السبت، 31 مايو 2014

حين تكرهك المدينة


حينَ تكرهُكَ المدينةُ
شعر: علاء نعيم الغول 

ستعودُ لي و تعودُ تسألني إذا ما القلبُ مُعْتَلٌّ إذا ما البحرُ
قد أخذَ الرسائلَ كلَّها و أعودُ أسألُها إذا ما البُعْدُ يُنْسِي القلبَ 
مَنْ حَبُّوهُ في وقتٍ تُغيِّرُنا الحياةُ بلا مقابلَ فيهِ أعرفُ أَنَّ خلفَ
غيابِكِ الشَّفَقيِّ أجوبةً بحجمِ تساؤلاتٍ لا تراعي أَنَّ ظَرْفيَ لا 
يتيحُ لي البدائلَ هكذا سأظلُّ أنتظرُ البعيدَ و طائراً يأتي لنافذتي
و يُلْقي وردةً و أنا المسافرُ في أماكنَ لا تحبُّ العابرينَ و تتقي نَحْسَ
المحطاتِ البعيدةِ بالتجاهلِ و الغناءِ المستفيضِ على طريقِ العاشقينْ
و ليت لي حظُّ الغمامةِ و هي تعبرُ غيرَ سائلةٍ بمن يصحو قُبَيلَ الريحِ 
أو بعدَ الظهيرةِ ليتَ لي حظُّ الطيورِ تروحُ آمنةً و ترجعُ دونما قلقٍ و ليتَ
لديَّ حظُّ الموجِ يبتلعُ الشواطىءَ ثم يتركُها لنا من غيرِ سوءٍ ليتَ لي حظُّ
المدينةِ في المساءِ تنامُ تاركةً صعاليكَ الطريقِ مُرَوَّعينَ مِنَ المصابيحِ التي
احتملتْ ضبابَ الفجرِ ثم تفيقُ تاركةً وسائدَها الكتومةَ شبهَ عاريةٍ لهذي
الشمسِ حتماً سوف ترجعُ لي فنحنُ القادمانِ لنلتقي يومينِ في مقهىً 
و يوماً صدفةً عندَ البنفسجِ عندَ كوخٍ مُتْرَفٍ بالصمتِ و الدفءِ القديم.
الجمعة ٦/٦/٢٠١٤

الجمعة، 30 مايو 2014

لا ينبغي أن يعرفوه



لا ينبغي أن يعرفوه
شعر: علاء نعيم الغول 

لا يعرفونكَ أيها القلبُ الذي أُوجِعْتَ تهديداً و خوفاً و اتهاماتٍ
و تجويعاً يُفاجىءُ فيكَ ظَنَّكَ أَنَّها لنْ تختفي خلفَ ادِّعاءاتٍ و ما لا
تستحقُّ منَ التَّجاهلِ كيفَ تُنْكِرُ فيكَ أوَّلَ دقَّةٍ و تراكَ محترقاً بها 
و تمرُّ عنكَ و تدَّعي ما ليسَ يشفعُ سوفَ تبقى هكذا ظلاً يسافرُ
دونما هدفٍ و تُعْطي للطريقِ مفارِقاً أخرى و تُخْفَى عنكَ شاراتُ
النهايةِ كي تظلَّ تحاربُ الرملَ الذي لا ينتهي في نعلكَ البالي وتَبْلَى 
سائراً مُتوقِّعاً أَنَّ النهايةَ عند بيتٍ ما وحيداً في مكانٍ لستَ تعرفُهُ
و قدْ حاولتُ تفسيرَ الذي ينتابُني و وجدتُ أنِّي أحمقٌ حينَ اعتقدتُ
القلبَ يكفي كي أُحبَّ و أَنَّ وعداً آخراً يكفي لأعبرَ قلبَها متحرِّراً
نحو البنَفسَجِ و اتِّساعِ الدهشةِ الأولى و صوتِكِ يومَ كانَ البحرُ
مُختلفاً مع الموجِ النقيِّ على المسافةِ بيننا و فضاءِ أغنيةِ الصباحِ
هل المسافةُ قبلةٌ أم وردةٌ أم زَهْرُ بيتٍ هل أنا يا قلبُ أعرفُ عنكَ 
ما لا ينبغي أنْ يعرفوهُ و قد تركتَ الموجَ لي باباً أحاولُهُ لأهربَ منهُ
دونَ توقعاتٍ نحوها أم نحوَ ما لا نستطيعُ سويةً أنْ نُدْرِكَهْ.
الخميس ٥/٦/٢٠١٤       

قلب نقيٌّ و سفرٌ طويل




قلبٌ نقيٌ و سفرٌ طويل

شعر: علاء نعيم الغول 


هذا نهارٌ آخرٌ و أنا هنا و هناكَ خلفي بين أسوأِ شارعٍ في الحيِّ

و المللِ الذي لا ينتهي و أنا يضيقُ الوقتُ بي و البيتُ بعدَكِ لا أرى

ترَفاً يُريحُ و لا المكانُ المُشْتَهَى و البحرُ يضمُرُ من بعيدٍ تاركاً قلبي

كسيراً واقفاً كغريبِ أرضٍ مُجْهَدٍ في الحرِّ يعرفُ أنَّه لا ينتمي للظلِّ

أنتِ حبيبتي إنْ قُلْتُ أو تركَ الكلامُ الصوتَ في حلقي كحَشْرجةِ

المُنازِعِ أيهذا الإنتظارُ لِمَ المحطةُ لا يمرُّ بها القطارُ و ليس غيري الآن

قدْ جرَّبتُ أولَ مقعدٍ ثم انتقلتُ لآخرٍ و لآخرِ حتى انتهتْ كلُّ المقاعدِ

و الطريقُ طويلةٌ لو تعرفينَ كمِ الحقائبُ لا تسامحُ في أماكِنِها و كيفَ 

البحرُ عادَ لكي يُعاتِبَ فيَّ أسئلتي له عنها و لم ترْأَفْ بقلبيَ ليلةً

و هو النَّقيُّ كذكرياتِ الطيرِ عنْ أعشاشهِا الأولى و ظَنّ بنفسجٍ 

بالشمسِ حين يجفُ عن أجفانِهِ لونُ النَّدى أنتِ القريبةُ لي و أنتِ

بعيدةٌ و أنا المسافةُ و اتجاهُ الريحِ و الحُلمُ المعلقُ في شفاهِ النومِ

عودي كي تعودَ الأغنياتُ لنا و نفتحَ شارعاً غيرَ الذي لا ينتهي 

و دعي يدي تمتدُّ نحو يديكِ حاملةً إليكِ الشوقَ في أيارَ أدفأَ مرتينْ.

  الاربعاء ٤/٦/٢٠١٤ 

 

الخميس، 29 مايو 2014

حين نكون معاً



حين نكون معاً

شعر: علاء نعيم الغول 


كنَّا معاً و الوردُ كانَ و ما نُحبُّ و لم نكنْ متشبِّثَينْنِ

بقشَّةٍ و خيوطِ حُلْمٍ كاذبٍ و تجذَّرَتْ فينا الحكاياتُ المليئةُ

ما نريدُ هنا و ما نحتاجُهُ دوماً هناكَ و كنتُ مفتوناً بلونِ الليلِ

أعرفُ منهُ أني واضحٌ و مغامرٌ أتسلقُ الآتي بقلبيَ أفتحُ الأفقَ

العنيدَ برغبتي في الإنفتاحِ على الحياةِ بلا شروطٍ أعتلي ظهرَ

الحقيقةِ تاركاً للخوفِ ذاكرةً معلقةً على أبوابِ قريتِنا التي لم يستطعْ

بحرُ المعاركِ أَنْ يقسِّمَها على أبنائها بيتاً و ظلاً عندَ بابٍ مُتْرَفٍ 

بالشمسِ مراتٍ و لونِ وجوهِنا و تحولاتِ الطقسِ في تشرينَ ليسَ لنا

سوى أَنْ نجعلَ الرمانَ رائحةَ المكانِ و ماءِ هذا الصيفِ تبتَلِّبنَ منهُ

فلا يُصابُ القلبُ منكِ بما تصابُ به الطيورُ و لن تخافي الحرَّ مِنْ

أَنْ تنشفا شفتاكِ منهُ معاً نقومُ مع الصباحِ بلا تردُّدَ تارِكَيْنِ الريحَ

واقفةً على بابِ الطريقِ و عندما نُنْهي الكلامَ نعودُ قبلَ الليلِ أجملَ

مرتينِ و نقتفي أثرَ الهدوءِ على بقايا الإنتظارِ أنا و أنتِ مُعَلَّقَيْنِ

على عقاربِ ساعةٍ مفتوحةٍ للوقتِ ننسى أَنْ نَعُدَّ هناكَ ساعاتِ الفرحْ.

الثلاثاء ٣/٦/٢٠١٤    

الأربعاء، 28 مايو 2014

الغول



الغول

شعر: علاء نعيم الغول


هلْ لي أقولُ لكِ الذي أخفيتُهُ و كتمتُهُ حتى اختَنَقْتُ به وصرتُ أخافُ

منهُ و قَدْ تغوَّلَ و استبدَّ و عادَ يوعِزُ للظنونِ لكي تؤرِّقَني و تسحبَ

من هواءِ الليلِ رائحةَ الهدوءِ و من وسادتيَ الكبيرةِ حبَّها للنومِ متكئاً

على جنبي و صرتُ أرى النهارَ مروِّعاً مما يدورُ بخاطري و نسيتُ

ذاكرتي قليلاً كي أرتبَ ما عليَّ من التزامٍ نحو ذاكَ الناقمِ المجنونِ

يفترسُ اشتهائي للتأملِ في قَرنْفُلَتِي الوحيدةِ بين زهراتِ الصباحِ

أظلُّ أنتظرُ الدقائقَ أَنْ تمرَّ سريعةً و أنا أحاولُ أَنْ أخلِّصَ نبضَ

قلبيَ من وساوسهِ و قلَّةُ حيلتي تشتدُّ قابضةً على عنقي و قدُ أُنْهـكْتُ

من وجعِ التظاهرِ بالتماسكِ أيها القلقُ الدفينُ متى النهايةُ كي نفيقَ

و نتقي شوكَ المكانِ و حرَّهُ هل تعرفينَ الآنَ ما أخفيتُهُ و قدِ اسْتَلَذَّ

بطعمِ دمعيَ سارٍباً من جفنيَ المحروقِ من ملحِ انتظارِكِ إنَّهُ ذاكَ

الفِراقُ المرُّ في حلقي و لستُ أرى الطريقَ إليكِ أعرفُ أينَ أنتِ

و لا أراكِ و بيننا فقط المسافةُ بيدَ أني ليسَ في وِسْعي اعتلاءَ

السورِ كي آتيكِ ليلاً أو نهاراً و الحياةُ بدونِ وجهكِ عتمةٌ أبديةٌ.

الاثنين ٢/٦/٢٠١٤

لماذا كل هذا لي

ن



لماذا كلُّ هذا لي

شعر: علاء نعيم الغول


هل تعرفونَ لِمَ اتخذتُ الصمتَ حينَ صَحَوْتُ صوتاً لي

و هذا البحرَ في أيَّارَ وجهاً لي و هذي الأقحوانةَ في الظهيرةِ

مفرداتٍ لي و لونَ اللوزِ قبلَ الليلِ سرَّاً لي و قلبَ غزالةٍ بيضاءَ

تعدو خلفَ ذاكَ السروِ عُمراً لي و أوَّلَ شارعٍ في الصيفِ

دَرْباً لي و أقصرَ أغنياتِ الحبِّ قبلَ الشمسِ صُبْحاً لي

و أجملَ ما روى العشاقُ عندَ عناقهم في الحُلْمِ سِفْراً لي

و أغربَ ما رأى العشاقُ في أسفارِهم في النومِ جُرْحاً لي

و آخرَ غيمةٍ مرَّتْ و لم تُمْطِرْ دعاءً لي و أسرعَ دقةٍ في القلبِ

حين تعِبْتُ دَفْعَاً لي و هذا الظلَّ فوقَ جدارِ هذا البيتِ نَسْخاً

لي و طعمَ الثلجِ حين ظَمِئْتُ عندَ يَدَيْكِ ماءً لي و ملمسَ وجهِها

لو مرةً قابلتُها سهواً رثاءً لي و هذا القطرسَ المنهوكَ بينَ الريحِ

و الصَّاري نداءً لي و ضَوْءَ فنارِ تلكَ الفُلْكِ عندَ الخوفِ ًبرَّاً لي

و هذا الرملَ تحتَ سمائنا إنْ مِتُّ قَبْراً لي و ريشَ الطيرِ دفئاً لي

لأني ما سواها الآنَ يمكنُ أَنْ يعيدَ الإبتسامةَ و الحدودَ المستحيلةَ لي.

الاحد ١/٦/٢٠١٤

بعد يوم واحد



بعد يومٍ واحدٍ

شعر: علاء نعيم الغول


حقَّاً تعبتُ يمرُّ هذا الوقتُ أقسى كلَّ ثانيةٍ و أعجبُ كيفَ

هُنْتُ و هانَ بعدي الحُلْمُ لا أقوى على كيلِ اتهاماتٍ لها فالأمرُ

أكبرُ من دواعي الحبِّ و القلبِ الذي عانى الكثيرَ و ليسَ بي إلا

الذي أخشاهُ من ألمِ الفراقِ و ضيقِ هذا العُمْرِ بعدَكِ لا أبالغُ وقتَ

أخرجُ هائماً لا شيءَ في رأسي سوى أني أفتشُ عنكِ في لونِ

الهواءِ و أي صوتٍ أستعينُ بحَدْسِ هذا القلبِ أنَّكِ في مكانٍ ما

يطمئنُ مرةً و يشدُّني قلقاً عليكِ و لا مبرِّرَ يستطيعُ الحدَّ من

خوفي و أكتبُ مُسْرعاً و كأنَّ شيئاً ما يلاحقُني تعالَيْ أينَ أنتِ

و لستُ أذكرُ أنني أخلَفْتُ وعدي فجأةً وقفَ الكلامُ و لم يصلني

بعدها شيءٌ و ليس هناكَ خيطٌ آخرٌ للوصلِ أعرفُ منه ما يجري

هناكَ و لا أبالغُ في مدى قلقي و أصحو باكراً و أنامُ بعد الليلِ

أنتظرُ انتظاري لابتسامتِكِ التي تهبُ الصباحَ الشمسَ أغنيتي

الوحيدةُ أين أنتِ أحبُّها و لديَّ أسئلةٌ لها و إجابةٌ تزدادُ يوماً بعدَ

يومٍ مُتْعَبٌ و متى سأعرفُ أينَ أنتِ و كيفَ تحتملينَ بُعْداً هكذا.

السبت ٣١/٥/٢٠١٤

لا بد من يوم آخر


لا بدَّ من يوم آخر

شعر: علاء نعيم الغول


عيناي مغمضتانِ أبحثُ في فراغٍ باهتٍ عن أيِّ شيءٍ ليس لي

رأسٌ و أشعرُ أن كوناً آخراً يمتدُّ فيَّ و لستُ أعرفُ ما الذي سيردُّ

هاتيكَ النيازِكَ عن غلافِ القلبِ صوتٌ موجِعٌ يشتدُّ حينِ أرى السماءَ

بعيدةً و غبارُها الذَّهبيُّ ملتصقٌ بنافذتي تعالَيْ مثلما الشُّهُبُ الطليقةُ

و افتحي في الليلِ أستارَ البداياتِ التي كانت لنا و تجرَّدي كالطيفِ

من مللِ المسافةِ أيهذا الرأسُ تخذلكَ الحواسُ و تعتريكَ وساوسُ السهرِ

البليدةُ ها أنا وحدي هنا أحتاجُها لتعيدَ لي وجهي على بابِ المجرةِ

كي نغيبَ معاً وراءَ اللانهايةِ و الوجودِ الحرِّ أعرفُ أنَّ بين الأمنياتِ و أنْ

تُنَفِّذَ ما تريدُ مسافةٌ فلَكيَّةٌ و الحُلْمُ صِنْوُ الضَّوْءِ يقتسمانِ أبعدَ ما يكونُ

من المكانِ حبيبتي في الكونِ مُتَّسَعٌ و هذي الأرضُ أضيقُ من ثقوبِ

النَّمْلِ من صدرٍ يلاحقُ لاهثاً خيطَ الهواءِ كشوكةٍ تشتدُّ إنْ بَلَّعْتُ ريقيَ

أينَ أنتِ الآنَ طعمُ غيابِكِ الوَقْتِيِّ لا أقوى على توظيفِهِ لأنامَ حتى وقتِ

عودتِكِ المفاجىءِ لي و أبقى هكذاً متعلِّقاً بالطيفِ منكِ و هكذا عيناي

مغمضتانِ حتى الآن أنتظرُ الذي أحتاجهُ منها و ما أحتاجُهُ لا ينتهي.

الجمعة ٣٠/٥/٢٠١٤


الثلاثاء، 27 مايو 2014

هي و البحر و ما تحب



هي و البحرُ و ما تُحب

شعر: علاء نعيم الغول


جاءتْكَ يا بحرُ التي انتَظَرَتْكَ عندي و انتَظَرْتُ أنا النهارَ لها

هنا و وجدتُ أنَّ الموجَ فيكَ يُعيدُ للرملِ انتظاركَ كي تسيرَ إليكَ

تاركةً لملحِكَ أَنْ يؤرِّخَ شوقَهُ في وجهِها و يُذِيقَها طعمَ انتظارِ الشمسِ

في أيَّارَ يا بحرَ الحكاياتِ البعيدةِ كُنْ رقيقاً و هي تعبرُ فيكَ رغوتَكَ

النقيةَ و اتَّسِعْ لتمدَّ ساقَيْها و تتركَ فيكَ رائحةَ المسافةِ و انتظرْ حتى

يغيرَ لونَها صوتُ الهواءِ و بعدما يمتصُّ منها الجلدُ سرَّكَ لُفَّها بملاءةِ

العُشْبِ الطريةِ و انتظرْ حتى تجفَّ و ترتخي عِشْقاً على شفتيكَ تلثمُ

منهما ريقَ الغمامةِ و المدى و سخونةَ الشَّفقِ الرقيقِ و خذْ رسائلَها

القصيرةَ و ابتلِعْ من زُرقةِ الصدفِ العميقِ ندوبَ شاطِئكَ الطويلِ و حين

تسألني أجيبُكَ كيفَ كانتْ قبل أن تأتيكَ هاربةً اليكَ كما النوارس بعد

عاصفةٍ و غضَّ الطرفَ و ابقِ على مفاتِنِها و دعْكَ من التكلُّفِ في

اشتهائِكَ و انتظارِكَ و استمعْ لي و افتتحْ يوماً كهذا بابتسامتِها التي

احترَفَتْ غموضَ السِّحْرِ و احترَقَتْ على أطرافِها صورُ المواسمِ أنتِ

لي و البحرُ أنتِ و ما يقولُ لمنْ يمرُّ لِمَ اشتهى فيكِ الذي لا يُشتهى.

الخميس ٢٩/٥/٢٠١٤

الاثنين، 26 مايو 2014

هنا ليس كهناك




هنا ليس كهناك

شعر: علاء نعيم الغول


هواءٌ أنتَ يا وقتَ المساءِ و أولِ الليلِ الخفيفِ و باردٌ و الصيفُ

يفتحُ نافذاتِ الشوقِ واسعةً و نحنُ معاً هنا و لنا فضاءُ الإنتظارِ

و أمنياتُ الإقترابِ و يفتحُ السهرُ الطويلُ تساؤلاتِ القلبِّ عمِّا نشتهيهِ

و ما يدورُ على شفاهٍ همُّها أنْ تعرفَ القُبَلَ التي لا تبتغي عطشاً يزيدُ

و لا تباغتُنا برغباتٍ تلوِّثُ صفوَ هذي الروحِ نعرفُ أننا مِنْ طُهْرِ هذا الثلجِ

جئنا كي نذوبَ على خدودِ الوردةِ الحمراءَ نسبحَ في خيوطِ الضوءِ نغرقَ

مُمْسِكَيْنِ بموجةٍ في الليلِ ننسى أننا جبناءُ نخشى أن يرى فينا النهارُ

عيونَنا و نعودُ نحلمُ بالهروبِ وراءَ ما لا نستطيعُ بلوغَهُ و يزيدُ فينا الاغترابُ

توقَّعي مني اعترافاتٍ تغيِّرُ فوهاتِ الريحِ تحفرُ في الغمامةِ معبراً متفرِّعاً

كالقلبِ نقبلُ بعدَها أنْ نمتطي صهواتِ هذي الروحِ مُقْتَرِبَيْنِ من بابِ

السماءِ إلى سماءٍ لا حدودَ للونِها و هناكَ ننسى خلفنا وجعَ الطريقِ

إلى هنا و هنا الحياةُ بلا مخابىءَ كلُّ شيءٍ واضحٌ كبياضِ آخرِ غيمةٍ

سنظلُّ نعلو كي تخلصَنا النجومُ من الترابِ و من همومِ الإنتظارِ و من

نعيبِ البومِ فوقَ سطوحِ قريتِنا المليئةِ بالتفاهاتِ التي لا تنتهي.

الاربعاء ٢٨/٥/٢٠١٤

السبت، 24 مايو 2014

نظرات قريبة و ريش كثير



نظراتٌ قريبةٌ و ريشٌ كثير

شعر: علاء نعيم الغول


وحدي و هذي دمعةٌ و أنا و أعرفُ أنها ملحٌ يُشقِّقُ جَفْنَ عينيَ

فجأةً أجدُ المكانَ بلا هواءٍ تشتهي رئتايَ كسرَ زجاجِ نافذتي

بشهقتِها التي ستضيعُ في تَرَفِ الترددِ بينَ أنْ أحيا و بينَ

البحثِ عن نُقَطِ الهواءِ على وسادتيَ التي في عَجْزِها أفرغتُ

نصفَ القلبِ في دمعٍ تخثَّرَ بينَ وجهيَ و القماشِ و عِطْرِ مَنْ

ترَكَتْهُ لي عيناي تختزلانِ وجهيَ هارباً في بقعةٍ منسيةٍ فوقَ

الجدارِ و يخفتُ الضوءُ المُكَسَّرُ فاتحاً نفقَ البدايةِ و النهايةِ

قرِّبي عيْنَيْكِ مني و امنحيني نظرةً تهتزُّ منها الروحُ لا أدري

كم الوقتُ الذي أحتاجُهُ لأفيقَ مرتخياً على يدِكِ الرقيقةِ أستعيدُ

العمرَ من عينَيْكِ أقرأُ فيهما سِفْرَ الرجوعِ من الغيابِ إلى صفاءِ

الإنتظارِ معاً هنا لا تتركي جسدي الهزيلَ تنالُ منهُ الطيرُ تأخذُ

ريشَها من لونِهِ و تطيرُ قائلةً أخذنا منهُ دفئَكِ قبلَ أنْ يمتصَّهُ قلبٌ

يريدُكِ أيها الوقتُ اعترفْ لي مرةً و قلِ الحقيقةَ كيفَ لم تقدرْ على

قطعِ الطريقِ عليَّ و اسْتَثْنَيْتني لأحبَّها متحرِّراً مما يُخيفُ و ما يُمِيتْ.

الثلاثاء ٢٧/٥/٢٠١٤

الجمعة، 23 مايو 2014

حب في أماكن ضيقة




حبٌّ في أماكن ضيقة

شعر: علاء نعيم الغول


متى سنَفِرُّ من ضيقِ المكانِ و نختفي في الريحِ أو في زرقةِ

البحرِ القديمةِ كل شيءٍ واسعٌ إلا مدينتنا الشقيَّةُ بالفراغِ و خَنْقةٍ

تكفي لتبدو ميِّتاً و أنا و أنتِ معلقانِ على خيوطِ النومِ نحلمُ تارةً

و يشدُّنا وجعُ المكانِ إليهِ أكثرَ لستُ أحتملُ التظاهرَ بالرِّضا لولا

اصطباري فيكِ كنتُ و لا أزالُ الآبقَ المخلوعَ من عُرْفِ القبيلةِ لا

أرى نفسي هنا و الليلُ يدفعني لأهربَ فيهِ أنكِرُ صورتي في كلِّ

شيءٍ غير أنَّ العمرَ يزهرُ منكِ فيَّ و بعدما أيقنتُ أنَّ الشوكَ قدْ

أكلَ الترابَ و طوَّقَتْ أنيابُهُ حوضَ القرنفلِ لا تراجعَ بعدما أيقنتُ

أنَّ الحبَّ في عينيكِ وعدٌ آخرٌ و توقعٌ و بدايةُ الدَّربِ المسافرِ فِيَّ

نحو الإنفلاتِ من القيودِ و غابةِ الإسمَنتِ هيا ننشدُ الكوخَ البعيدَ

و نقفلُ البابَ الصغيرَ و نشعلُ الليلَ الطويلَ هناكَ ننسى أننا كنا

هنا متناثِريْنِ بلا معالمَ فيكِ فاتحةُ السماءِ بما ترتبُ من نجومٍ غير

خائفةٍ لنبدأَ مثلما بدأَ الهواءُ على شفاهِ الغابةِ انتظري معي حتى

يصيرَ الغيمُ فينا موجةً تركتْ شواطئها و قلبي فيكِ هيا كي نَفِرْ.

الأثنين ٢٦/٥/٢٠١٤

ما قاله جون العجوز



ما قاله جونُ العجوز

شعر: علاء نعيم الغول


غيري يحبُّ و يدعي و أنا أحبُّ و لا أرى غيري يحبُّ و أدعي

أني الفريدُ على سطورِ القلبِ أعرفُ ما يفاجِىءُ و البداياتِ

التي يحتاجُها ليدقَّ و الحُفَرَ التي اتَّسَعَتْ لِتُعْجِزَهُ أنا لحبيبتي

ما قالهُ جونُ العجوزُ أمامَ بابِ المخبَزِ الريفِيِّ كان يداعبُ اللاتي

يضعْنَ الفلَّ حول رقابِهِنَّ و يبتَسِمْنَ لأغنياتٍ في طريقٍ آخذٍ في

الإقترابِ من البحيرةِ وردةٌ و امسكْ يديها و اعترفْ أنَّ الهواءَ يذيبها

إنْ لم تكن أنتَ المبادرُ عدتُ للبيتِ الصغيرِ و كنتُ قد لوَّنتُ شرفتَهُ

بماءِ الزَّهْرِ و استوقفتُ نفسي عند نافذةٍ لها مفتوحةٍ للشمسِ حتى

خِلْتُ أنَّ الصبحَ يبدأُ من هناكَ يقولُ لي من يعرفونَ الليلَ أنَّ الحبَّ

قد أخفتْ معانيهِ الحياةُ و لم تبحْ حتى السماءُ بسرِّهِ سيظلُّ في

حُجُبِ الأثيرِ بلا مكانٍ نزرعُ الحبقَ النديَّ على مداخلهِ الظليلةِ أيها

الحبُّ الذي أعطيتُهُ قلمَ الرصاصِ و لوحةً بيضاءَ جربْ أنْ تعيدَ لنا هنا

وَجْهَيْنِ يحتملانِ عبءَ الابتسامةِ في زمانٍ لا يعينُ على الوقوفِ بلا

مبالاةٍ أمامَ الموجِ و الخوفِ المحيطِ بنا كطوقٍ خانقٍ أو طعنةٍ في القلبْ.

الاحد ٢٥/٥/٢٠١٤

الخميس، 22 مايو 2014

الرسالة



الرسالة

شعر: علاء نعيم الغول


مزَّقْتُها و تناثرتْ قِطَعاً هنا و هناكَ عندَ البابِ يكنُسُها الهواءُ

و تنتهي و كأنها ما مرةً كانتْ تساوي دمعةً سقطتْ على أطرافِها

و تركتُ نفسي بعدها مأخوذةً بتهوُّري و عَجِلْتُ في تفتيتِها من دونِ

معرفةٍ بما تحويهِ طيَّاتُ الرسالةِ ما فعَلْتُ الآنَ يأكلُ فيَّ قلباً ما تروَّى

وقتَها ما كانَ ضرَّ القلبَ لو قرأَ التحيةَ أولاً و مَرَرْتُ أسرعَ عنْ سطورٍ

ربما كُتِبَتْ على عجَلٍ و تنتظرُ الإجابةَ ما عساهُ الآنَ يفعلُ و هو يحسِبُ

أنَّها قُرِأَتْ مراراً و هو يجهلُ أنَّها ما فُضَّ عنها الصَّمْغُ ليتي لمْ أعاندْ

رغبتي في فتحِها عندَ المساءِ و ليتني صبَّرْتُ نفسي باحتساءِ بقيةِ

الشايِ الغنيِّ بنكهةِ النعناعِ ضاعتْ فرصتي في كشْفِ ما قد كانَ

يمكنُ أنْ يكونَ و هذه الدنيا رسائلُ عند أبوابٍ مُغَلَّقَةٍ تراودُنا و نهربُ

من عناوينِ الطريقِ و ما الرسالةُ غير نحن المُرْهَقينَ معَ استياءٍ في

التواقيعِ التي تركتْ على أوراقِنا أسماءَ من كانوا هنا يوماً و راحوا

طيبينَ و سيِّئينَ تمزَّقَتْ تلكَ المفاجأةُ التي أنْهَكْتُها وجعاً بطَرْفِ

أصابعي و أظافرٍ ملساءَ كالوقتِ الذي يمضي سريعاً دونما خَبَرٍ.

السبت ٢٤/٥/٢٠١٤


الأربعاء، 21 مايو 2014

كم أنت ثقيل أيها الوقت



كم أنتَ ثقيلٌ أيها الوقت

شعر: علاء نعيم الغول


قَلِقٌ و قلبي لو تراهُ يقولُ كيفَ أنا و كيفَ يكونُ و هي

بعيدةٌ و النارُ تعرفُ كيفَ أنَّ الماءَ يَعْجَزُ عن تسلقها مِراراً

كيفَ أنَّ الماءَ يُكْسَرُ قلبُهُ إنْ صارَ ثلجاً كيفَ أنَّ الثَّلجَ يطفو

فوقَ ظهرِ الماءِ يا قلبي الصغيرُ لِمَ احترَقْتَ اليومَ أكثرَ هل ترى

شيئاً يُخيَفُكَ أنتَ لمْ تَخْشَ البدايةَ و اسْتَمَعْتَ لقلبِها و قرأتَ لي

منهُ التفاصيلَ التي أحْبَبْتَها فيها لذا لا تُفْشِلِ الحُلْمَ الأخيرَ بسوءِ

ظنِّكَ لا تخَفْ ستكونُ معْها قالتِ الورداتُ لي فجراً ستجعلُ منكما

هذي السماءُ قلادةً في جِيْدِها للصيفِ و الغُرَفِ التي نسِيَتْ نوافذَها

لنا أنتِ التي إنْ فارَقَتْني لن أكونَ كما توقَّعَتِ المواسمُ طائراً يحتاجُ

غصْناً آمناً أنتِ اعترافُ الشمسِ لي بالسرِّ في صدفِ الشواطىءِ

ليتَ لي ما للهواءِ لكي أجيئَكِ حاملاً وجعَ انتظاري هكذا يا قلبُ ليسَ

لكَ الكثيرُ فأنتَ يُتْعِبُكَ الذي ما كانَ يوماً يَشْغَلُ التفكيرَ فيكَ و دعْ

عقارِبَكَ الثقيلةَ تدفعُ الوقتَ الخفيفَ و أنتَ تنظرُ عاجزاً في وجهِكَ

الشَّبَحِيِّ تهربُ منه ألوانُ الحياةِ و في انتظاركِ كلُّ شيءٍ ميِّتٌ.

الجمعة ٢٣/٥/٢٠١٤


الثلاثاء، 20 مايو 2014

جلود ناعمة



جلودٌ ناعمة

شعر: علاء نعيم الغول


لا أبتغي ما يبتغيهِ العِطْرُ منكِ و لا أرى ما يرتأيهِ المسكُ وقتَ

أكونُ بين يديكِ ملمَسُ جلدِكِ البرِّيِّ تعبقُ فيهِ رائحةُ الصباحِ معَ

النَّدى و تذوبُ فيهِ الشمسُ شاهرةً مفاتِنَكِ الغزيرةَ بالهواءِ الرَّطْ

بين ظهيرةٍ و أوائلِ الشَّفَقِ الشَّهِيِّ تفَضَّلي يوماً طويلاً عندَ ذاكرةِ

البتولةِ يومَ كانَ الغيمُ يعرقُ فيكِ طعمَ الوردِ في نيسانَ يعصرُ فيكِ

من ماءِ النبيذِ مذاقَ حُمْرتهِ العتيقةِ جلدُكِ الخَمْرِيُّ يلمعُ فيهِ وجهُ العاجِ

حينُ يصيبُهُ بللُ اغتسالكِ عند نبعٍ دافىءٍ تستقبلينَ لزوجةَ الطُّهْرِ النقيةَ

في مسامِكِ بارتخاءٍ لاذعٍ تتَشَرَّقينَ هناكَ مُرْخيةً على كِتْفَيْكِ شعراً عارياً

كأظافرٍ مغروزةٍ في ظهرِهاً شَبَقاً و تنزلُ قطرتانِ عليكَ يا جلدَ الغوايةِ

أيها السِّحرُ الذي ما فُكَّ عمَّنْ ذاقَ فيكَ بدايةَ التينِ الشهيِّ و حدَّةَ الليمونِ

يا سرَّ النقوشِ و رعشةَ الوَشْمِ الملوَّنِ في ثناياكَ الرقيقةِ قلتُ عنكَ لها

الحقيقةَ فيكَ حينَ تضيقُ أطرافُ المسافةِ بيننا و تطولُ همساتُ العناقِ

و حرُّها يفشي هواءً حاملاً طِيْبَ التصاقِ العاجِ بالعاجِ الصقيلِ و لستُ

أنكرُ أنَّ تاريخَ الأنوثةِ جلدُها الممتدُّ مِنْ سِفْرِ البدائيينَ حتى زهرةِ السَّوسنْ.

----

تفضَّلَتْ المرأة إذا لبست الفِضال و هو ثوب واحد مبتذَل يلبسه الرجل او المراة

للنوم او الخدمة.

تشرَّقَ إذا جلس في الشمس وقت الشروق

الخميس ٢٢/٥/٢٠١٤

الاثنين، 19 مايو 2014

أحلام القلب و الليل



أحلامُ القلبِ و الليل

شعر: علاء نعيم الغول


أبدو كما أبدو و تحسِبُ أنَّ في النومِ الهروبَ و تتَّقي طيفي

الخفيفَ برُقْيَةٍ فتنامَ أسرعَ وقتَها و النومُ أَسْرُ المُتْعَبينَ و لحظةٌ

مسروقةٌ و الحُلْمُ ينتظرُ الجفونَ لكي تسافرَ في فراغٍ موحشٍ

و الحُلمُ يعرفُ أنَّهُ قَدَرٌ يُريحُ و تارةً يقسو و يرجعُ بعدَ نومٍ آخرٍ

مُتَقَطِّعاً نُتَفاً نُلَمْلِمُها على خوفٍ و شكٍ و انتظارٍ أيها الحُلمُ الذي

راودتَها عني و جئتَ بنا هناكَ لنلتقي مُتَشَبِّثَيْنِ ببعضِنا خوفَ السقوطِ

عنِ الهواءِ و تحتَنا جُرْفٌ بحجمِ الخوفِ في القلبِ الصغيرِ و رغبةِ

الصبَّارِ في بلَلٍ يصيبُ الشَّوْكَ فيهِ كمِ المسافةُ بين أنَ تأتي و نصحو

هل ستأتي مرةً أخرى تُقَيُّدُنا معاً بخيوطِكَ البيضاءَ أم بشفاهِنا

و تحدياتِ الليلِ و هو يجرُّنا لوسائدٍ محشوةٍ بالرِّيحِ تحملُناً بلا جسدٍ

أريحي القلبَ مِنْ وجعِ السؤالِ عن الذي يعنيهِ حُلْمٌ جائعٌ كالبحرِ

ماضيةٌ بنا هذي الحياةُ و كنتُ دوماً أقرأُ الآتي بقلبي و هو يسمعُ

من بعيدٍ صوتَ بئرٍ في الخلاءِ يقولُ لي في السَّرْوِ تختبىءُ الحكاياتُ

التي نحتاجُها وقتَ العناقِ و حينَ يسحبُنا المساءُ إلى فِراشٍ دافىءٍ.

الاربعاء ٢١/٥/٢٠١٤

الأحد، 18 مايو 2014

مسافات الرماد



مسافاتُ الرماد

شعر: علاء نعيم الغول


أقولُ أحبُّها و تقولُ أنتَ مراوغٌ و أقولُ أُشْهِدُ خالقي و تعودُ تُنكرُني

و أعرفُ أنَّ ضِيْقاً آخراً في القلبِ يكفي كي يعودَ بهِ الغيابُ السَّرْمَديُّ

الى البدايةِ يوم كنتُ بلا مكانٍ بين هذا الماءِ و الحجرِ القديمِ بلا رفيقٍ واحدٍ

يشتاقُ لي عندَ المحطةِ أينما ولَّيتُ وجهيَ أشتهي وجهاً بطيئاً في امتصاصِ

الشمسِ من ورقِ الْفِلامبويا المُعَلقِ فوقَ شارعِنا الفقيرِ أحبُّها و تقولُ لي جَدِّي

تزوَّجَ جدَّتي من غير عَقْدٍ ما العلاقةُ بينَ هذا و احتراقي كي تصيرَ الوردةُ

الحمراءُ سِرِّيَ في الكتابةِ عن فراغي فيكِ عن شبقِ الحساسينِ القليلةِ للكناري

فوقَ شجْرتِها الأخيرةِ فتِّشي عنِّي قريباً منكِ قبلَ البِدْءِ في تعليقِ لوحةِ طائرٍ لم

يُعْطِهِ اللونُ السخيُّ سوى التفاؤل و ابحثي عني أخيراً عند ثلجٍ تحتهُ وردٌ

و عشبٌ و انثريني كالرمادِ على ضفافِ النهرِ كي أنسابَ في عبقِ الحقولِ

و في جذورِ الأيهُقانِ و بلِّليني بالندى حتى أعودَ فراشةً من غيرِ لونٍ بينَ

شباكٍ و شرفةِ مرأةٍ تركت لنا بابَ الحديقةِ واسعاً و أحبُّها و تقولُ لي أشياءَ

تُربِكُ فيَّ أحجيةً أرددها مَنِ المسؤولُ إِنْ لمْ أحتملْ جمرَاً أسيرُ عليهِ مُنْتعلاً

مسافاتِ الرمادِ إليكِ يا كُلَّ المسافةِ و الطريقِ و أمنياتي للوصولِ إلَيْكْ؟

الثلاثاء ٢٠/٥/٢٠١٤

الفلامبويا نوع من شجر الظل

الايهقان الجرجير

السبت، 17 مايو 2014

في صوتها بدءُ الحكاية



في صوتِها بدءُ الحكاية

شعر: علاء نعيم الغول


مَنْ مرةً سمعَ السماءَ و ظنَّ أنَّ الكونَ يبداُ و انتَهيتُ أنا

بأني حين أسمعُ صوتَها أجدُ النجومَ قريبةً و يسيلُ عن ظهرِ

الفراغِ هدوءُ ما في الليلِ من حُبٍّ و قلبٍ واحدٍ يسعُ الذي قلناهُ

شهراً كاملاً و أنا و أنتِ نصارعُ التوقيتَ و الجوعَ الذي لم يُعْفِنا

مما نخافُ تقولُ لي هيا نجرِّبُ أنْ نكونَ محارَبَيْنِ على طريقٍ لا

يُطيقُ لنا التسلقَ عالياً فوقَ الجدارِ الحرِّ هيا نسْتميلُ الريحَ كي

تُخْلي لنا الطرقاتِ ممنْ يرصدونَ ذهابَنا و إيابَنا هيا نعلقُ في المدينةِ

صورةً للشمسِ و هي تلامسُ الغيمَ القريبَ من المساءِ أحبُّها و لديَّ

ألفُ مدينةٍ لنكونَ فيها مُتْرَفَيْنِ و عاشِقَيْنِ تقاسما عَرَقَ الفِراشِ و صهوةَ

الوجعِ العنيدِ أحبُّها و لديَّ نصفُ مدينةٍ أخرى لها فينا هروبُ البحرِ من

نَزَقِ الطيورِ أحبُّها و قشورُ هذا البرتقالِ رقيقةٌ كشفاهِها و تحبُّني من

غيرِ وعدٍ مثلما وعدَ الغزالُ شِباكَ صائدِهِ تعالَيْ نستردُّ الوقتَ لا تدعي

النهارَ يمرُّ محترقاً كما احترقتْ وعودٌ كنتُ أقرأُها و أعرفُ أنَّ من عشِقوا

لهم بين البنفسجِ و السماءِ أماكنٌ في الظلِّ يهَبُ الصيفُ مقعدَهُ لهمْ.

الاثنين ١٩/٥/٢٠١٤

الجمعة، 16 مايو 2014

للبحر رائحة الخوخ




للبحرِ رائحةُ الخَوْخْ

شعر: علاء نعيم الغول


وحدي أمامَكَ أيها البحرُ البعيدُ تقولُ لي شيئاً و أخفي عنكَ أشياءً

و تغريني بصوتِ الموجِ كي أعطيكَ إسمَ حبيبتي فيصرَ لونُكَ غامقاً

كالغيمِ أعرفُ أنها مشتاقةٌ للرملِ يُغْسَلُ بين نهديها بملحِكَ و هي

تسحبُ نفسها من رغوةٍ أعطَتْكَ ملمَسَ جلدِها في الشمسِ يلسعُها

الهواءُ فتنتشي دفئاً بعشبٍ منكَ ملتصقٍ بساقيها و يغريها اعترافي

أنني أمتدُّ فيها مارجاً ينسابُ بين عروقِها ومسامِها و تقولُ لي حاولْ

تقيني البردَ بين يديكَ و انظرْ في شفاهيَ تارةً و اعرفْ متى أصبحتُ

أَشْهَى من فصولٍ كان فيها الخَوْخُ يعْصِرُ فيَّ شهوةَ لونِهِ أينَ الحكايةُ

قبل نومي حينَ تسندُني ذراعُكَ و المسافةُ بيننا وهمٌ تضيقُ و لا تزالُ

و لا يزالُ البحرُ يُغْرِقُني بأسئلةِ الموانىءِ كلما أخبرتُهُ أني أحبُّكِ رغبةً

مني لأعطي الريحَ أسمائي و أكتبَ ما تبقى من كلامٍ بيننا في صَدْفةٍ

لم تستمعْ يوماً لما نحتاجهُ في الليلِ حين تفوحُ نَزْفُ القلبِ في أيَّار أنتِ

الآنَ خاصرتي الضعيفةُ و احتياجي للحياةِ بدونِ تبريرٍ و تفسيرٍ ينافي

ما اقتنَعْتُ به على مرأى من الحَجَلِ الصغيرِ و زهرةٍ مكشوفةٍ للصيفْ.

الاحد ١٨/٥/٢٠١٤

المارج: لهب صاف لا دخان فيه

نزيف القلب نوع من الزهور

Sent from my iPad

الغرف المغلقة




الغرفُ المغلقة

شعر: علاء نعيم الغول 


غُرَفٌ مُغَلَّقَةٌ و أبوابٌ تشابهُ بعضَها و أنا أفتشُ حائراً و أعودُ

ثانيةً أكررُ ما فعلتُ أهزُّ باباً ثم أطرقهُ بعزْمٍ مُنْهَكٍ و الصمتُ مِنْ

حولي يشدُّ على الهواءِ فينزلَ العرقُ السخينُ من الجبينِ كقطعةِ

الإسفنجِ يعصرُها فأُجْهَدَ مُطْرِقاً رأسي أفتشُ بين جدرانِ المكانِ

و أقطعُ الوقتَ البطيءَ بنظرةٍ لعقاربٍ في ساعةٍ منسيةٍ فوقَ الجدارِ

أظنُّ أن الليلَ يوشكُ أن يحلَّ و لم أوَفَّقْ بعدُ في تحريرِ نفسي من

مكانٍ لا يُقَدِّرُ رغبتي في الإنعتاقِ من الرتابةِ و القيودِ المستحيلةِ كانَ

هذا الحُلمُ قبل دقائقٍ إذْ نمتُ منتظراً مروركِ و انتظرتُ و في انتظارِكِ

لا مكانَ يريحُني و الأغنياتُ قليلةٌ هذا الصباحُ و موحشٌ حتى التأمُّلُ

و هي غائبةٌ و تعرفُ أنَّ قلبكَ لا يطاوعُ فيكَ شيئاً غير دقةِ قلبِها أرجوحةٌ

لكِ تحتَ ظلِّ التوتِ يدفعُها صدى موجٍ و صَدْحِ عنادلٍ وقتَ الصباحِ و حينَ

تعلو تعرفينَ العشبَ أكثرَ من ندى نَيْسانَ ليتي الآنَ أعرفُ ما يحبُّ الصيفُ

كي ألقي على قدميكِ بُرْدَتَهُ الرقيقةَ وقتما يشتدُّ لونُ الشمسِ في تمُّوزَ لو

تدرينَ كيفَ يكونُ زهرُ الليلُ حين يفوحُ تحتَ نوافذِ السَّهرَ الكبيرةِ خائفاً.

السبت ١٧/٥/٢٠١٤

Sent from my iPad

الأربعاء، 14 مايو 2014

قلم للتوقيع



قلمٌ للتوقيع

شعر: علاء نعيم الغول


دعني أسيلُ بماءِ قلبي من شفاهِ يراعةٍ خبأتُها لقصيدةٍ رتَّبْتَها

لمفاتِني لو كنتَ تعرفُ ما فعلتُ لكي أجيءَ بها و ماذا قلتُ حينَ

وجدتُها و لمستُها و أبيتُ ليليَ و هْيَ تبعثُّ فيَّ أنفاساً بدفءِ يديكَ

قدْ أغرَقتُها عطراً ليعبرَ في مسامِكَ وقتَ تمسكُها كأني في يديكَ

تحُسُّني فأَرِقَّ أكثرَ لستَ تعرفُ أيَّ لونٍ رحتُ أبحثُ عنهُ كي يُرْضيق

غرورَ ثيابِكَ الملأى بأمزجةِ المواسمِ فيكَ لن تهوى سواها كي توقِّعَ

أحرفي فوقَ الغلافِ أمامَ من قرأوا هواكَ مُرَتَّباً أنا لستُ أصبرُ لو

أطيرُ بها إليكَ وقد تأخرتِ الفراشةُ سِنُّها منِ ساحلِ العاجِ البعيدةِ

حِبْرُها من عَفْصةِ البلُّوطِ يجري هادئاً و تبيتُ في كيسٍ حريريٍّ

و علبتُها تغلفُها القطيفةُ غيرَ أني دائماً ما أشتهي أنْ تُسْرِعَ الايامُ

كي أُعْطِيْكَها و يداي تمتدانِ أقربَ ثم أقربَ سوف تدركُ وقتها كم

أنتَ لي كالحبرِ في الكتبِ القديمةِ لستَ تعرفُ ما اقترَفتُ مؤخراً

كي أنتقي لكَ ما تُحبُّ و كيفَ صرتُ أجيدُ لم تُكْمِلْ بقيةَ وصفِها

ليراعةٍ وعدَتْ بها و أظنُّ أني سوفَ أنتظرُ الكثيرَ لكي تصلْ.

الجمعة ١٦/٥/٢٠١٤

عفص البلوط: مكوَّرات يُتخَذُ منهاجً الحبر

ساحل العاج: ما تسمى الان كوت ديفوار و عاصمتها ياموسوكرو

الثلاثاء، 13 مايو 2014

دعني أحبك



دعني أحبك

شعر: علاء نعيم الغول


دعني أحبكَ و اشترِطْ ما شئتَ من سَهَرٍ و نومٍ طارىءٍ و حكايةٍ

إنْ أعجَبَتْكَ هناكَ أخرى و استمعْ إنْ كنتَ ترغبُ في التساؤلِ عن

مسافاتٍ من الشجرِ الكثيفِ قطعتُها لأراكَ عند ظهورِ وجهِكَ في

الهواءِ و لم يصلْ بعد المذَنَّبُ خادشاً خدَّ السماءِ بحُمْرَةٍ دعني أحبكَ

و اقتربْ ما شئتَ من أزرارِ ثوبيَ و هي تلمعُ غير واثقةٍ بصبرِ خيوطِها

من ضَمَّةٍ تكفي ليبدأَ ما تحبُّ من المساءِ و ما تؤمِّلُ من لقاءٍ بيننا دعني

أحبكَ و انتَبِهْ لي حينَ أكتبُ جملتينِ على جدارٍ خلفهُ ظلٌّ لنا و امسكْ

يدي من إصبعينِ و لا تبادرْ في اشتهاءِ الأمنياتِ لكلِّ وقتٍ حُلْمُهُ و بدايةّ

دعني أحبكَ بعد أنْ أُنهي التملصَ من عباءاتِ القبيلةِ و التخلصَ من

ضجيجِ ملاحقاتٍ لا تراعي أنني أنثى تُحبُّ وجدتُ فيكَ البحرَ متَّكِئاً على

أطرافِ أحلامي الصغيرةِ ناثراً أهدابَ عينيَّ الجميلةَ بين شمسِكَ و النهارِ

تعالَ هناكَ نمشي حافِيَيْنِ على طريقِ الوردِ نلحقُ ظلَّنا في زهرتينِِ و خلفَ

ظلِّ الأسكدنيا النومُ يدعونا فتحملَنا النجومُ بلونِها و يلفُّنا عطرُ الفراغِ بما

يناسبُ صمتَنا نحن الَّذيْنِ تقابلا من غيرِ أنْ نحتاجَ شرطاً آخراً للحبْ.

الخميس ١٥/٥/٢٠١٤

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...