هواءٌ و رائحة
شعر: علاء نعيم الغول
ما كان يمكنُ أنْ يكونَ العطرُ
لولاهُ الهواءُ يصيبُنا بالذعرِ مراتٍ برائحةِ
الخرابِ و ما تبقى من ثيابِ الجندِ تحتَ
القصفِ بالغازِ المُسيِّلِ للدموعِ و طائراتِ الرشِّ
فوقَ مزارعِ القطنِ الكثيفةِ بالموانىءِ بعد يومٍ عاصفٍ
لولا الهواءُ دليلُنا لتشابهتْ كلُّ النساءِ جلودُهنَّ
و لونُ ما في الوجهِ من نمشٍ خفيفٍ يا هواءً مرَّ
بي بالأمسِ في نيسانَ أنتَ الآنَ في تموزَ تحرقُ ملمسَ
الوردِ الرقيقِ و تحتسي عرقَ الجباهِ على طريقٍ
واسعٍ أو ضيقٍ لولاكَ لانقطعَ التكاثرُ في حدائقَ
أشبعتْ هذا المكانَ بلوحةٍ مرسومةٍ باللونِ
تجعلُني أفكرُ كيفَ تنتقلُ الحياةُ بدوننا و تسيرُ
ثابتةً على درجِ المواسمِ لا نراكَ و فيكَ نبصرُ
ما عليهِ حياتُنا من مغرياتٍ غير كاذبةٍ و صادقةٍ.
الأحد ١٩/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق