فانتازيا صباحية
شعر: علاء نعيم الغول
لا أستطيعُ الآن فتحَ البابِ يبدو أنني سأظل أنتظرُ المساءَ لكي يخفَ الحرُّ شيئاً ثم أتركُ نافذاتِ البيتِ مقفلةً و أخرجُ قاصداً مقهى قريبا فيه نافذةٌ تطلُّ على الطريقِ و سوف أكتبُ وقتها عما تراكمَ في مخيلتي من الأشياءِ لا أحتاجُ أكثر من هدوءٍ غارقٍ في نكهةِ الشاي المُحَلَّى أو مذاقِ القهوةِ المسؤولِ عن جعلي سريعاً في الكتابةِ و التراجعِ عن مهاتفةِ الرفاقِ مبكراً أحتاجُ ترتيبَ النهارِ مجدداً من غير تضييعِ لوقتٍ طالما قاومتُ ألا ينقضي من غير فائدةٍ على التفكير في أسماءِ من كتبوا رواياتِ المراهقةِ المليئةِ بالاباحياتِ أو أفلامِ تينتو براسَ و الجمل ِالقصيرة عن نهاياتِ الحياة و غانياتِ الليل ترهقني الحياةُ الآن بعد الحربِ و التفتيشِ عمن لم يموتوا تحت أنقاض البناياتِ الكبيرةِ كل هذا و النهارُ هو النهارُ كما أراه مقسماً بيني و بين الآخرين و شاشةِ التلفازِ و الأيبادِ و الصورِالكثيرة في مجلاتِ النجومِ و ناسيونالِ جيوغرافيكِ و آخر الأزياء و الغرقى أمام شواطىء شهدت فرار اللاجئين من الحروب و بطش من حرقوا المدينةَ جاعلين الدينَ واجهةً تذكرني أنا بمحاكمِ التفتيشِ أو قتل النساء بتهمة التدجيل في (سالمْ مساشوسيتسْ) يعجُّ الرأسُ بالفوضى و يشبه ما يكون الحالُ بعد كوارث الاعصارِ كم أحتاج بحراً واسعاً و هواءَ شرفاتِ الصباحِ بصوت سامي كلاركْ و أبدأُ كلَّ يومٍ هكذا متفائلاً و مناضلاً و مهيئاً لأكونَ قديساً صغيراً رغم أني غارقٌ حتى فمي فيما تراهُ حبيبتي نزواتِ شيطانٍ أزاحمهُ على الدنيا سأنهضُ من فراشي إنْ ضمنتُ وجودَ تيارٍ و ماءٍ ساخنٍ أو جبنةِ الفلامنكِ و الزيتون و الخبز المحمصِ مع وجودِ الزيتِ و الزعترْ.
الجمعة ٢٤/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق