تقولُ عنْ عيْنَيْها
عينايَ ذاكَ البحرُ حين تكونُ ذاكرةُ الموانىءِ غير كافيةٍ
لتدوينِ اعترافاتِ الشتاءِ على شراعٍ مزَّقتهُ الريحُ فوقَ المِلْحِ
ذاكَ الحدُّ بينَ الثلجِ و النارِ التي لا تغفرُ التشكيكَ في صهرِ
الهواءِ على شفاهِ الماءِ ذاكَ الغامقُ الأبديُّ في ورقِ الخريفِ
و في قشورِ الجَوْزِ عينايَ النهارُ فلا تَنَمْ و كُنِ القريبَ إليَّ
حتى تعرفَ الألوانَ مني لا تقُلْ عيناكَ أجملَ و اسألِ المرآةَ
ثانيةً لتعرفَ أنَّ نافذةَ الصباحِ تفيقُ من عَيْنَيَّ في طياتِ جفنَيَّ
الهدوءُ و همسةٌ تتعثَّرُ النَّسْماتُ في حرفينِ منها لا كلامَ يفيدُ
حين تمرُّ من بينِ الرموشِ بقيةٌ من عِطْرِ ورداتٍ و في عَيْنَيَّ عمقُ
الغيمِ و الوادي السحيقِ و غابةٍ ممتدةٍ في ظلِّها مِنْ نَظْرةٍ سترى
مكاني في السماءِ تحيطُ بي تلك النجومُ تطوفُ بي فيما أنا لا
شيءَ يُدهشُني ففي عَيْنَيَّ سِحْرُ الكونِ مجتمعا و لا أبغي صفاءَ
بحيرةٍ معزولةٍ خلفَ التلالِ فقدْ وجدتَ كما ترى في مُقْلَتَيَّ الشمسَ
ضوءً باهتاً عينايَ ليلُكَ فاستمعْ لهدوءِ قلبِكَ فيهما و دعِ التوتٌّرَ جانباً.
الاثنين ١٠/٣/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق