في كوخٍ بعيد
يا قلبُ عِشْ حتى ترى وجهي الذي أخفيتُهُ عنكَ اضطراراً
أنتَ تعرفني بوجهٍ لم أغيرْ فيه لونَ البحرِ و الشمسِ التي حفرتْ
على قسماتِهِ شكلَ الطريقِ و لم أكنْ متوقعاً شيئاً كهذا فالحياةٌ الآن
تشبهني قليلاً و اقتنعتُ بأنني متورطٌ فيكَ ابتداءً من علاقاتي السريعةِ
بالمدينةِ و انتهاءً بالتورطِ من جديدٍ في معاتبتي لنفسي لن نجيدَ الالتفافَ
معاً على نيَّاتِنا فاهدأْ قليلاً و استمعْ لي مرةً فأنا الذي اقترفَ الخطيئةً حين
كذبتُ الذي قالوه عنكَ بأنَّ في دقاتِكَ اختبأَتْ حبيبتُكَ الجميلةُ و احترقتَ على
مفاتِنِها البريئةِ هل ترَيْنَ الكوخَ قبلَ الليلِ تلمعُ في نوافذِهِ النجومُ و ضوءُ
موقدِنا الصغيرِ و للهدوءِ هناكَ صوتُ الشمعِ و هو يذوبُ دفئاً تارةً و على هواءِ
عناقِنا و وجدتُ طعمَ الماءِ في شفَتَيْكِ لا أدري لم اقتربَ الصباحُ و لمْ نَفِقْ مِنْ
نشوةِ القبلِ الطويلةِ و انتبهتُ لآهةٍ مكتومةٍ في صوتِكِ البرِّيِّ فاستعْذَبتُ بُحَّتَهُ
و صارَ الهمسُ يعصرُنا على نغماتِ أغنيةٍ تحركُ رغبةً في النومِ مُلْتَحِفَيْنِ
بالعطرِ الذي اغتالَ السكونَ و أنتِ ترتسمبنَ فينوسَ الشهيةَ تحتَ غيمِ خرافةٍ
و على فراءِ الريحِ عاريةً بلونِ العاجِ عِشْ يا قلبُ و اذكرْ ذكرياتي عَنْكْ.
الاربعاء ٢/٤/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق