جلودٌ ناعمة
شعر: علاء نعيم الغول
لا أبتغي ما يبتغيهِ العِطْرُ منكِ و لا أرى ما يرتأيهِ المسكُ وقتَ
أكونُ بين يديكِ ملمَسُ جلدِكِ البرِّيِّ تعبقُ فيهِ رائحةُ الصباحِ معَ
النَّدى و تذوبُ فيهِ الشمسُ شاهرةً مفاتِنَكِ الغزيرةَ بالهواءِ الرَّطْ
بين ظهيرةٍ و أوائلِ الشَّفَقِ الشَّهِيِّ تفَضَّلي يوماً طويلاً عندَ ذاكرةِ
البتولةِ يومَ كانَ الغيمُ يعرقُ فيكِ طعمَ الوردِ في نيسانَ يعصرُ فيكِ
من ماءِ النبيذِ مذاقَ حُمْرتهِ العتيقةِ جلدُكِ الخَمْرِيُّ يلمعُ فيهِ وجهُ العاجِ
حينُ يصيبُهُ بللُ اغتسالكِ عند نبعٍ دافىءٍ تستقبلينَ لزوجةَ الطُّهْرِ النقيةَ
في مسامِكِ بارتخاءٍ لاذعٍ تتَشَرَّقينَ هناكَ مُرْخيةً على كِتْفَيْكِ شعراً عارياً
كأظافرٍ مغروزةٍ في ظهرِهاً شَبَقاً و تنزلُ قطرتانِ عليكَ يا جلدَ الغوايةِ
أيها السِّحرُ الذي ما فُكَّ عمَّنْ ذاقَ فيكَ بدايةَ التينِ الشهيِّ و حدَّةَ الليمونِ
يا سرَّ النقوشِ و رعشةَ الوَشْمِ الملوَّنِ في ثناياكَ الرقيقةِ قلتُ عنكَ لها
الحقيقةَ فيكَ حينَ تضيقُ أطرافُ المسافةِ بيننا و تطولُ همساتُ العناقِ
و حرُّها يفشي هواءً حاملاً طِيْبَ التصاقِ العاجِ بالعاجِ الصقيلِ و لستُ
أنكرُ أنَّ تاريخَ الأنوثةِ جلدُها الممتدُّ مِنْ سِفْرِ البدائيينَ حتى زهرةِ السَّوسنْ.
----
تفضَّلَتْ المرأة إذا لبست الفِضال و هو ثوب واحد مبتذَل يلبسه الرجل او المراة
للنوم او الخدمة.
تشرَّقَ إذا جلس في الشمس وقت الشروق
الخميس ٢٢/٥/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق