هي و البحرُ و ما تُحب
شعر: علاء نعيم الغول
جاءتْكَ يا بحرُ التي انتَظَرَتْكَ عندي و انتَظَرْتُ أنا النهارَ لها
هنا و وجدتُ أنَّ الموجَ فيكَ يُعيدُ للرملِ انتظاركَ كي تسيرَ إليكَ
تاركةً لملحِكَ أَنْ يؤرِّخَ شوقَهُ في وجهِها و يُذِيقَها طعمَ انتظارِ الشمسِ
في أيَّارَ يا بحرَ الحكاياتِ البعيدةِ كُنْ رقيقاً و هي تعبرُ فيكَ رغوتَكَ
النقيةَ و اتَّسِعْ لتمدَّ ساقَيْها و تتركَ فيكَ رائحةَ المسافةِ و انتظرْ حتى
يغيرَ لونَها صوتُ الهواءِ و بعدما يمتصُّ منها الجلدُ سرَّكَ لُفَّها بملاءةِ
العُشْبِ الطريةِ و انتظرْ حتى تجفَّ و ترتخي عِشْقاً على شفتيكَ تلثمُ
منهما ريقَ الغمامةِ و المدى و سخونةَ الشَّفقِ الرقيقِ و خذْ رسائلَها
القصيرةَ و ابتلِعْ من زُرقةِ الصدفِ العميقِ ندوبَ شاطِئكَ الطويلِ و حين
تسألني أجيبُكَ كيفَ كانتْ قبل أن تأتيكَ هاربةً اليكَ كما النوارس بعد
عاصفةٍ و غضَّ الطرفَ و ابقِ على مفاتِنِها و دعْكَ من التكلُّفِ في
اشتهائِكَ و انتظارِكَ و استمعْ لي و افتتحْ يوماً كهذا بابتسامتِها التي
احترَفَتْ غموضَ السِّحْرِ و احترَقَتْ على أطرافِها صورُ المواسمِ أنتِ
لي و البحرُ أنتِ و ما يقولُ لمنْ يمرُّ لِمَ اشتهى فيكِ الذي لا يُشتهى.
الخميس ٢٩/٥/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق