الأحد، 4 مايو 2014

حين نختطف البحر



حينَ نختطفُ البحر

شعر: علاء نعيم الغول


للقلبِ عاداتٌ و عادةُ قلبِها سرٌّ سأخفي نصفَهُ أبداً و أهدرُ نصفَه

للطيرِ كي يفشيهِ لي و البحرُ لي و البحرُ أنتِ و صورةٌ في البيتِ تحملُ

وجهَ حسناءَ النهارُ اليومَ أجملَ بعد حمام الصباحِ و أنتِ تنتظرينَ لحظةَ

أنْ يكونَ البحرُ مفتوحاً لنا لنعيدَهُ للرملِ و الصدفِ المبعثرِ أيها البحرُ اقتربْ

ستسيرُ حافيةً فلامسْ طرفَ قدميها لتهدأَ رغوةُ الموجِ الكثيفةُ و التمسْ في

العشبِ ما قالَتْهُ عنكَ و أنتَ تسحبُ منه أخضرَكَ المُجَعَّدَ أوَّلَ الصيفِ المفاجىءِ

لستَ تعرفُ أنها لا تكتفي بالشمسِ منكَ فقُلْ لها أيُّ المراكبِ من بعيدٍ تحتها

خبَّأتَ أسرارَ الذينَ تعانقوا ليلاً و صوتُكَ كانَ يُخْفي آهَتَيِنِ لنا و كانَ هديرُكَ

المخنوقُ يعلو حين تعلو بُحَّةَ القُبَلِ التي تحتاجُ منكَ مفاجآتٍ كي نحبَّكَ بعدها

صَيْفَيْنِ أبدو جائعاً هذي الظهيرةُ ربما للبحرِ رائحةٌ تُعلِّقُنا بهِ حتى الشفاهِ

و ساخنٌ هذا الهواءُ اليومَ هيَّا ننزلُ الماءَ اعترافاً أننا مُتَحَررانِ بملحِ رملِكَ

و انتَشِلْنا من عيونِ مدينةٍ ضمَرَتْ ملامحُها على جدرانِها و تشققتْ فيه

المسافةُ أيها البحرُ انتظرْنا لا تسافرْ قبلنا في الغيمِ أنتَ سبيلُنا للعيشِ

دون ترددٍ و على يدَيْنا طعمُ هذا الملحِ فالتمسي عناقاً آخراً من غيرِ خوفْ.

الثلاثاء ٦/٥/٢٠١٤


ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...