الثلاثاء، 27 مايو 2014

هي و البحر و ما تحب



هي و البحرُ و ما تُحب

شعر: علاء نعيم الغول


جاءتْكَ يا بحرُ التي انتَظَرَتْكَ عندي و انتَظَرْتُ أنا النهارَ لها

هنا و وجدتُ أنَّ الموجَ فيكَ يُعيدُ للرملِ انتظاركَ كي تسيرَ إليكَ

تاركةً لملحِكَ أَنْ يؤرِّخَ شوقَهُ في وجهِها و يُذِيقَها طعمَ انتظارِ الشمسِ

في أيَّارَ يا بحرَ الحكاياتِ البعيدةِ كُنْ رقيقاً و هي تعبرُ فيكَ رغوتَكَ

النقيةَ و اتَّسِعْ لتمدَّ ساقَيْها و تتركَ فيكَ رائحةَ المسافةِ و انتظرْ حتى

يغيرَ لونَها صوتُ الهواءِ و بعدما يمتصُّ منها الجلدُ سرَّكَ لُفَّها بملاءةِ

العُشْبِ الطريةِ و انتظرْ حتى تجفَّ و ترتخي عِشْقاً على شفتيكَ تلثمُ

منهما ريقَ الغمامةِ و المدى و سخونةَ الشَّفقِ الرقيقِ و خذْ رسائلَها

القصيرةَ و ابتلِعْ من زُرقةِ الصدفِ العميقِ ندوبَ شاطِئكَ الطويلِ و حين

تسألني أجيبُكَ كيفَ كانتْ قبل أن تأتيكَ هاربةً اليكَ كما النوارس بعد

عاصفةٍ و غضَّ الطرفَ و ابقِ على مفاتِنِها و دعْكَ من التكلُّفِ في

اشتهائِكَ و انتظارِكَ و استمعْ لي و افتتحْ يوماً كهذا بابتسامتِها التي

احترَفَتْ غموضَ السِّحْرِ و احترَقَتْ على أطرافِها صورُ المواسمِ أنتِ

لي و البحرُ أنتِ و ما يقولُ لمنْ يمرُّ لِمَ اشتهى فيكِ الذي لا يُشتهى.

الخميس ٢٩/٥/٢٠١٤

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...