حبٌّ في أماكن ضيقة
شعر: علاء نعيم الغول
متى سنَفِرُّ من ضيقِ المكانِ و نختفي في الريحِ أو في زرقةِ
البحرِ القديمةِ كل شيءٍ واسعٌ إلا مدينتنا الشقيَّةُ بالفراغِ و خَنْقةٍ
تكفي لتبدو ميِّتاً و أنا و أنتِ معلقانِ على خيوطِ النومِ نحلمُ تارةً
و يشدُّنا وجعُ المكانِ إليهِ أكثرَ لستُ أحتملُ التظاهرَ بالرِّضا لولا
اصطباري فيكِ كنتُ و لا أزالُ الآبقَ المخلوعَ من عُرْفِ القبيلةِ لا
أرى نفسي هنا و الليلُ يدفعني لأهربَ فيهِ أنكِرُ صورتي في كلِّ
شيءٍ غير أنَّ العمرَ يزهرُ منكِ فيَّ و بعدما أيقنتُ أنَّ الشوكَ قدْ
أكلَ الترابَ و طوَّقَتْ أنيابُهُ حوضَ القرنفلِ لا تراجعَ بعدما أيقنتُ
أنَّ الحبَّ في عينيكِ وعدٌ آخرٌ و توقعٌ و بدايةُ الدَّربِ المسافرِ فِيَّ
نحو الإنفلاتِ من القيودِ و غابةِ الإسمَنتِ هيا ننشدُ الكوخَ البعيدَ
و نقفلُ البابَ الصغيرَ و نشعلُ الليلَ الطويلَ هناكَ ننسى أننا كنا
هنا متناثِريْنِ بلا معالمَ فيكِ فاتحةُ السماءِ بما ترتبُ من نجومٍ غير
خائفةٍ لنبدأَ مثلما بدأَ الهواءُ على شفاهِ الغابةِ انتظري معي حتى
يصيرَ الغيمُ فينا موجةً تركتْ شواطئها و قلبي فيكِ هيا كي نَفِرْ.
الأثنين ٢٦/٥/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق