أماكن جميلة
شعر: علاء نعيم الغول
أولَى بنا ألَّا نُطيلَ هنا التوقفَ فالمحطةُ لا تُعِينُ المُتْعَبينَ كما تَرَيْنَ
و لن يكونَ الليلُ أكثرَ رقةً في الضوءِ نعرفُ أينَ تأخذُنا الطريقُ و كيفَ
نجتازُ المفازةَ قبلَ أنْ يصلَ الظلامُ حبيبتي غرباءُ نحنُ هنا كما كنا هناكَ
و بعد كلِّ محطةٍ يزدادُ فينا الإغترابُ لأننا لم نختلفْ يوماً مع الدنيا على
معنى الحياةِ و ما نريدُ و كانَ يُمْكُنُ أنْ نظلَّ الضَّائٍعَيْنِ على حدودٍ أجْهَضَتْ
فينا الصباحَ هنا صباحٌ آخرٌ و توقعاتٌ قد تفاجئنا أخيراً بانتهاءِ الخوفِ
هيا نعبرُ الوادي الصغيرَ و نصنعُ الرَّمَثَ الذي نحتاجُهُ للنَّهْرِ من خشبٍ
قديمٍ تحتِ ظلِّ الزَّيْزفونةِ هل ترينَ الشمسَ من خلفَ الصَّنَوْبرِ و هي تتركُ
لونها في طائرِ الرفرافِ و الوُكُنِ التي في قمةِ الجبلِ البعيدِ تهيَّأي للنومِ
يحملكِ الهواءُ إليَّ موقنةً بأنَّ الآنَ ليس الأمس تشبهُنا السماءُ بأنها ممتدةٌ
لكنها من غيرِ ذاكرةٍ و لن تحتاجَها لتروحَ تسألُ عن بدايتِها و أولِ غيمةٍ مرتْ
بها و أنا محوتُ الأمسَ فيكِ فأنتِ أولُ أبجدياتِ الخلودِ و آخرُ التنقيبِ عنْ
ماءِ الينابيعِ العتيقةِ في سهولِ العُمْرِ لا تَخْشَيْ من الأحلامِ أني دائماً فيها
على طرفِ الوسادةِ فاتحاً شُرَّاعةَ الشباكِ للقمرِ الصغيرِ و نَسْمةٍ عفويةٍ.
------
لرَّمَثُ : الطَّوْفُ ، وهو خَشبٌ يُشَدُّ بَعضُه إلى بعض ويُرْكَبُ في البحراو النهر
الرفراف نوع من الطيور
المفازة هي الصحراء
وكُن اعشاش الطيور الجبلية
السبت ٣/٥/٢٠١٤
هناك تعليق واحد:
انت شاعر مبدع
إرسال تعليق