حينَ نختطفُ البحر
شعر: علاء نعيم الغول
للقلبِ عاداتٌ و عادةُ قلبِها سرٌّ سأخفي نصفَهُ أبداً و أهدرُ نصفَه
للطيرِ كي يفشيهِ لي و البحرُ لي و البحرُ أنتِ و صورةٌ في البيتِ تحملُ
وجهَ حسناءَ النهارُ اليومَ أجملَ بعد حمام الصباحِ و أنتِ تنتظرينَ لحظةَ
أنْ يكونَ البحرُ مفتوحاً لنا لنعيدَهُ للرملِ و الصدفِ المبعثرِ أيها البحرُ اقتربْ
ستسيرُ حافيةً فلامسْ طرفَ قدميها لتهدأَ رغوةُ الموجِ الكثيفةُ و التمسْ في
العشبِ ما قالَتْهُ عنكَ و أنتَ تسحبُ منه أخضرَكَ المُجَعَّدَ أوَّلَ الصيفِ المفاجىءِ
لستَ تعرفُ أنها لا تكتفي بالشمسِ منكَ فقُلْ لها أيُّ المراكبِ من بعيدٍ تحتها
خبَّأتَ أسرارَ الذينَ تعانقوا ليلاً و صوتُكَ كانَ يُخْفي آهَتَيِنِ لنا و كانَ هديرُكَ
المخنوقُ يعلو حين تعلو بُحَّةَ القُبَلِ التي تحتاجُ منكَ مفاجآتٍ كي نحبَّكَ بعدها
صَيْفَيْنِ أبدو جائعاً هذي الظهيرةُ ربما للبحرِ رائحةٌ تُعلِّقُنا بهِ حتى الشفاهِ
و ساخنٌ هذا الهواءُ اليومَ هيَّا ننزلُ الماءَ اعترافاً أننا مُتَحَررانِ بملحِ رملِكَ
و انتَشِلْنا من عيونِ مدينةٍ ضمَرَتْ ملامحُها على جدرانِها و تشققتْ فيه
المسافةُ أيها البحرُ انتظرْنا لا تسافرْ قبلنا في الغيمِ أنتَ سبيلُنا للعيشِ
دون ترددٍ و على يدَيْنا طعمُ هذا الملحِ فالتمسي عناقاً آخراً من غيرِ خوفْ.
الثلاثاء ٦/٥/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق