ المريعةِ و الرجوعِ الى محطاتِ الفراغِ أنا رميَّةُ

سهمِكِ الآتي على سهوٍ و قلبي لينٌ كالشمعِ في دفءِ ابتسامكِ و الشفاهْ.

السبت ٢٢/٣/٢٠١٤ 

الخميس، 20 مارس 2014

تفاصيل الحب و السفر




تفاصيلُ الحبِّ و السَّفر

شعر: علاء نعيم الغول 


ما كان كانَ و لن يكونَ سوى الذي في الغيبِ فاقبلَ أيها القلبُ الصغيرُ

مفاجآتٍ لستَ مسؤولاً عن الآتي بها و دعِ الملامةَ جانباً كيلا تُضَيِّعَ طعمَ

هذا الحبِّ نحنُ مسافةٌ مفتوحةٌ في العمرِ نقطعها معاً شِئْنا أم اخترْنا

التَّلكؤَ كي نعاندَ خطوتينِ على طريقٍ واحدٍ عيناكِ فاتحةُ السماءِ و مخبأُ

الغيمِ البعيدِ و منتهى الصمتِ القديمِ على جبالِ الثلجِ طبعا ًلا أحبُّكِ بُغْيةً 

في أن يقالَ العشقُ أودى بي و لكن كي أرى وجهَ البحيرةِ صافياً و أراكِ 

بينَ جدائلِ الضوءِ الطويلةِ في ليالي الصيفِ كانت أمنياتي لا تساعدُني

 على فهمِ الفروقِ و لم أكنْ متوقعاً ما نحنُ فيهِ و فيكِ مرآتي و فوَّهةُ الحقيقةِ

 دونَ تفسيرٍ يزيدُ الأمرَ تعقيداً بعيداً كنتُ أسألُ عن مكانٍ قد أصادفُ فيهِ

 نفسي فاصطدمتُ بحائطٍ لا نَقْبَ فيهِ و عُدتُ مِنْ قلبي إلى وجعِ السؤالِ و حين

 صارَ الليلُ أطولَ ضاق بي هذا المكان و لم أفِقْ حتى وجدتُكِ بين قلبي

 و التفاصيلِ التي تعني بقائي هادئاً كهدوءِ وجهِكِ أولَ الفجرِ المعلقِ في أغاني

 الحبِّ و السفرِ المفاجىءِ و اقتسمتُ مع النهارِ الوقتَ كي أعطيكِ منهُ دقائقَ الفرحِ

القليلةَ و اقتسمتُ مع المساءِ الدفءَ كي أعطيكِ منه وسادةً من وردتينِ و قُبْلةٍ.

الجمعة ٢١/٣/٢٠١٤ 

الأربعاء، 19 مارس 2014

تلال العشب و الصيف



تلالُ العشبِ و الصيف

شعر: علاء نعيم الغول


و تقولُ لي مرتاحةٌ و ضميرُها لا زالَ أكثرَ راحةً و عيونُها ملأى بلونِ

البحرِ و الدنيا برائحةِ الهواءِ على تلالِ العشبِ ينبضُ قلبُها فَرَحاً كما

لو أنها وُلِدَتْ لِلَحْظتها بلا أعباءَ تمنعُ نومَها و تقولُ لي لا شيءَ يعدِلُ

فرحةً في وجهها المفتوحِ للشمسِ المطلةِ من وراءِ الغيمِ في آذارَ تحملُ

في رقيقِ شفاهِها همسَ الشواطىءِ و الفراشِ تقولُ لي كم في الحياةِ

مفارقاتٌ لا تُفَسَّرُ غير أنَّ الدفءَ يسري في الضلوعِ فتنتشي و يهزها

طربٌ لذيذٌ و هي تضحكُ كلُّ هذا عندما ضَمِنَتْ بأنا لن نكونَ معاً و هذا

ما أثارَ الخوفَ فيَّ تحبني و أحبها تشتاقُ لي و أهيمُ فيها غير أنَّ مسافةَ

البعدِ الكبيرةَ بيننا تحتاجُها لترى الطريقَ الى الهدوءِ بلا مخاوفَ عاذرٌ

فيها الذي لن تعرفوهُ و ما يهمُّ الآن أنا نعرفُ الفرحَ الكبيرَ معاً و يعرفُنا

الصباحُ و كلُّ هذا الضوءِ دعنا ايها الوقتُ المقيَّدُ نُكملُ اليومَ القصيرَ

و نختفي خلفَ الحكايةِ وحدنا لنرى العناقيدَ التي في الكرْمةُ العليا

هناكَ تعلقَ الصيفُ الجميلُ بنا و ليس لدي ما أخفيهِ عنكِ و لا أريدُ

سوى الذي يعطيكِ أمنَ العُمرِ و الوقتِ الذي سنعيشُهُ متلاصِقَيْنْ.

الخميس ٢٠/٣/٢٠١٤  

الاثنين، 17 مارس 2014

تساؤلات هادئة




تساؤلاتٌ هادئة

شعر: علاء نعيم الغول


هل تعرفين لمَ التقينا الآنَ في هذا المكانِ و ليس بعدَ الصيفِ

عند البحرِ؟ هل فكَّرتِ يوماً كلُّ شيءٍ ممكنٌ و مفاجىءٌ و بدونِ

قولٍ واضحٍ فيما نراهُ؟ هلِ الحياةُ تطيعنا في ما نريدُ لكي تُطاعَ

و لا إجابةَ تستطيعُ الان فتحَ تساؤلاتٍ بيننا حولَ الذي لا ينبغي أو 

ينبغي هل أمنياتُ القلبِ حتماً لا تُحَقَّقُ أولاً ليصيبَنا اليأسُ المُبَرَّرُ ثانياً

ما نفعُ هذا القلب بالدنيا إذا فات الأوانُ و لم نجدْ باباً لمفتاحٍ نخبِّئهُ ليومٍ

مثل هذا لن يعودَ لنا الذي قد راحَ فاغنمْ ما تبقى هادئاً و اكتبْ على هذا

الهواءِ متى ستقطفُ وردةً و تنامُ في ظلٍّ لِعَبْهَرَةٍ على سورٍ طويلٍ أنتِ لي

و أنا كذلكَ لا أرى سبباً لهذا الإكتراثِ قديمةٌ كل التفاصيلِ التي أوردتُها

فالى متى سنخوضُ في ما لم يغيِّرْهُ الأوائلُ و الأواخرُ لن يكونوا غير ذلكَ

هل تحبينَ الصباحَ كما أحبُّكِ في هدوءِ الليلِ تتسعُ القلوبُ و تنمحي صورُ

النهارِ حبيبتي هيَّا هناكَ و قد تبددتِ المخاوفُ و انتهتْ كلُّ الظنونِ و صارَ

في مقدورِنا ترتيبُ هذا القلب دون فواصلٍ و تردداتٍ أوقَفَتنا عندَ منعطفٍ

ضعي فلاً على جنبِ الوسادةِ وقتما تجدينَ أغنيةً لها قلبٌ و ذاكرةٌ.

الاربعاء ١٩/٣/٢٠١٤ 

     

الأحد، 16 مارس 2014

O Fortuna او من وحي كارمينا بورانا



O Fortuna

أو من وحي كارمينا بورانا


هي عادةُ الدنيا تجيءُ بما نُحبُّ و قد تغيرتِ الأماكنُ و اعترانا

الخوفُ و اقتربت نهاياتُ البنفسجِ و الظروفُ تعيقُ ما في الحبِّ

من أشياء مفرحةٍ و ليس أمام هذا القلبِ الا أنْ يرى من سخرياتِ

الحظِّ ما لا يستطيعُ حيالَهُ تغييرَ شيءٍ أنتِ لي و الوقتُ ليسَ لنا و قدْ

فتحَ المسافةَ بيننا حتى استحالَ الانتظارُ حبيبتي أنتِ الزجاجُ أراهُ لكن

لا يُريني ما أريدُ نحومُ حول الضوءِ مراتٍ و نفقدُ كلَّ يومٍ زهرةً و نقولُ أنَّ

غداً يفاجىءُ و الحقيقةُ أوقفتْنا عند جسرٍ ليس يعبرُ كلَّ هذا النهرِ هيا

نسرقُ الزمنَ الذي سرقَ الطريقَ من الخُطى و نعودُ من بابِ البدايةِ

كاملَيْنِ بلا خدوشٍ في يديْنا و اهتراءٍ آخرٍ في القلبِ هيا نوقظُ اللغةَ

التي فقدتْ حروفَ الانتسابِ الى الحياةِ و يومَ كنتُ مغامراً أدركتُها

أنَّ انتصاراً واحداً يكفي لتصبحَ سيدَ الوقتِ الخؤونِ و أنَّ فوزاً آخراً

سيكون قد فتحَ السماءَ و أبعدَ الغيمَ الكئيبَ وراءَ تلكَ الريحِ هيا نعتلي

قممَ التلالِ معاً أحبكِ رغمَ ما في الكأسِ من ملحٍ و طعمٍ لاذعٍ هي قطرةُ

الشهدِ الاخيرةِ سوف تُنسينا المرارةَ و الوقوفَ على طريقٍ شائكٍ.

الثلاثاء ١٨/٣/٢٠١٤


ثلوج بعيدة و لهب قريب



ثلوجٌ بعيدةٌ و لهبٌ قريب


يومانِ مرَّا أوجعاني و افتقدتُكِ فيهما و كتبتُ ما لم أستطعْ من قَبْلُ

تأويلاً له و تعلَّقتْ قدماي بالطرقِ التي انقلبت على روَّادها و وجدتُ

نفسي مرة أخرى أسيراً بين قلبي و اعترافاتي بأني دائماً وحدي

و أني لا أجيدُ النومَ حين أكون مضطراً لتصفيةِ الحسابِ مع انتظارٍ

لم يعِدْ لي وردتينِ لمنْ أحبُّ هي الحياةُ كما تريْنَ نريدها بقلوبِنا و تريدُنا

بشروطِها و انا أريدُ الاحتماءَ من الهواءِ يداكِ تقتربانِ من وجهي و في

عينيكِ أتركُ ما ورائي كي أذوبَ على ذراعيكِ أشتهاءً للتلاشي فيكِ يا

صوتَ البعيدِ من الثلوجِ كما القريب من اللهيبِ و ما بهذا الماءِ من شبهٍ

بلونكِ يا شفافيةَ الزجاجِ و خالصَ الشهدِ النقيِّ أنا هنا لا تُشْمِتي بي هذا

الصباح و غادياتِ الطيرِ و اقْتربي قليلا من مكانٍ لا يضيقُ بنا أراكِ

فراشةً في مهبطِ الوادي الغنيِّ بما افتقرتُ اليه حين أحاطَ بي هذا

الفراغُ و أنتِ خلف ستائرٍ مما نخافُ و ما نحاذرُ و اسْتبقتُ القلبَ

حينَ تركتِ لي ألمَ انتظارٍ آخرٍ و طرقتُ نافذةَ المساءِ عليكِ منتبهاً

لما بيني و بينكِ من وعودٍ و اكتفيتُ بأنْ بقيتُ هنا وحيداً من جديدْ.

الاثنين ١٧/٣/٢٠١٤


 

الجمعة، 14 مارس 2014

توقعات و انتظار



توقعاتٌ و انتظار  


ما كان ضرَّكَ لو بقيتَ و قُلتَ لي ما كان يجعلني جميلاً حينَ يأتي

الفجرُ في عينَيْكَ حين نكونُ أصدقَ مع صباحٍ لا يباغتُنا بنياتٍ ملوثةٍ

و حينَ تكونُ تلك الشمسُ قد تركت على أسمائنا دفءَ انتظارِكَ لي 

و دفءَ توقعاتي منكَ ماذا كان ضركَ لو مسحتَ على يدي بيديكَ في

يومٍ تكونُ الريحُ قد لسعتْ دمي من بَرْدِها و نسيتُ نفسي فيكَ حتى

لم أعدْ أحتاجُ من يومي سواكَ و أغنياتُكَ لا تزالُ تعيدُ لي همسَ الهواءِ

على نوافذَ أيقَظَتْني كي أراكَ و أنتَ تعرفُ كم أحبكَ لستَ مضطرَّاً 

لتسألَ هل سأصبرُ لن يجيبَكَ غير قلبكَ أيها القلبُ الذي فتحَ المدينةَ

لي شوارعَ لا تردُّ جميلَ مأخوذٍ بها و أخذتُ نفسي من هنا لأعيشَ 

فيكِ حبيبتي يومينِ أطولَ من سنينِ الفلِّ ماذا لو أتيتَ البحرَ و هو

على فراشِ الليلِ كي تعطيهِ دقاتٍ لقلبيَ ربما لا تعرفُ الملحَ الذي 

نكأَ الجروحَ و لم تُعِرْني رغبةً في مسحِها برطيبِ وردكَ هل أضرَّكَ

أنني فتشتُ عنكَ و جئتُ من ألمٍ تناثرَ عند بابِكَ ريشَتَيْنِ و زهرتينِ

فقلْ متى ستعودُ لي و أنا هنا و هناكَ و اكتبْ موعدينٍ كما تُحِبْ.

الأحد ١٦/٣/٢٠١٤

في عالم آخر



في عالمٍ آخرْ


أنا و أنتِ الآن نشبهُ نفْسَنا و نرى بعيداً قارَباً يبدو كما

القمرِ النحيلِ حبيبتي لا تعرفُ الطيرَ الذي سيقودُنا نحو الفراغِ

و لن يقولَ لنا الحكايةَ من بدايتِها سيترُكُنا على جنبِ الطريقِ بدونِ

أجوبةٍ تريحُ عيونَنا و الريحُ تعرفُ أننا جبناءُ نهربُ من ضمائرِنا و ما

في القلبِ من حبٍّ سَقَتْهُ الشمسُ أياماً و صادَفنا النهايةَ مُسْرِعَيْنِ كأننا

نحتاجُ أنْ نُلْقي الهمومَ على ركامِ العمرِ لن نبقى معاً قدرُ المسافرِ أن 

يغيرَ كلَّ يومٍ وِجْهَةً و يرى الطريقَ بدايةً مفتوحةً و أنا على الطرفِ البعيدِ

أراكِ وحدكِ بين مرآةٍ و أسئلةٍ كأنَّ الشوكَ في شفتيْكِ تخْشَيْنَ الكلامَ و تحتَ

نعليْكِ الغضا جَمْراً تخافينَ الهروبَ الى هوائكِ يا حبيبتي التي لا شكلَ

أعرفُهُ لها سيكونُ موعدُنا متى فُتِحَتْ نوافذُ بيتِكِ المسكونِ بالليلِ الطويلِ

محطةٌ و حقيبةٌ و يدٌ تصافحُ و البدايةُ دائماً عند النهايةِ أيها الوردُ الجميلُ

لِمَ احتمَلْتَ الشوكَ و اسْتَعْذَبْتَهُ و بقيتَ في هذا المكانِ مقيَّداً و العطرُ في

خدَّيكَ سرٌّ لانتظاركَ أمنياتُ القلبِ عاريةٌ  و هذا القلبُ يعرفُ أين تختبيءُ

الطيورُ و كيف لا تصلُ القواربُ للموانىءِ و الحياةُ  لنا و للطيرِ الرحيلْ.

السبت ١٥/٣/٢٠١٤

الخميس، 13 مارس 2014

بعد طول رحيل




بعد طولِ رحيل


يا حظِّيَ الورديُّ فتِّشْ في مراياها الطويلةِ عن مكانِ السِّحْرِ عن لونِ

ابتسامتِها التي بدأَ النهارُ بها و قُلْ لي أين تُخفي قلبَها و هدوءَ عينيْها

و فتِّشْ مرتينِ عن الهواءِ المُنتشي في عطرِها المائيِّ و انظرْ و هي ترسلُ

شَعْرَها ليلاً يُخَضِّبُهُ عبيرُ الكَستناءِ و لا تَدَعْها قبلَ أنْ تُعطيكَ سرَّ تعلقي

بقوامِها العاجِيِّ و اسألْ كيفَ لو قَبَّلْتَ منها الجِيْدَ سهواً و الخدودَ و عانَقَتْكَ

على يقينٍ أنها ستعيدُ فيك الروحَ و العُمر الذي بدَّدْتَهَ بحثاً عن الأوهامِ جرٍّبْ

أنْ تُطَوِّقَها قليلاً كي يذوبَ الشَّمعُ بين يَدَيْكَ أدفأَ مِنْ رقيقِ الشَّهدِ فوقَ شفاهِها

و كُنِ المبادرَ في التقَرُّبِ من مفاتِنِها التي لا تنتهي و احذَرْ فقَدْ لا تستطيعُ

الإكتفاءَ بما لديها أيها الحظُّ الثَّرِيُّ هي التي فتشتَ عنها في بقاياكَ التي

أبْقَيْتَها لتعيشَ دونَ توترٍ يا أجملَ الورداتِ ليس لديَّ ما أخفيهِ عنكِ فقدْ

نفَضْتُّ يديَّ من ألمِ المسافاتِ القديمةِ دقةٌ في القلبِ تعني الحبَّ في زمنِ

الهروبِ من الحقيقةِ و الزمانُ الآن يندرُ أنْ ترى قلبَيْنِ فيه تجمَّعا طَيفاً و هاما

ذائبَيْنِ بلا تفاسيرٍ تبينُ سرَّ ما يجري لنا يا حُبَّ قلبي الآنَ أصبحَ لي مكانٌ

واحدٌ لا تُلْقِ بي في الريحِ و البحرِ البعيدِ فأنتِ لي بيتُ الشتاءِ و مُهجتي.

الجمعة ١٤/٣/٢٠١٤


الأربعاء، 12 مارس 2014

الانفجار العظيم




الأنفجارُ العظيم


قلبانِ يقتربانِ شيئاً ما بعيدا في فضاءٍ غيرِ هذا في مكانٍ

يجعلُ القلبَيْنِ يصطدمانِ ينفجرانِ يبدأُ بعدها الكونُ الجديدُ هناكَ

لا الأشياءُ ممكنةٌ و لا حتى النجومُ قدِ استدارتْ سوفَ نجعلُ كونَنا

في حجمِ أولِ وردةٍ في حوضِ بيتٍ واسعٍ بمجرةٍ ليستْ كبُعْدِ العِطْرِ

في شَفَتَيْكِ لن نحتاجَ ما نحتاجُهُ لتشعَّ من عينَيْكِ أضواءُ النجومِ

و يلمعَ القمرُ القريبُ على جبينِكِ سوفَ نجعلُ من غبارِ الليلِ تِبْراً

تحتَ نافذةِ السماءِ أمامَ بابِكِ في صباحٍ لا يدورُ مع المواسمِ مرتينِ

لنا طيورٌ تعرفُ القممَ البعيدةَ و التواءَ طريقِ هذا النحلِ تعرفُ أننا

من عالمٍ ما كان يوماً مُنْصِفاً أخذَ الكثيرَ و لم يدَعْ فينا سوى قلبيَنِ

مُتَّهَمَيْنِ بالحبِّ النقيِّ و بالتعلقِ بالبسيطِ من الحياةِ و لذةِ الفرحِ 

القليلةِ أيها الطيرُ الكثيرُ تعالَ من خلفِ الغيومِ و كُنْ لها سَقْفاً

يقيها الشمسَ و هي تمرُّ حاملةً بياضَ الفلِّ ترفُلُ في ثيابٍ مِنْ

خيوطٍ حرَّرَتْها الريحُ من وهَجِ الشرانقِ هادىءٌ قلبُ الحبيبةِ في

مكانٍ لا يلاحقُنا ليضربَ حولنا سوراً من الشوكِ الطويلِ و خندقٍ.

الخميس ١٣/٣/٢٠١٤ 

الاثنين، 10 مارس 2014

وداع او محاولة لذلك




وداعٌ أو محاولةٌ لذلك


هيَّا نسوِّي الأمرَ أنتَ تحبني و أنا كذلكَ و الحقيقةُ لا يزيِّفُها

الخلافُ على طريقتِنا الوحيدةِ في التخلصِ مِنْ ملامِحِنا الجميلةِ

دونما ألمٍ و نتركُ بعضَنا بعضاً كما لو أننا لم نتَّفِقْ يوماً على شيءٍ

و لن تحتاجَ مني ما يردُّ لقلبِكَ الفرَحَ السريعَ و لن توفِّرَ لي دقائقَ

من هواءٍ هادىءٍ و كما وعدتُكَ سوفَ تبقى صورتي أنَّى ذهبتُ و لن

أسيءَ لذكرياتِ الليلِ حين أنامُ تاركةً على جفْنيَّ شيئاً منكَ أنتَ هنا

و بعد هُنَيْهَةٍ سأكونُ قد أقفلتُ خلفي البابَ في وجهِ المسافةِ لن تعودَ

الاغنياتُ كما سمعناها بدايةَ كلِّ يومٍ لا تقلْ اني تركتُكَ فجأةً و حرقتُ

بعدكَ ما ترَكْتَ معي ستعرفُ أننا غرباءُ جئنا من ركامِ الانتظارِ و من

حطامِ الانكساراتِ الدفينةِ في تلهُّفِنا على لحظاتِ حُبِّ غير كاملةٍ متى

سيغادرُ الغرباءُ من بابِ المحطةِ حاملينَ حقائبَ الخيباتِ في أيدٍ تلوحُ

من بعيدٍ لا أحبُّ الاقترابَ من النهايةِ هكذا لاعودَ وحدي بين جدرانِ

الفراغِ و موجِعاتِ الأمسِ تسبقُني دموعُكَ أيها النائي وراءَ الصمتِ

جرَّبْتَ الكثيرَ و لن يكون وداعُنا شيئاً مثيراً بعدَ تسويةٍ تُفَرِّقُنا بلا سببٍ.

الاربعاء ١٢/٣/٢٠١٤

مكان واسع



مكانٌ واسعٌ


البحرُ في آذارَ ماءٌ دافىءٌ و البحرُ أنتِ كما يقولُ العارفونَ

بما تناثرَ من رذاذِ الموجِ فوقَ صخورِ هذا الرملِ أنتِ بقيَّتي

فيما الكلامُ الآن لا يحتاجُ مني البحثَ عن سببٍ لما في القلبِ

 من حبٍّ و لا أخشى سوى ضيق الطريقِ و قلة الوقتِ الذي نحتاجهُ

لمسافةٍ مفتوحةٍ تصلُ البدايةَ بالنهايةِ دونَ تصفيةِ الحسابِ مع الذي

عشناهُ في زمنِ التكلُّفِ و المجازفةِ الرخيصةِ كي نعيشَ بلا مقابلَ

حانَ وقتُ الاعترافِ بما خسرتُ أمامَ نفسي حين قلتُ كم الحياةُ هنا

تُطَمئِنُ و اكتشفتُ كم الحياةُ هنا اقترابٌ زائفٌ نحو الحقيقةِ أنتِ صوتٌ

قادمٌ فيه النهارُ بلا ادعاءاتٍ و يُشْبِهُنا هواءُ الليلِ حين نُجَرِّدُ القلبَيْنِ من 

عٍبْءِ الظنونِ لمَ التقينا هكذا مَنْ كان يعرفُ أنَّ زهرَ البرتقالةِ دعوةٌ للحبِّ

أنتِ متى أفيقُ أراكِ نافذةً على الدنيا التي فيها المكانُ لنا مكانٌ واسعٌ

يتساقطُ النوارُ فِيهِ على وسائدَ لمْ تنَمْ و وجدتُ أنَّكِ وِجْهتي نحو الشمالِ

البحرُ في آذارَ ذاكرةٌ على أطرافِها نبتَ الفراغُ هلِ التقينا سابقا؟ لا بدَّ

أنَّا مرةً كنا معاً و الشمسُ وجهُكِ يا جميلتيَ التي في القلبِ أنتِ و مَنْ أُحبْ.

الثلاثاء ١١/٣/٢٠١٤ 

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...