وفاةُ باكو دي لوثيا
قيثارةٌ ليديكَ يبدو الغيمُ أقربَ حين تعزفُ لحنَ إسبانيا الثريَّ
و في أصابعكَ القديمةِ ما تقولُ بها عن الغجرِ الذين اسْتوقفوا
في الريحِ ألوانَ الفصولِ على ثيابِهِمُ التي يتراقصُ الفرحُ الغريبُ
على مفاتِنِ راقصاتٍ كالطيورِ مزركشاتٍ مثلما الريش البهيّ و لا
تزالُ الشمسُ تحملُ ما ترَكْتَ على الهواءِ و ما نثرتَ على شفاهِ
الوردِ مُتَّ و كان قلبُكَ يعرفُ البحرَ الذي شهدَ انتقالَكَ للسماءِ
و لم تكنْ قَدْ قلتَ ما يكفي على أوتاركَ الملساء لا يتقاسمُ الموتى
سوى هذا الغياب المرّ في حَلْقِ المكانِ و أغنياتِ الحالمينَ على
طريقِ العُمْرِ حين أكونُ وحدي بين هذا الليلِ و القلبِ المؤثَّثِ
بالثمينِ من الهدوءِ أرى قميصَكَ أبيضاً ينثالُ من قلقِ الأصابعِ
سِحرُ أوتارٍ تحاكي الروحَ يا باكو ارتحلتَ و لم تدعْ لي ما
انتظرتُ أنا هنا وحدي و أنتَ هناكَ وحدكَ بين أشجار الماهوجاني
و الينابيعِ النقيةِ سوفَ تبقى في الهواءِ كطائر النَّحَّامِ ممتداً على
قيثارةٍ فتَحَتْ مسافاتِ الحنينِ و ذكرياتِ القلبِ و الوجعِ الدفينْ.
الأحد ٢/٣/٢٠١٤
توفي باكو دي لوثيا في تاريخ ٢٦/٢/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق